الخبر وما وراء الخبر

كيف تداول الإعلام الصهيوني تداعيات الرد الإيراني

11

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

15 ابريل 2024مـ -6 شوال 1445هـ

لا زالت تداعيات الضربة الإيرانية على الكيان الصهيوني تشغل إعلام العدو الذي تحدث عن فشل استراتيجي لحق بالكيان، ما يؤكد أن للضربة عواقب وارتدادات وخيمة ستظهر خلال الفترة القليلة المقبلة داخل الكيان المؤقت.

وعقب الرد الإيراني، لم يخفي إعلام العدو خشيةً من “تغيّر قواعد اللعبة في أي مواجهة مع طهران”، حيث تحدّثت عن “التعرّض لإهانة ثقيلة وغير مسبوقة”، إذ أن “الردع الإسرائيلي الذي تحطّم في غزة ولبنان، تحطّم في طهران أيضاً”.

مهزلة استراتيجية

ووصفت أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، الاثنين، ليلة الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق بالـ “مهزلةً استراتيجيةً” بالنسبة للكيان.

وتحدّثت الصحيفة عن “فشل استراتيجي” مُنيت به “إسرائيل” بعد الرد الإيراني، وذلك نظراً لحقيقة أنّ “إسرائيل استُعبدت لأسبوعين، في إثر توتر يصيب بالشلل، بعد إقدامها على الاغتيال (وفي هذا إشارة إلى الترقب والقلق اللذين سادا في انتظار الرد، بعد التهديدات منذ مطلع هذا الشهر)”.

وشكّكت الصحيفة في ما إذا كان باستطاعة الصهاينة، أن يقولوا “لماذا تم تنفيذ اغتيال يمكن أن يقود إلى مواجهة أكثر تعقيداً بمليون مرة مما هي عليه في الشمال والجنوب، بينما القصة هناك أيضاً بعيدة من أن تنتهي”.

وتساءلت الصحيفة ساخرةً: “كيف يُفترض أنّ يقوم القادة، الذين سبق أن أقرّوا عدة مرات خططاً لغزو رفح، والذي لم يحدث بعد، بتهديد طهران؟”.

وأمام ذلك، وجدت “يديعوت أحرونوت”، أنّ الجواب هو “جواب كلاسيكي إسرائيلي آخر”، ومفاده: “خطأ، مخطئون، أخطأنا”.

وأشارت إلى أن التقدير الخاطئ من قبل وحدة “أمان” الاستخباراتية بشأن ردة الفعل الإيرانية فيما يتعلق باغتيال المسؤولين الإيرانيين في دمشق، وضعنا على شفير الحرب الإقليمية.

كذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ التقدير الاستخباري، كان يفيد بأنّ إيران “لن تغيّر طريقة عملها”، في حال أقدمت قوات العدو على اغتيال شخصية لها في دمشق، في أرض سيادية بالنسبة لطهران.

وفي إشارة إلى سوء التقدير الصهيوني، رأت الصحيفة أنّ المسؤولين الصهاينة “نسوا أنّ إسرائيل لم تعد تظهر بصورة المهدِّد، وأنّ لديها حكومةً لا تتمتّع بالثقة، وأنّ جيشها أخطأ أكثر من مرة، ولا يعرف كيف يتعافى من ذلك”.

بالإضافة إلى ذلك، تساءلت الصحيفة عما إذا كانت عملية الاغتيال “ملحّةً”، علماً بأنّ “إسرائيل كانت على وشك التعرّف عن كثب إلى حلقة النار التي أقيمت حولها”.

وتابعت بأنّه “مرة أخرى، ثبت أنّ إسرائيل لا تحبّ التفكير بصورة مختلفة، عدما يتعلّق الأمر بخطوات دراماتيكية من جانب العدو”.

وفي هذا الإطار، عادت الصحيفة إلى معركة “سيف القدس” عام 2021، والتي “اعتقدت فيها “إسرائيل” أنّ حماس لن تقصف القدس وتخاطر بمعركة شاملة، وإلى الـ7 من أكتوبر، حين “اعتقدت أنّ حماس مردوعة”.

وكذلك، فإنّ اغتيال القادة في الحرس، في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بُنِيَ، خطأً، “على تردّد إيراني، تحوّل إلى هجوم تاريخي”، بحسب “يديعوت أحرونوت”.

الهجوم الأكثر تركيزا

وفي السياق، قالت وسائل إعلام صهيونية: إن هجوم إيران ليلة 14 أبريل 2024، كان الهجوم الأكثر تركيزاً وتنسيقاً من الذخائر الدقيقة (الصواريخ الموجّهة) في التاريخ الأمني العالمي، مشيرة إلى أن الطائرات المسيّرة أُطلقت من مواقع كثيرة ومن مسافة بين 1000 إلى 1500 كلم.

وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إنّ سرب الطائرات بدون طيار الإيراني الذي أطلقته طهران تم تصميمه لاستكشاف ردود “إسرائيل” وتتبع مواقع ومسارات أصولها الدفاعية.

وتابع أنّه “مع اقتراب الصواريخ الإيرانية أقلعت طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جناح صهيون، من قاعدة نيفاتيم الجوية بحثاً عن الأمان”.

هذا ونقلت وسائل إعلام صهيونية تحذير الاستخبارات الأمريكية لـ”إسرائيل” من أنّ إيران سترد على كل هجوم صهيوني كبير وعلني في الأراضي الإيرانية بجولة جديدة من هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة.

ويواجه كيان العدو الصهيوني معضلة “احتواء” الرد الإيراني، أو شنّ هجوم آخر ضدّ إيران والمجازفة بالتصعيد، وذلك بعد أن تعرّض، وللمرة الأولى، لهجوم مباشر من طهران ضدّ جبهته الداخلية، بحسب ما أكده موقع “والاه” الصهيوني.

ورأى الموقع أنّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، “تمكّن من وضع الحكومة الصهيونية أمام معضلة وعارض الرد العسكري الإسرائيلي ضدّ إيران”، حد زعمها.

وفي مقال للصحافي الإسرائيلي أمير بوحبوط، رجّح الموقع، أن ينتهي أي تصادم مقبل مع إيران “بسرب من المسيّرات والصواريخ الباليستية”، كتلك التي استهدفت الكيان ليل السبت – الأحد.

جرأة وقدرة نارية وعملانية

وفي حديث إلى “القناة 12” الصهيونية ، أكدت مراسلة عسكرية أنّ إيران “أثبتت جرأةً وقدرةً ناريةً وعملانية”، حيث أطلقت عشرات المسيّرات والصواريخ على “إسرائيل”، على الرغم من أنّ الرئيس الأمريكي توجّه إليها قائلاً “لا تفعلي” بوضوح، وأكد الوقوف إلى جانب كيان العدو.

أما “القناة 14” فوصفت الرد الإيراني بـ”الأقسى من ناحية الأهمية والسياق، منذ قيام “إسرائيل””.

أكثر من مليار دولار تحترق في الهواء

وفي السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية أن اعتراض عشرات الصواريخ والمسيرات الإيرانية ليل السبت ـ الأحد، كلف كيان العدو ما قد يصل إلى 5 مليارات شيكل (1.35 مليار دولار).

ونقلت الصحيفة، الأحد، عن المستشار المالي السابق لرئيس الأركان االصهيوني “رام عميناح” قوله: “تقدر تكلفة الدفاع الليلة الماضية بين 4 – 5 مليارات شيكل” (1.08- 1.35 مليار دولار).

وأضاف “عميناح”: “أتحدث هنا فقط على اعتراض ما أطلقه الإيرانيون، ولا أتحدث عن إصابات كانت هذه المرة هامشية”.

وتابع “الصاروخ الواحد من طراز “حيتس” (السهم) المستخدم في اعتراض صاروخ باليستي إيراني، تصل كلفته إلى 3.5 ملايين دولار، فيما تبلغ كلفة الصاروخ الواحد من منظومة “العصا السحرية” مليون دولار، بخلاف طلعات الطائرات التي شاركت في اعتراض المسيرات الإيرانية”.

وفي وقت سابق الأحد، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن المتحدث باسم قوات العدو دانيال هاغاري، قوله إنه تم إطلاق نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيرة من إيران على الكيان، زاعما أنه تم اعتراض معظمها.

وعلى نقيض ما اعترف به ناطق قوات العدو، اعترف مسؤول أمريكي كبير في تصريح لقناة “أي بي سي نيوز” الأمريكية أنّ 9 صواريخ إيرانية على الأقل أصابت قاعدتين جويتين صهيونيتين، مضيفا أن 5 صواريخ باليستية أصابت قاعدة “نيفاتيم” الجوية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بطائرة نقل من طراز “سي-130” ومدرج ومنشآت تخزين، مشيرا 4 صواريخ باليستية إضافية أصابت قاعدة النقب الجوية.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات ومشاهد من الصواريخ والمسيرات الإيرانية هي تتساقط كزخات المطر على أهداف داخل كيان العدو دون ان تتمكن منظومات الاعتراض الصهيونية والأمريكية والغربية من اعتراضها، وسط تكتم شديد من الكيان عن الخسائر التي خلفها تلك الضربات البشرية والمادية.

و أعلنت القوة الجو فضائية، التابعة لحرس الثورة في إيران، ليل السبت – الأحد، استهداف أهداف صهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والمسيّرات، في إطار معاقبة “إسرائيل” على جرائمها، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي لسفارة طهران في دمشق واستشهاد عدد من القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين، في أول هجومٍ مباشر تشنّه الجمهوريّة الإسلامية ضد كيان العدو.