ثأر الأحرار
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
31 مارس 2024مـ – 21 رمضان 1445هـ
بقلم// حنان عوضة
في مساء السادس والعشرين من مارس ، في هدوء الليل وأفول أضواء الشبابيك والنوافذ، وخلودها للنوم والهجوع، ودون سابق إنذار أو تحذيرات للارصاد الجوية، سُمعت صيحات مدوية كصيحة قوم عاد، قعقعات رعود وصواعق غاضبة باغتت الأجواء وكسرت السكون ،وفي أقل من ثوان معدودة على سماع هذه الأصوات بلغت قلوب الأطفال والنساء الحناجر ، تساقطت أسقف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتزلزلت الأرض بمن عليها، تناثرت الأشلاء كالعهن المنفوش في الأجواء،لم يتدارك الشعب اليمني أنفاسه من حالة الذهول تلك، حينذ علم أنها ليست بيوم القيامة ولا يوم من أيام الطامة،بل كان كل ذلك الدمار الهائل صواريخ وقنابل تمطرها الطائرات السعودية والأمريكية والإماراتية على بلادنا.
دهشة وغرابة ، وكثير من الأسئلة ،كيف ، ولماذا ،وما السبب؟أسئلة لم تبادر إلى أذهان البعض إلا بعد أن أصبحت نسائهم وأطفالهم تحت الأنقاض اشلاءً ودماء.
إنها جارة السوء من نكرت المعروف إنهم آل سعود ، فالغدر يجري في دمائهم ، حسداً وحقدا على اليمن واليمنيين أعمى صوابهم ،عمالة وتطبيع، وجوههم سوداء منذ أن اعلنوا من صالات اقلاع الطائرات ومنصات ضرب الصواريخ الحرب على اليمن ،هيهات هيهات لأحفاد الكرار أن يخنعوا أو لمنهاج الحسين أن ينطوي على القعود والاستسلام ، أنه نهج الجهاد ،ثارات الحسين منبعها الدماء التي في شرايين وأوردة اليمنيين.
ويل لكم يا آل سعود وويل لك يا أمريكا فقد ثار البركان وهب الأحرار من كل حدباً وصوب ، حاملين أسلحتهم ، يحتفظون به في عرون الأسود الشامخة من أمتعتهم ومؤونهم منطلقين صفوفا مرصوصة من الجيش واللجان الشعبية اليمنية الباسلة ، تدفعهم غريزة العزة والكرامة والغيرة اليمانية الكامنة في صدورهم ، فلنتذكر أن عسير وجيزان ونجران وغيرها من المناطق في الحجاز والمناطق القريبة لقرن الشيطان ، ميادين للبطولة والاستبسال،ميادين يقتبس منها ويصدر منها أقوى وأكبر شركات أفلام هوليود وأفلام الأكشن افكاراً وتصورات مذهلة وخارقة لبطولات أبطال حقيقيين، ليس فيها خدعاً بصرية أو تقنيات حديثة وألعاب خرافية ،أنها بطولات أحفاد وطلاب علي الكرار فاتح ومقتلع باب خيبر الأشرار ، إنها بطولات أحفاد الأشتر وتلاميذ الحسين.
تسع سنوات عجاف على الشعب اليمني المظلوم تجرع فيها أطنان من القنابل والصواريخ المحرمة دولياً في ظل حصار خانق براً وبحراً وجواً ،وفي ظل تعتيم وحرب إعلامية جمدت عقول معظم الشعوب والبلدان، فلم يجد الشعب اليمني الأسطوري أي ناصراً أو معين إلا يد الله المعين ويقين الولاية لأمير المؤمنين علي ودعوات النبي صلوات الله عليه وآله، تسع سنوات عجاف تم فيها زراعة اليقين في القلوب الفارغة، فزرعت البذور في الصحاري الجافة، وصنعت العزيمة والإرادة النساء معونة المجاهدين من قليل مايجدن به فصنع الجيش الأسلحة المتطورة والذخائر بأبسط الإمكانيات اعتلت صرخة البراءة من أعداء الله ، وأعداء الشعوب والإنسانية ،صعق منها كل الخونة والعملاء وكل الأعداء.
اجتاز اليمنيون هذه السنوات بصبراً وعزيمة فنالوا الفوز والغنيمة ، أخذ الأحرار بثأرهم ،وثأر أجدادهم ضحايا تنومة ،انكسرت رآية الظلم والغدر والعمالة، فعادت جحافل الجيش السعودي الأمريكي الصهيوني بالعار والخزي والندامة إلى حتفها.
تحولت التسع السنين العجاف إلى مستقبل مضيئ من السنوات السمان بفضل قيادة العترة الأطهار الكرام، حل في الأمن والأمان ،بسعى الشعب المغوار لنصرة المظلومين في غزة وجميع الأوطان ، مستمرة في حصار العدو في بحار الأرض ومضايقها وسواحلها ، حبس الله عنهم بركات السماء فأمطروا مطر الذل والهزيمة والخسران ،فبأس مطر المنذرين.