علماء ومثقفون لـ “المسيرة”.. الدورات الصيفية مصنع الإيمان والرجال الأبطال
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
11 مايو 2024مـ – 3 ذي القعدة 1445هـ
يتجلى دور الدورات الصيفية التي تقام هذه الأيام في مختلف المحافظات من حين إلى آخر، ويبرز أثرها الكبير على الطلاب والنشء من الشباب من حيث هدفها الجوهري والأسمى في بناء الوعي الصحيح للأجيال وتحصينهم من الثقافات الباطلة والضياع والانحراف.
ويعطي السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- الدورات الصيفية أولوية واهتمام كبير؛ لمعرفته الكاملة بقيمتها وأهميتها على حياة الناشئين الذين هم في طليعة التهديد للتعرض لشتى أنواع الغزو من قبل الأعداء بما في ذلك الحرب الناعمة التي تتحكم بعقول الكثيرين من الناس وتجعل من حياة الشباب مجرد ألعوبة.
ومن حين إلى آخر نجد أن سموم الأعداء تحاول الزحف نحو المجتمعات لاسيما المحافظة، لتستهدف شريحة الشباب الناشئ الذين هم أساس بناء المجتمع؛ لذا فقد جاءت هذه الدورات كالمنقذ الوحيد لهم من الوقوع في مستنقع هذه الحرب الشيطانية، من أجل بناء مجتمع قوي متماسك يتحلى ويتسلح بثقافة القرآن الكريم ويواجه كافة الصعاب والتحديات ويتغلب على مؤامرات الأعداء ومخططاتهم التدميرية.
ويتميز هذا العام عن بقية الأعوام السابقة في مستوى الاقبال والتفاعل وكذلك في ارتقاء مستوى ما يتم تقديمه وأساليب التعليم وتطويره وتقدمه، وما انزعاج الأعداء من هذه الدورات القيمة، وشنهم حملات إعلامية متواصلة؛ إلا دليل قاطع على تأثيرها، ودورها الكبير في إفشال كافة مخططاتهم الرامية إلى تفشي الرذائل والمفاسد والانحلال الأخلاقي.
فرصة ثمينة
وفي هذا السياق يرى العلامة محمد مفتاح أن الدورات الصيفية أضخم نشاط تعليمي وثقافي واجتماعي طوعي يساهم فيه المجتمع بأكمله، معتبراً إياها فرصة ثمينة للشباب والناشئة للارتقاء بمستواهم العلمي والمعرفي والثقافي لاسيما في هذه المرحلة التي تشهد صراعاً كبيراً بين الحق والباطل.
ويقول العلامة مفتاح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الدورات الصيفية تعمل على تغطية الفجوة العلمية، والمعرفية الناتجة عن قصور التعليم الرسمي، مشيراً إلى أهمية استغلال الوقت الثمين لدى الشباب بما ينفعهم ويرتقى بهم، ويحصنهم من تيارات الهدم والضياع التي تستهدف أوقات فراغهم ببرامج ضارة وهدامة.
ويضيف أن الدورات الصيفية كذلك يتعاظم دورها بالنسبة للطلاب والنشء، باعتبارها تعمل على تأهيلهم فكرياً، وعلميا، ًوثقافياً، لتحمل مسؤوليتهم في بناء مستقبل أسرهم ومجتمعهم.
من جهته يشير الناشط الثقافي عبد الخالق براش إلى قول الله تعالى:[ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة]، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق، فإن الدورات الصيفية تشكل وقاية كبيرة جداً لنفوسنا أولاً، ثم لأولادنا، وقايةً عامة من كل الشرور والمزالق والانحرافات في الدنيا والوقاية من عذاب الله في الآخرة.”
ويقول الناشط براش إنه وفي ظل المرحلة الخطيرة التي نعيشها والصراع الكبير بين الحق والباطل، وانتشار طرق الإفساد لكل فئات المجتمع؛ بأن ليس هناك حل مناسب لحماية الأمة وشبابها إلا بالتحصن بمثل هذه الدورات الصيفية التي تعتبر وقاية وتحصيناً للمجتمع وللشباب من الانحراف، والفساد والزيغ عن الحق إلى الباطل وزيفه.
