الخبر وما وراء الخبر

محطةُ استذكارٍ للصمود اليمني

18

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
29 مارس 2024مـ – 19 رمضان 1445هـ

بقلم// خديجة طه النعمي

اليمن البلد الذي يُصنف ضمن الدول الأشد فقراً في العالم، مع أنه غني بثرواته التي لاتُعد ولاتُحصى، لكن السياسات العملية للأنظمة السابقة أرادت ذلك تلبية للرغبة الخارجية، لكن بعد أن أتت المسيرة القرآنية وانتصرت ثورة الـ21 من سبتمبر أدرك الغرب الكافر خطورة الموقف، فأوعز لعملائهِ في المنطقة بأن استأصلوا هذا المشروع النامي، بعدوانٍ جمعوا له جحافل العرب والغرب، بعد أن كان عملاء الداخل قد شنوا عليه حروباً ستةَ  في صعدة لكنها لم تُجدي نفعاً وخرجوا منها صاغرين، هذه المرة أخذتهم نشوة الفرقعات الأمريكيّة والغربية، فجمعوا الجفل وأتوا بجموعهم ليشنوا العداون على موطن الإيمان والحكمة، في ليل الـ26من مارس للعالم 2015 ، ومنذ الوهلة الأولى كانتِ الأهدافُ نساء وأطفال نائميين في منازلهم، واستمر العد في تصاعد واتسعت دائرة الجرائم من “بني حوات” في العاصمة صنعاء لتشمل كافة المحافظات الحرة في الشمال واستمر عداد الجرائم في تصاعد ظنناً منهم بأنهم سيكسرون عزيمة اليمني، لكنهم أمام  من لم يستكين ولا يلين مهما تمادوا بجرائمهم الغادرة.

شحذ اليمنيون هممهم، أُستُجمِع  الشتات ،واستفاق الجميع من صدمة العدوان، دعى القائد للنفير العام فاستجاب الشرفاء واتجهوا للنفير للجبهات على اختلافها، تحركوا لجبهات القتال واستُنفِر الشعب،وحمل كل من يقدر على حمل السلاح سلاحه وانطلق، ولم يكاد يمرُ عام حتى وجدنا المقاتل اليمني يرفع شعار الحق على الدبابة الامريكية والبريطانية في جيزان ونجران وعسير ،وبجانب ذلك كلٌ في مجاله استشعر مسؤوليته والقائد يُلقي خطاباته ويُوزع السكينة والثبات في قلوب اليمنيين، ويقود المعركة بثباتٍ، وصبرٍ، وعزم منقطع النظير، إتجه الشرفاء للجبهات المختلفة، وكانوا يخرجون من تحت ركام الغارات إلى الجبهات، كانت الجرائم الدافع الأكبر للانطلاقة والتحرك الفاعل على مختلف الأصعدة،وخرجت القبائل بالقوافل والدعم والاسناد وشَهِدت الجبهات انتصارات متتالية،ووصلت الصواريخ والمسيرات للرياض وأبو ظبي، وبدأت صرخاتهم تعلوا أنقذونا!
وغرِق الاعداء في المستنقع اليمني،وأدركوا حقيقة أن اليمن مقبرة الغزاة،بعد أن مر العام الأول فالثاني والثالث وها نحن في العالم العاشر.

اليمن البلد الذي ظنوا أنهم سيلتهمونه في أسبوع أو أسبوعين جعلهم يعضون أصابع الندم وهو يلج لعامه العاشر من العدوان والانتصار وصواريخه وطائراته المسيرة باتت تصل لأم الرشراش”إيلات”في كيانهم المؤقت ولم تكتفي بأبو ظبي والرياض فقط!
وذلك الشعار الذي كنا نردده “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” اليوم نذيقهم إياه جرعات، إن في البر أو البحر أو في الأراضي المحتلة من قبل الكيان المؤقت في فلسطين المحتلة ولم يعد مجرد شعار فقط فلليمن قائد قول وفعل، ولك أن تسأل المدمرات الأمريكية والبريطانية بعرض البحر والسفن الغارقة وستُجيبك!
والقائد سار باليمن بخطً ثابتة، ووصل لمصاف الدول الأكثر تطوراً في العالم من ناحية إنتاج الأسلحة، بل ويتفوق على صناعاتها الأكثر حداثة ، وتقف مذهولة أمامه، تعترف بعجزها، وبأنها ليست قادرة على التعامل مع الصواريخ والمسيرات التي تأتي من اليمن، وباتت التصريحات تتوالى من تلك الدول الفرعونية وتقر بعجزها أمام المقاتل اليمني الذي كانوا يظنون بأنهم سيقضون عليه في إسبوعين.

لم يكن اليمن فقيراً ولن يكون بل هم من أفقروه وأوصلوه للذلك على الرغم من غناه والأيام أثبتت أنه الشعب الأكثر غِناءً في هذا العالم المادي الخالي من الإنسانية، ولك أن تشاهد المواقف المشرفة له مع قضايا أمته لتُدرك ذلك، ومن أوصل اليمن لأن يقف أمام مثلث الشر في العالم أمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا، حتماً سيرتقي به ويُوصله لأن يكون من البلدان الأكثر غِناءً في العالم بتوفيق من الله، وثبات الأنصار ورباطة جأشهم، ومازادنا ذلك العدوان إلا صبرٌ وثباتٌ وجهاد، وانتصار،وقوة، بفضل الله وعونه، وصدق الله القائل{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} صدق الله العظيم.