الخبر وما وراء الخبر

نص كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات على الصعيد الفلسطيني 18 رمضان 1445هـ 28 مارس 2024م

28

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

29 مارس 2024مـ -19 رمضان 1445هـ

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”

حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 18 رمضان 1445هـ 28 مارس 2024م

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعمَال.

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}[المائدة: الآية32]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.

في نهاية الشهر السادس، ولتمام نصف العام، وللأسبوع الخامس والعشرين، ولمائةٍ وأربعةٍ وسبعينٍ يوماً، يستمر العدو الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث:

بلغ عدد المجازر: أكثر من (ألفين وتسعمائة وخمسين مجزرة)، منها في هذا الأسبوع فقط: أكثر من (ثمانٍ وخمسين مجزرة).
وبلغ عدد الشهداء والمفقودين: أكثر من (أربعين ألف شهيد ومفقود).
وبلغ عدد الشهداء، والمفقودين، والجرحى، والأسرى، في قطاع غزة والضفة الغربية: أكثر من (مائةٍ وثمانية وعشرين ألفاً وخمسمائة فلسطيني).
ولا تزال الأرقام بالنسبة للمفقودين، وللشهداء أيضاً، لا تزال في الواقع أكثر من هذه الأرقام؛ لأن الإحصائيات ليست دقيقةً جداً.

هذه الأعداد المهولة من المجازر، وهذا الإجرام الرهيب، وهذه الاستباحة، هي بحق أنفس بشريةٍ منكم أنتم أيُّها المسلمون، منكم أنتم أيُّها البشر، هؤلاء هم جزءٌ منكم، لديهم مشاعرهم الإنسانية، وإحساسهم الإنساني، وهم مظلومون، ومعتدىً عليهم، ومحتلةً أرضهم، يقتلهم أولئك المجرمون الصهاينة المتوحشون دون اعتبارٍ لأي حرمة، لا لطفل، ولا لامرأة، ولا لمريض، ولا لكبير، ولا لصغير، يقتلونهم في مساكنهم، وفي الطرقات، وفي المستشفيات، ويلاحقون الأطفال بالقتل إلى غرف الحضانة، والنازحين إلى خيم وأماكن النزوح، يرتكب أولئك المجرمون الصهاينة بحقهم مختلف أنواع الإبادة، بالقتل الهمجي المباشر، وبالدم البارد، وبالتجويع والعطش، وبالأوبئة.

المأساة تكبر، والجرائم تزداد وحشيةً كل يوم، والقاتل الصهيوني المجرم الوقح يزداد إصراراً، وتمادياً، وهمجيةً وإيغالاً في الدماء، وتزداد معه أيضاً رعونة ووقاحة شريكه الأمريكي، الهمجي والمفلس سياسياً وإنسانياً، ويزداد إصراره على دعم وحماية ذلك الإجرام.

ومع ذلك تتعاظم المسؤولية على المسلمين قبل غيرهم، ثم على بقية شعوب المجتمع البشري؛ لأن ما يحصل في غزة هو عارٌ على الإنسانية جمعاء، ونذيرٌ للجميع، فالخطر الصهيوني، والنزعة الاستعمارية الأمريكية الهمجية، لا اعتبارات فيها لأي حدودٍ ولا حقوق، وهي تهدد البشرية بكلها، ويمكن أن يفعلوا ما فعلوه في فلسطين في أي بلدٍ آخر من بلدان المسلمين وغيرها.

أولئك هم اليهود الصهاينة، تلك هي إسرائيل يا أبناء أمتنا ويا شعوب العالم، ذلك هو الوجه الحقيقي لأولئك المجرمين، الوجه الحقيقي والقبيح والأسود لأمريكا وإسرائيل، هل أولئك إبراهيميون، كما قدَّمهم بعض عملائهم المنافقين؟ أولئك المجرمون، المحتلون، القتلة، الذين لا يحملون ذرة رحمة تجاه طفل، أو امرأة، أو مريضٍ مقعدٍ على سرير المستشفى، ويستبيحون دماء وأعراض الملايين من الناس، ويقولون عنهم بأنهم مجرد حيوانات، يبطشون بهم ويمنعون عنهم حتى الغذاء والماء؛ بناءً على نظرتهم تلك المتوحشة، هل يصح أن يسمى أولئك بالإبراهيميين، كما أراد عملاؤهم أن يقنعوا شعوب أمتنا بذلك الزيف، الذي قد سقط فعلاً مع ذلك الإجرام الفظيع؟!

