الخبر وما وراء الخبر

عن خسائر العدوان ومكاسب الصمود..!!

149

بقلم / عصام حسين المطري


دفعت المملكة العربية السعودية بنفسها في أتون حرب خاسرة لن تجني فيها سوى الخسارة والهلاك, حيث تبدى للناظر حجم الأضرار الجمة على الاقتصاد السعودي المهتز الذي بات يمول العدوان يومياً بمئات الملايين من الدولارات كانت كفيلة بانتشال فقراء السعودية والخليج العربي من المسغبة والمجاعة الحقيقية التي يعيشونها في ظل تنامي ثروات البيت الملكي والأسرة الظالمة الحاكمة التي حكمت مواطنيها بالحديد والنار وأطبقت عليهم الأخشبين في تسلط رجعي ديكتاتوري حاقد.
فخلال عام كامل من العدوان على بلد المحبة والسلام وبلد الإيمان والحكمة والفقه والأمان يتكبد العدوان السعوأمريكي الخسائر المادية المثقلة للكاهل, حيث لم تحقق الطلعات اليومية الجوية وغارات صواريخ البارجات البحرية أي تقدم أو مكاسب على مستوى تدمير السلاح اليمني الذي بحوزة جماعة أنصار الله كما يزعمون, فالسلاح اليمني باقٍ ما بقيت الحياة, فهو رديف المقاومة المستبسلة الشجاعة المتواضعة التي لقنت العدوان ومرتزقته في العديد من ساحات الوغى، وفي الكثير من جبهات القتال أصعب الدروس في الرجولة والشجاعة والإباء.
وعلى الرغم من السلاح المتطور الذي في يد العدوان السعوأمريكي الاسرائيلي إلا أنه لم يسجل لهم أي تقدم يذكر على رقعة الميدان العسكري, فما يقصف العدوان سوى الأحياء السكنية والأسواق الشعبية المكتظة بالناس, وصالات الأعراس المليئة بخلق الله, فضحاياه من المدنيين الأبرياء الذين لا يلقون بالاً للقنابل العنقودية والذكية المحرمة دولياً والتي يقوم العدوان الغاشم باستخدامها أمام مرأى ومسمع من الجميع كالأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتي لم تحرك ساكناً لهذا الجنوح.
لقد اجتهد العدوان في حصاد الخسائر منذ الوهلة الأولى لانطلاقته, حيث كانوا يوهمون أنفسهم ويوهمون الشارع اليمني والشارع العربي والإسلامي بأن مهمة العدوان مهمة ردع سوف تستمر أسابيع ليس إلا, فمع دخول العدوان عامه الأول يكون قد فقد مصداقيته أمام الشعوب وأمام التاريخ, فالمهمة ليست ردعاً وإنما هي استغلال واحتلال وليس أدل على ذلك من النموذج الإماراتي الذي استفرد بعدن والذي يؤسس لحياة مغايرة ترفع من شأن العدوان وتقلل من شأن المقاومة.
* إن الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت والنفوس التي جرحت ليست بالأمر الهين أو السهل، حيث سيلهمنا الله القوي العزيز الجبار ردع العدوان والانتصار عليه فوق ما حققناه من انتصار حاشد في الصمود الأسطوري الذي جنينا من خلفه المكاسب والإنجازات في ظرف عام كامل من الاعتداء والعدوان سطر فيه اليمانيون أروع ملاحم الثبات وأنصع صفحات البطولة والإباء مع الفارق الكبير في العدة والعتاد، والحشد الصارخ لأكثر من دولة، فما جنيناه من مكاسب يفوق حجم الخسائر.
* وثمة مكاسب عديدة للصمود تتمثل في التئام الانقسام وتوحد الجبهة الداخلية على اختلاف المشارب وتباين الاتجاهات، وتنوع التوجهات حيث غدونا يمناً واحداً، وشعباً واحداً تحت سقف واحد.
لا تفرقنا الحزبية البغيضة، ولا تكسر عصانا العنصرية المقيتة، أو توهن من عزيمتنا الهرطقة الجافة المدوية وصرنا أمة واحدة بقلب واحد حركتنا واحدة وسكنتنا واحدة هي رفض العدوان الأجنبي بمختلف أشكاله وصوره رفضاً قاطعاً يدفعنا دفعاً كبيراً إلى حمل السلاح، والتوجه آلياً إلى جبهات القتال بدون تعبئة إعلامية وسياسية مناهضة للعدوان.
* ويتضح الحمق البارز لمقاومة العدوان في تخلحل صفوف المرتزقة في العديد من ساحات وميادين القتال لينم ذلك عن فساد دافعيتهم التي تفرض عليهم لهثاً حثيثاً وراء الريالات والدولارات على الرغم من الشحن الطائفي والمناطقي والعنصري الذي يرفع درجات المنازلة والتأهب والاستعداد، فمقاومة العدوان كسبت بفضل صمودها وثباتها سلامة المقصد وصوابية الدافعية حيث تدربت على مواطن الارتباط بالله عز وجل في كل ظرفٍ وحين، وعلمنا ذلك الأدب مع الله عز وجل والثقة به.
ومكاسب الصمود متعددة ومتنوعة منها على سبيل المثال لا الحصر القدرة الفائقة التي ظهرت بها اللجان الثورية في إدارة شؤون البلاد والعباد والمحافظة على الوزارات والمؤسسات والمصالح والهيئات والمستشفيات والمدارس والمعاهد الحكومية، هذا فضلاً عن إرسائها لمداميك الأمن والأمان في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تقع تحت مسؤوليتها، فغابت كثير من الظواهر المؤلمة كظاهرة الاغتيالات والقتل لقيادات أمنية وعسكرية وحزبية على الرغم من العدوان والحرب الدائر رحاها.
ويجب أن نسلم بأن مكاسب الصمود والمقاومة ضد العدوان السعوأمريكي متعددة ومتنوعة يمكن أن نستشفها عن طريق صمود الريال اليمني أمام الريال السعودي والدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية، حيث سجلت الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً طفيفاً للدولار الأمريكي وللريال السعودي مقابل اليمني ما أدى إلى ارتفاع بعض أسعار السلع كالمواد الغذائية مثلاً، إلاّ أنه عاد وهبط مرة أخرى حسب الأسعار التي طالعتنا بها إعلامية البنك اليمني المركزي، فصمود الريال اليمني أمام بعض العملات الأجنبية يعد وبلا ريب مكسباً من مكاسب الصمود والثبات، إلاّ أن المطلوب تشكيل لجان خاصة بمراقبة الأسعار ذلك لأن بعض التجار يغالي اليوم بسلعه وعلى رأسها السلع والمواد الغذائية على الرغم من هبوط الدولار والريال السعودي أمام ريالنا اليمني حيث ينبغي معاقبتهم وإغلاق محلاتهم من أجل أن يعيش الشعب اليمني الأبي لحظات من السعادة وأياماً من الأمان وسنوات من الرخاء والانتعاش الاقتصادي والسياسي..
وإلى لقاء متجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.