بأي حال جئت ياعيد.
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
10 أبريل 2024مـ – 1 شوال 1445هـ
بقلم// صفاء السلطان
تمر الأيام فيأتي شهر رمضان على أمة مستضعفة مقهورة تقطن رقعة صغيرة في هذه الأرض لم يذوقوا حلاوة الشهر الكريم أو روحانيته، قصف هنا وتقتيل هناك، فقدٌ لأب وأم وطفل ،ووجع وألم وجوع وهدم للديار هنا، حتى مرّ عليهم الشهر وهم تحت كل هذا الظلم والقهر والتوديع للأحبة ، تتزايد الجرائم وكلما انسحب المجرمون الصهاينة من مكان ما ظهرت مجازر أبشع وأكثر إجراما من سابقاتها .
في ختام شهر رمضان المبارك تتزايد حجم المعاناة والآلام والتدمير الممنهج لقطاع غزة دون أن يرقبوا في أي مؤمن إلاً ولا ذمة، وتتزايد بذلك حجم الغطرسة واللؤم والتخاذل من قبل الحكام العرب الذين لايرون للقضية أية أهمية، بل إنهم إلى جانب التخاذل والتفرج على المعاناة التي يلقاها أبناء جلدتهم وأبناء عقيدتهم ، يتحركون وبسبق الإصرار للتأييد للعدو الأمريكي والاسرائيلي بل ودعمهم بالأسلحة وإمدادهم بالغذاء، وإلهاء الشعوب بمواسم الترفية والحفلات الغنائية الماجنة والمسرحيات ومسابقات الجِمال والكلاب وكل الدواب التي هي على شاكلتهم ، هذا على المستوى الرسمي او بالمصطلح الأدق “المترفين أو الملأ” ، وأما على المستوى الشعبي فتنشغل حالياً كل شعوب العالم الإسلامي بالتحضير والاستعداد لعيد الفطر المبارك متناسين تماماً ماعليهم من واجبات ومسؤوليات تجاه هذا الشعب المظلوم، تنشغل الأسر بالحجز في الشاليهات والمتنزهات ومنهم من يستعد للسفر لحضور موسم الترفيه ليرفهوا عن أنفسهم وعن نساءهم واطفالهم ، بينما اولئك المظلومين لم يعودوا يرون اية
ابتسامة لأطفالهم أو نساءهم ، وبينما هناك من يجهز لألذ الكعك والحلويات وأفخر المشروبات لتقديمها في العيد، قلّ أن تجد هنا في أرض العزة من تتوفر له الوجبات الأساسية التي يسدون بها جوعهم وجوع أطفالهم، وبينما في غزة يرتدي الاطفال الملابس القديمة، ففي البلدان اللامسؤولة والبعيدة تماماً عن تحمل مسؤوليتها تزدحم الأسواق في بلدانهم بالشراء لأجمل الملابس والكماليات .
وأما بالنسبة للعيد لدى مجاهدي محور القدس فإنهم لن يألوا جهدا ولن تغمض لهم أعين مادام ان هناك أطفال تأن تحت الأنقاض وقبور يُعاد نبش جثثها لاستئصال أعضاء أصحابها فالعيد هذا العام بالرغم من حجم المظلومية والمأساة الكبيرة فإنه سيكون وبالاً وجحيماً على العدو الإسرائيلي المجرم من جهة وعلى من يقف من ورائهم ويؤيدهم من جهة أخرى، وسيلحق المتخاذلين والمتفرجين الخزي والعار حين يرون تلك الدماء تنتصر وتلك الأشلاء تحقق إنجازاً عظيما ساحقاً لكل طواغيت الأرض، حينها سيكون العيد أجمل بابتسامة طفل غزة البطل، والأم العظيمة الصابرة ستعد الحلوى والأب الأقوى سيجلب معه هدايا العيد وستنتصر فلسطين كل فلسطين ، وما ذلك على الله بعزيز، والعاقبة للمتقين