الخبر وما وراء الخبر

مستقبل أنصار الله

1٬672

بقلم / حسن فرحان المالكي


 

أرى في البعيدِ – استراتيجياً- أن هذه الحربَ والتفاهُماتِ السياسيةَ ثم الصُّلح هي صورةٌ مُكَبَّرة لما جرى في الحربِ السادسة، سيتمدَّدُ أنصارُ الله بعدَها إلى أوسع نطاق، وستكونُ لهم شعبيةٌ تنتشرُ كالنارِ في الهشيم، ويكتسِبون سُمعةً كبيرةً لقُدرتِهم على مواجَهةِ تحالُفٍ دولي كبير)، فهم الذين في الواجِهة وفي صدارةِ مقاوَمة العُـدْوَان، لا سيما إذا تفرّغوا للفاسِدين الذين مسّوا بسُمعتهم في أصعب الظروف.

نعم هذا نموذجٌ مكبَّرٌ، هذه الحرب السادسة رقم ٢، قَــدّموا ما يُشبِهُ استسلاماً في الظاهر ثم اجتاحوا الشمالَ بسُمعةٍ كبيرةٍ وحُبٍّ وإيمانٍ ونظافةٍ وعملٍ على الأرض.

يحتاجون لسنةٍ واحدةٍ حتى يكونوا لسانَ اليمنِ كلّه وسلاحَه وعزَّه وشموخَه بل وإيمانه، ثم سنوات قليلة ليكونوا أكبرَ قوَّة في الجزيرة العربية، وإعادة صياغة جُزء كبير من ثقافة الإسلام الأولى، أعرف هذا في صدقِهم وتواضُعِهم وتضحياتهم وحيويتهم وقُدرتِهم على توظيف المشتركات.

لا سيما وأنهم لا يَدينون بفضلٍ لأحد، لا إيران ولا غيرها، لقد انزرعوا من رُوحِ القرآن ونورِ محمد وثقافةِ الإمام علي وشيءٍ من حكمةِ الحسَن وكثيرٍ من كربلاء الحسين مع تُربة اليمن الأصيلة.

ورغمَ الحربِ الكونية والخيانات وسُوء الإدَارَة وقلّة الخبرة وكثرة الدعايات إلا أنهم كانوا الواجهةَ، وثبتوا بهذا الإعجاز الذي ترَون.

فالأمورُ تسيرُ نحوَ ما قلتُ، وتذَكّروا بداياتِهم.

هُـــمْ قَــدَرُ اللهِ الذي لا يُــرَدُّ.

إقرأوا السُّنَنَ الإلهية.

احفظوا كلامي هذا، وانتظروا، والله أعلمُ بالأمور، لكن هذا ما يظهَــرُ جلياً كأنني أراه بالعين.