الخبر وما وراء الخبر

بالجوع والعطش وإخراج الجثث من تحت الأنقاض.. هكذا يستقبل الغزاويون عيد الفطر

6

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 أبريل 2024مـ – 30 رمضان 1445هـ

أفسد العدوان الصهيوني الأمريكي فرحة العيد لسكان قطاع غزة، حيث يأتي هذا العيد لهذا العام وسكان القطاع في جوع وعطش لا مثيل له في تاريخهم، وقلوب مكلومة جراء فقدان الأحبة والأصدقاء الذين ارتقوا شهداء خلال الأشهر الستة الماضية.
قبل العيد كان الكثير من المواطنين يتوقعون العودة إلى منازلهم، حتى ولو هي أطلال ومدمرة، لكن هذا الحلم لم يتحقق في ظل إصرار القادة الصهاينة المجرمين على الاستمرار في الحرب، وقصف المدنيين بالقنابل الحارقة والثقيلة.

يعيش البعض الآن كنازحين بمدينة رفح في مخيمات صغيرة جداً، تزدحم فيها عائلات بأكمله، لا هم لهم سوى الحصول على كسرة خبز ولو يابسة، لتسد أمعاءهم الجائعة منذ أشهر، ومن حصل عليها فهو العيد بحد ذاته.

هنا يتذكر الطفل سيف ذكريات عيد الفطر العام الماضي، حيث ذهب مع والده ووالدته وأشقائه الثلاثة في مثل هذا الوقت من العام الماضي لشراء الملابس الجديدة، والشوارع تتزين لاستقبال العيد، بينما ينظر حوله فيجد آلاف الخيام يسكن بها مئات الآلاف من النازحين يبحثون عن طعام يكفيهم وسط نقص شديد للسلع الغذائية والمياه الصالحة للشرب.

ويقول آخر: ” هذا عيد سعيد على كل البلدان العربية والإسلامية، لكنه ليس سعيداً على أهالي غزة، فالسعادة لدينا هي كيف نبقى أحياء بعيداً عن قصف الاحتلال”.

لا استعدادات لصلاة العيد، أو تزاور الأهل والأصدقاء، هذا العام في قطاع غزة المدمر، حيث لم يعد هناك مساجد يصلى فيها صلاة العيد، أو مواقع أثرية يزورنها، فقد دمر الاحتلال ما يزيد عن 200 موقع أثرى بالقطاع، أو حدائق ومنتزهات التي قصفها الاحتلال، أو منازل يزورون فيها عائلاتهم.

ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن عيد الفطر يمر على الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يشنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على المدنيين والأطفال والنساء، ليحدث واقعاً إنسانياً كارثياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

ويواصل: يمر علينا العيد وقد نجح الاحتلال “الإسرائيلي” في قتل الفرحة والابتسامة من قلوب شعبنا الفلسطيني الكريم، الذي يناضل من أجل نيل حريته التي كفلتها كل القوانين الدولية”.

ويضيف :”يمر العيد وقد بلغ عدد الضحايا 120,000 ضحية من المدنيين الفلسطينيين، بينهم قرابة 33,000 شهيد و7,000 مفقود و75,000 جريح ومصاب، و3,500 أسير، وما نسبته 73% من هؤلاء الضحايا هم من فئة الأطفال والنساء والمدنيين، ودمر الاحتلال أكثر من 360,000 وحدة سكنية، وهذا يعني أن قرابة 1,500,000 شخص فقدوا مأواهم وبيتهم وشقتهم السكنية بشكل كامل، ولن يقضوا هؤلاء العيد في منازلهم، وهذه كارثة إنسانية حقيقية من الصعوبة بمكان أن يتجرع الإنسان كل هذا الكم الكبير من الألم والحسرة نتيجة عدوان الاحتلال، كما دمر الاحتلال أكثر من 1,000 مسجد وكنيسة ومدرسة وجامعة ومستشفى، دمرها بشكل كامل”.

ويتابع : “يمر علينا العيد ونحن نعيش سياسة تجويع حقيقية قاسية في جميع محافظات قطاع غزة، وبشكل أكثر فظاعة في محافظي غزة والشمال الذين يعيشون مجاعة شرسة، راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى”، مطالباً كل العالم بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وبحق المدنيين والأطفال والنساء على وجه الخصوص.

ويقول مواطن آخر:” أطفالي في الأعياد السابقة كانوا يسألوني عن شراء ملابس العيد وينتظرون العيد بمنتهى الشوق والترقب ولكنهم الآن لا يسألون عن العيد ولا شراء الملابس، ولكن يسألون فقط متى نعود إلى منزلنا في مدينة غزة لأننا نعيش الآن في رفح، فهذا هو المطلب الوحيد للأطفال والعودة للمنزل يمثل عيداً وفرحة لمليونى و300 ألف فلسطيني في غزة”.

ويضيف: “عيد بلا سعادة ولا طعم ولا لون بل سيحل العيد بكثير من الحزن والوجع والخذلان من المجتمع الدولي معنا وهم يشاهدون جرائم الإبادة واحدة تلو الأخرى والبيوت تباد وتدمر”.

وبحسب آخر بيان صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في 28 مارس الماضي، فإنه يكشف إلى حد كبير حجم الدمار في غزة قبل أيام من عيد الفطر، حيث يوضح أن أعداد الوحدات السكنية التي تم تدميرها بشكل كلي تقدر بما لا يقل عن 79 ألف وحدة سكنية، إضافة الى تدمير أكثر من 290 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي وتشكل في مجموعها حوالي 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير المدارس والجامعات، والمستشفيات والمساجد والكنائس والمقرات الحكومية، وآلاف المباني من المنشآت الاقتصادية وتدمير كافة مناحي البنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وخطوط الصرف الصحي وتدمير الأراضي الزراعية ليجعل من قطاع غزة مكاناً غير قابل للعيش.

هنا”.