السيد القائدُ يحذِّرُ الأمريكيين والبريطانيين من جحيم اليمن.. سيناريو الهجوم البري سيكونُ أسوأَ بكثير
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
30 مارس 2024مـ – 20 رمضان 1445هـ
تضمَّنتِ الكلمةُ الأسبوعيةُ الجديدةُ لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بشأن مستجدات الوضع في غزة والمعركة مع العدوّ الصهيوني ورعاته الأمريكيين والبريطانيين، .
تحذيرًا مهمًّا ولافتًا للولايات المتحدة وبريطانيا فيما يتعلق بأية نوايا لديهما للتوجّـه نحو الاعتداء البري على اليمن؛ وهو الأمر الذي تحاول العديد من الجهات دفع واشنطن نحوه.
تحذير قائد الثورة أتى بعد استعراضه لنتائج الفشل المُستمرّ في المواجهة الحالية التي يخوضها الأمريكيون والبريطانيون مع القوات المسلحة اليمنية، والتي يمكن استخلاصها بسهولة من الشهادات المتتابعة التي يدلي بها ضباط كبار في البحريتَينِ الأمريكية والبريطانية بشكل مُستمرّ لوسائل الإعلام، حَيثُ يؤكّـدون على جملة أمور أبرزها: أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك أسلحة متطورة ومفاجئة، وأنها استطاعت أن تفرض معركة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وتنفذ عمليات غير مسبوقة في التأريخ بكله، وأن القوات الأمريكية والبريطانية لا تملك أية معلومات عن الترسانة اليمنية، وأن الهجمات على اليمن لا تحقّق أي “ردع”، وأن النشاط الحالي في البحر يحمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تكاليف باهظة لا تنسجم مع النتائج المتواضعة، وكل ذلك بالإضافة إلى حقيقة أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا لا زالت تهرب قدر الإمْكَان من نطاق النيران اليمنية برغم مرور أشهر على بدء المواجهة؛ وهو ما يعني بوضوح أن التحَرّك العسكري العدواني ضد اليمن في البحر قد فشل بشكل ذريع.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد استعرض قائد الثورة أَيْـضاً في كلمته الأخيرة شهادة الضابط السابق في مشاة البحرية الأمريكية، غاري أندرسون، في مقالة كتبها هذا الأسبوع ونشرها موقع “ذا ديفينس بوست” والتي قال فيها: “إن البحرية الأمريكية قد وصلت إلى مستوى من الإذلال لم تتعرض له منذ عقود طويلة، وإن أمريكا قد فقدت فعليًّا السيطرة على البحر الأحمر”؛ وهو ما يعني بوضوح أن المسألة لا تقتصر على الفشل في وقف الهجمات اليمنية بل تتجاوزها إلى توجيه ضربة جيوسياسية وعسكرية عكسية تضر بالولايات المتحدة بشكل لا يمكن التعافي منه.
ووفقًا لهذه النتائج الواضحة، جاء تحذير قائد الثورة ليؤكّـد للأمريكيين والبريطانيين، أن كُـلّ هذا الفشل والمعاناة، يأتي في إطار مواجهتهم مع “جزء” فقط من القوات المسلحة اليمنية، يتمثل في سلاح الصواريخ والمسيَّرات والقوة البحرية، وأن الأمر سيكون أصعبَ بكثير في حال المواجهة البرية مع جيش قوامه مئات الآلاف من الجنود المتمرسين والمسنودين بالملايين من أبناء الشعب الذين سيتحَرّكون للمواجهة، بالإضافة إلى القدرات التي تواصل مسار تطورها السريع، وبالتالي فَــإنَّ الذهاب إلى هجوم بري على ضوء نتائج المواجهة الجارية سيمثّل انتحارًا عمليًّا، وستكون نتائجه أسوأَ بأضعاف من نتائج الفشل الراهن.
وكان قائد الثورة قد حذّر الأمريكيين من هذا الخيار قبل بدء عدوانهم الأخير على اليمن، ولكن تكراره لهذا التحذير في الكلمة الأخيرة يأتي على ضوء ما تنشُرُه العديد من التقارير التي تتناول فشل الحملة الأمريكية البريطانية ضد اليمن من اقتراحات، حَيثُ يذهب العديد من المسؤولين والضباط الذين تقابلهم وسائل الإعلام إلى الحديث عن ضرورة شن هجوم بري على اليمن، وذلك طبعًا بالإضافة إلى ما يصرح به مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي بشكل مُستمرّ من مطالبات لأمريكا وبريطانيا بدعمهم للتحَرّك بريا ضد القوات المسلحة اليمنية.
ويمثل توجيه هذا التحذير الآن رسالةً واضحةً للعدو بأن اليمن قد أعدَّ العُدَّةَ لمثل هذا السيناريو منذ وقت مبكر، وهي نقطة يجب على الأعداء الوقوف عندها طويلًا؛ فإذا كانت القوات المسلحة قد تمكّنت من فرضِ معادلات بحرية غير مسبوقة تاريخيًّا في وقت قياسي، وبدون تجارِبَ مسبقة واسعة، فَــإنَّها قادرةٌ على خوض معركة برية أكثرَ احترافية ودقة وعنفًا؛ نظرًا لتجربتها الفريدة في هذا الميدان والذي تميزت فيه بنفس مقدار تميزها اليوم في المعركة البحرية.
وهذا التأكيد الضمني على الاستعداد للمعركة البرية، وهو ما كان قائد الثورة قد أكّـده أَيْـضاً بشكل صريح قبل العدوان الأمريكي على اليمن، يوجه رسالة أُخرى للأعداء بأن خيار التراجع عن الموقف المساند لغزة، ليس واردًا أبدًا في حسابات الشعب اليمني، بل إنه جاهزٌ للذهاب إلى أقصى حدود المواجهة؛ تمسُّكًا بهذا الموقف وتثبيتًا للجبهة اليمنية الفاعلة في معركة (طُـوفان الأقصى)؛ الأمر الذي يعني أن أية نوايا لدى الأمريكيين والبريطانيين للتوجّـه نحو غزو لن يحقّق الهدف الرئيسي المتمثل في إعاقة الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني، بل سيكون ورطة أكبر وأوسع ستؤدي إلى هزيمتهم بشكل يهز الكيان الصهيوني أَيْـضاً معهم.