ويرى أن أهمية الدورات الصيفية يتجسد ويكمن في خضم الصراع الذي يخوضه أهل الحق مع زمرة الباطل وأتباعه، من خلال ما يتعلمه الشباب والجيل الناشئ من كتاب الله سبحانه وتعالى “القرآن الكريم” وبما يتعلمون في هذه الدورات القيمة من أمور دينهم وما يكتسبون بها من وعي كامل بطبيعة المرحلة والصراع مع الأعداء، وما يكتسبوه من معرفة يتحصنون بها من الضلال والفساد الذي يسعى أعداء الأمة والإنسانية في انتشاره وتفشيه لاسيما في المجتمعات المحافظة، مشيراً إلى أن العدو وحروبه الخطيرة يقوم بأساليب مطورة ومتنوعة وحديثة بحيث يعمل على تزييف الحقائق وتزيين الباطل أمام الناس وتقديمة كذلك بصيغة وأساليب دينية.
ويضيف أنه ضمن الأهمية للدورات الصيفية أنها تعمل على تعديل وتقويم السلوك الإنساني للشباب وتكسبه سلوكاً قيماً ودينياً وأخلاقياً وإيمانياً، وتقوده إلى طريق الفلاح والفوز والسلامة والعزة في دنياه وآخرته، مؤكداً أنه لو لم يكن من ميزة هذه الدورات الصيفية إلا أنها مشروع تحرري، لتحرر الإنسان من العبودية لغير الله، واتجه بالإنسان إلى الفضيلة وتبعده عن الرذيلة.
ويقول براش إنه من خلال الدورات الصيفية نرى نماذجاً راقية في التدين والالتزام الديني والإيماني، وكذا في الأدب والاحترام والأخلاق، وهي النماذج العظيمة ممن سجلوا مواقف مشرفة، وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله دفاعاً عن دينهم ووطنهم وعن المستضعفين من عباد الله.. إنهم من خريجي الدورات الصيفية، وقد أصبحوا شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، حيث كانوا قدوة في الإيمان والتقوى وفي الأخلاق والتعامل الحسن والتواضع أمثال الشهيد اللواء طه المداني، وأحمد العزي، والمؤيد وغيرهم، مؤكداً أن الدورات الصيفية مصنع الإيمان ومصانع الرجال من العظماء وأن لا شيء يمكن أن يحمينا ويحمي شبابنا وأولادنا في هذه المرحلة إلا بالتحرك الجاد لدعم هذه الدورات والدفع بأبنائنا إليها.
سلاح المؤمن
بدوره يؤكد الناشط مختار الذيفاني أن التسلح بالثقافة الدينية هي سلاح المؤمن التقي التي تحث على تجنب الرذائل والمفاسد وتجعله يتحلى بالقيم الدينية والاخلاق الحميدة التي تحصن المجتمع من الوقوع في مستنقع الضلال والافساد، وأن الدورات الصيفية تغرس في نفوس الجيل الصاعد هذه الثقافة العظيمة.
ويقول الذيفاني أن الأعداء أدركوا الأهمية التي تكسبها وتمثلها الدورات الصيفية؛ ولهذا عملوا على شن هذه الحملة الإعلامية التحريضية ضدها، من خلال وسائل إعلام تحالف البغي والعدوان والإجرام وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق بوتيرة عالية.
ويشير إلى أن مسؤولية الحفاظ على الأبناء من الضياع والانحراف هي مسؤولية الجميع لاسيما أولياء الأمور الذين سيسألون عن أبنائهم ومستقبلهم في حال تقصيرهم تجاه ذلك، لافتاً إلى أهمية بناء وعي الأجيال وتلقي العلوم المفيدة التي تعمل على تنوير العقول والقلوب مما يعزز من حالة الارتقاء الحضاري.
ويؤكد بأن موقف اليمن اليوم في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتفرد هذا الموقف عن بقية مواقف العالم أمام ما يحدث لإخواننا في قطاع غزة من جرائم إبادة؛ هو ثمرة نابعة من ثقافة القرآن الكريم والعلم النافع والإيمان القوي بالله سبحانه وتعالى، وأنه المسار الذي يدفع إلى العمل والمسارعة في رفع الظلم عن الآخرين وكذا العمل على مقارعة الظالمين والمستكبرين.