السيد القائد : الشهيد القائد اعلن الصرخة في ظروف حساسة وخطيرة وتحركه بالمشروع القرآني كان ضرورة واقعية للتصدي لقوى الاستكبار العالمي
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
11 مايو 2024مـ -2 ذي القعدة 1445هـ
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- أن الصرخة كان لها الكثير من المميزات والإيجابيات فهي أولاً كسرت حالة الخوف، وأنها موقف متاح وميسر وليست كبعض المواقف التي تشكل صعوبة لدى الناس.
وقال في خطاب له بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة للعام الهجري 1445هـ – 2024م إن الصرخة ليست أمراً معقداً، وهي تفضح الأعداء، حيث فضحت الأمريكيين، في حقوق الإنسان، والحرية، وبقية العناوين التي كانوا يرددونها، كما أنها رفعت الروح المعنوية، وحصنت الساحة الداخلية، وجعلها بيئة ضد العدو، وليست بيئة عمالة له.
وأشار السيد القائد إلى أن المشروع القرآني أتى للإنقاذ من حالة اللاموقف وعدم التفاعل مع الأحداث، مؤكداً أنه مشروع قرآني تنويري يكشف الكثير من الحقائق.
وأوضح أن الأمريكي والإسرائيلي هم أعداء لنا، فخططهم، واستراتيجياتهم، ومشاريعهم، وعملهم، وأنشطتهم تجاه الأمة كلها عدائية، ومن منطلق عدائي، داعياً إلى أن نتحرك بشكل تلقائي، فالمسألة لا تحتاج إلى صعوبة في إقناعنا في التحرك تجاه عدو يستهدفنا كمسلمين.
وأكد أن هناك مسؤولية دينية، وأن علينا التحرك ضد الأعداء، وإفشال مؤامراتهم التي تستهدفنا، لافتاً إلى أن الغفلة واللاهتمام واللاوعي، تخدم الأعداء، وهم حرصوا على ذلك وعملوا على أن تستحكم هذه الحالة لعدم الانتباه لمؤامراتهم ضد هذه الأمة.
وبين أن الشهيد القائد -عليه السلام- عندما تحرك في تلك المرحلة الخطيرة، كانت الأجواء معقدة، فيها حملات ترهيب من جانب أمريكا، ومن يدور في فلكها، لافتاً إلى أن معظم الحكام أصبحت حالة الخوف من أمريكا تسيطر عليهم، وتسيطر كذلك على الحكومات والنخب، واتجهت بعد ذلك إلى الشعوب، لأن الأنظمة والحكومات لا تحمل تطلعات ومواقف وقضايا هذه الأمة وهذه الشعوب، والكثير من الحكام والحكومات تهمهم مصلحتهم في المقام الأول.
وضرب السيد القائد مثالاً على حالة الخوف من أمريكا ما يحدث اليوم جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، منوهاً إلى أن الشعوب لا تستطيع الخروج اليوم في مظاهرات مناهضة لهذا الإجرام الصهيوني، لأن الحكومات ستقمعها ليس فقط بالاعتقال وإنما بالقتل، وهذا ما يؤكد مدى ارتباط هذه الأنظمة بالأمريكي وعدم الاهتمام بقضايا الأمة.
وأكد أن العدو يريد أن يكبل هذه الأمة، كي لا تتخذ أي موقف، ويريد من الشعوب أن تكون مكبلة وهي كذلك بسبب مواقف الأنظمة، منوهاً إلى أنه لا بد أن يكون لنا موقفاً، وهي ضرورة ايمانية، وواقعية للدفع عن أنفسنا الذل والقهر والاستعباد والهوان والطغيان، لأن تحركنا في إطار الموقف الصحيح هو نجاة لنا، كرامة لنا، وهو الذي ينتشلنا من حالة الشتات، وإلى أن نكون في واقع قوي، ونحظى فيه بمعونة الله، وبتأييده، وندفع عن أنفسنا الظلم والقهر، والاستعباد، والإهانة.
وأوضح أن الأعداء مستمرون في مؤامراتهم واستهداف هذه الأمة، وأنه في كل مرحلة هناك أحداث جديدة، والمسألة لم تنته، والأعداء يحرصون على تدجين الأمة، وهي استراتيجية أساسية، وهي خطيرة ومؤثرة، لأنها تجعل الأمة في حالة جمود، وبيئة مفتوحة أمام الأعداء، مبيناً أن الاستراتيجية للأعداء هي ألا تتحرك الأمة في التصدي لهم ولو حصل ما حصل.
أكد السيد القائد أن تحرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رحمه الله-بالمشروع القرآني، وإعلان الصرخة في وجه طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل جاء في ظروف حساسة وخطيرة للغاية، وأن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد حسين بدر الين الحوثي استند إلى رؤية قرآنية وضرورة واقعية للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المسلمين.
وأشار إلى أن المؤامرة الغربية بذريعة “مكافحة الإرهاب” سعت لاحتلال البلدان الإسلامية والسيطرة على شعوبها وثرواتها واستهدفت المسلمين في هويتهم الدينية وتجريدهم من كل عناصر القوة المعنوية، مؤكداً أن الشهيد القائد لم يبدأ مشروعه القرآني مستنداً إلى إمكانات وقوة عسكرية وحماية، بل انطلق في ظروف صعبة، ومن نقطة الصفر، حيث كان المشروع القرآني هو مشروع ضد الطغيان والاستكبار بما يشكله من خطورة على المجتمع البشري وعلى المسلمين بشكل خاص.
واعتبر أن الهجمة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر2001م كانت أخطر هجمة على المسلمين وهي امتداد لما سبقها من مؤامرات، حيث الأعداء يتحركون وفق برنامج طويل، وكبير لاستهداف أمتنا الإسلامية وعلى مراحل ويتوارثون هذا الدور العدواني.
وأضاف أن التحرك بالصرخة ضمن المشروع القرآني، جاء في الظروف الصعبة، والمراحل الخطيرة وجاء بدافع ايماني، وضمن مشروع ايماني يرتكز على الثقة بالله، والتوكل عليه، والاستجابة له والجهوزية للتضحية في سبيله، مؤكداً أن ذلك المشروع العظيم لم يبدأ باستناد على إمكانات عسكرية وقدرات وحماية رسمية يستند إليها وإنما انطلقت من نقطة الصفر مع واقع مالي متواضع جداً، ولا سند له إلا التوكل على الله، كمشروع ضد الطغيان والاستكبار وضد أولياء الشيطان بما يشكلونه من خطورة على المجتمع البشري والإنسانية جمعاء، وعلى المسلمين.