الخبر وما وراء الخبر

وماذا سيكتبُ التاريخ ؟!

19

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
2 أبريل 2024مـ – 23 رمضان 1445هـ

بقلم// ماريا الحبيشي

كل أمة سجلت تاريخها حسب ما ترغب به، البعض منها  كانت صفحات تاريخها مُشرفة، وبذلت جهدا كبيرا أن يُعطى التاريخ حقهُ من البسالة والشجاعة، والغيرة وملئت صفحاتها بأروع وأقوى الملاحم الذي قادها رجال وأبطال التاريخ، من أجل رفع راية الإسلام  والمسلمين وحرية الإسلام ، ولقد بذلوا أرواحهم فداءً لهذا الإسلام ليحيى بعيداً عن الذل والمهانة ، ليعيش مرفوع الجبين مع مرور العصور حتى وإن رحلوا.

ولكن حسافة ماذا فعلت الأمة العربية حاليًا، عكست صورة تشهد عن ذلها ورضوخها وخضوعها!
وأنا أسأل ماذا سيسجل التاريخ عن هذهِ الأمة التي باعت مقدساتها، وتركت المحتل يذبح ويسفك الدماء ويقتل دون رحمة وكذلك يغتصبُ النساء وهذا عارٌ عليكم أيُها العرب، عارٌ أن تغتصب نساء فلسطين وأنتم تشاهدون بصمت شرفكم يتدنس وأنتم نائمون هل أصبحتم بلا غيرة ولا ضمير، لهذي الدرجة؟نعم، عديمي الشرف، بلا ضمير ولا نخوة وأنا  أشكُ أنكم من أصلٍ عربي.

ماذا سيكتب التاريخ؟ عن أمة تأكل من لحوم الخنزير وتشرب الخمور وترقص فوق الجثث، وعن عروبة تُباع بثمنٍ بخسٍ لِمحتلٍ غاصب منبوذ منذُ فجر التاريخ، فعلًا أشعر بالحياء لأني من هذه الأمة التي خذلت فلسطين، لقد قال عنها النبي صلوات الله عليه أنهُ سيتفأخر بِنا أمام الأمم الأخرى!

ماذا أقول ياحبيبي يا محمد عن أمة خذلت نفسها وخذلت عروبتها، وغرّتهم مطامع الدنيا وأتخذت من العدو صديق وخذلوا القريب وتركوا المقدسات الدينية تُحتل، وصفقوا لنشر السلام وهو بالأصل خذلان لك ولمسراك والإسلام ولا يُسمى إلا استسلام!
ماذا أقول  ياحبيبي يا محمد عن أمة تفتي بأن الدفاع عن الأقصى  عارٌ وإرهاب!

ماذا أقول  عن أمةٍ ترضى لنفسها بالذل والعار، عن أمة تنظر لإخواننا يموتون قتلًا وجوعًا ولا تُحرك فيهم ساكن ، هل هي هذه الأمة التي سيتباهى بها رسولنا الكريم  أمام  الأمم الأخرى ويقول هذهِ هي أمتي  ويتفاخر بِها، لكني أعتذر لك يا حبيبي يا محمد صلوات الله عليك عن عجزي وتقصيري وقلة حيلتي
أعتذر لكِ يافلسطين أني خذلتكِ، أعتذر لأني أنظر إلى ما حلَّ بكِ من دمارٍ وجوعٍ وأنا  عاجزٌ عن تحريك كلماتي سهوماً  قاتلة .