أمَّا القتلة المجرمون الصهاينة، فنقول لهم: لا تفرحوا بهذه الجرائم، فهي حتماً تأخذكم بشكلٍ أسرع إلى طريق الزوال الحتمي، الذي توعدكم الله به في كتبه السابقة (في التوراة والإنجيل)، كما توعدكم به في القرآن الكريم، فلا بقاء لكم، أنتم محتلون، وتلك الدماء هي لعنةٌ عليكم، وستجرفكم من أرض فلسطين، وذلك الظلم لن تنساه الأجيال، وسيُحفر في وعيها، والانتقام منكم لأولئك المظلومين، والعداء لكم، والسخط عليكم، يجري مجرى الدماء في شرايين كل الأحرار.

أمَّا للأمريكي المخطط، والشريك، والداعم، فنقول له: صحيحٌ أنتم مجرمون وقتلة، وأنتم الأكثر إرهاباً، وأنتم أصحاب الرصيد الأكبر إجرامياً في هذا العالم، لكنَّ زمن السيطرة، والاستعمار، وإخضاع الشعوب، واستعبادها بالإبادة والتخويف لفرض الاستسلام عليها، قد ولَّى وانتهى، عودوا قليلاً إلى التاريخ لتتذكروا ما حلَّ بكم في فيتنام، وفي العراق، وفي بلدانٍ أخرى، أنتم في هذه المعركة في ورطةٍ أكبر، وخسارتكم باهظة، وأنتم تضحون بمصالح شعبكم خدمةً للصهاينة والصهيونية، وتتعرضون لأضرار لن تستطيعوا تعويضها لأجيال، وإن تماديتم فالعواقب أسوأ، وأكبر، وأخطر، وسترثون من بريطانيا الخيبة والهزيمة، ذلك الدلَّال الاستعماري، الذي هو دلال خيبات، وهزائم، وفشل.

أمَّا ربيبتكم إسرائيل، التي زرعتموها في منطقتنا؛ لإذلال شعوبنا، واستعمارها، ها هو جيشها يتعرض فعلاً لفضيحةٍ تاريخية، ورغم الإجرام الفظيع بحق النساء والأطفال يفشل على مدى نصف عام، ويعجز عن تحقيق صورة نصرٍ عسكريٍ، في حيزٍ جغرافيٍ هو الأضيق خلال تاريخ الحروب والمعارك، وها هو جيشها يخوض معركة ضروساً لمدة خمس ساعاتٍ متواصلة، احتاج فيها إلى الطيران المروحي والطائرات المُسيَّرة، مع أحد الأبطال الفلسطينيين في رام الله المحتلة، مقاوم واحد نكَّل بجنود العدو ومستوطنيه لما يقارب من نصف نهار بمفرده، ها هو جيشها الجبان أرعبته صورة بندقية مرسومة على فنيلة طفلٍ فلسطيني، هل هذه مؤشرات بقاء، أم مؤشرات زوالٍ حتمي؟ وهل تراهنون على ذلك الجيش، لإخضاع شعوب المنطقة، التي هي بالملايين، وشعوبٌ منها مسلحة بالإيمان والعزيمة، ووسائل القتال؟

هذا فيما يتعلق بالجانب الإجرامي الوحشي بالآلة العسكرية.

أمَّا فيما يتعلق بالحصار والمجاعة جراء العدوان الصهيوني:
فالجرائم متواصلة، باستهداف الجائعين في مراكز توزيع المساعدات، وأصبح دوار الكويت مسرحاً لتلك الجرائم كل أسبوع، وفي هذا الأسبوع استشهد وجرح العشرات فيه.

كذلك في هذا الأسبوع لوحده، بلغ عدد الشهداء، بسبب طريقة الإنزال المهين للقليل القليل من المساعدات عبر الطائرات: (ثمانية عشر شهيداً)، بينهم شهداء قضوا غرقاً في البحر، وهم يلاحقون المساعدات التي رُميت في عمق المياه، وآخرين بسبب التدافع على الكميات القليلة جداً. وهنا تتجلى الصورة الأوضح، التي تعطي معرفة راسخة عن أمريكا، وانحطاطها الأخلاقي، وإفلاسها الإنساني.

نؤكد على أن هذه ليست أحداث عَرَضيَّة عابرة، وأنها ضمن مساعي أمريكية متعمدة، ومخططٌ لها من وراء الإصرار على هذه الطريقة المهينة في إنزال المساعدات، حيث يُنَسِّق الأمريكي مع الإسرائيلي على الأرض، لقتل الأهالي في تلك الأماكن التي يتم الإسقاط إليها بالمساعدات، ويقتلهم في أماكن أخرى، البعض بسقوط تلك المساعدات نفسها، تتحول إلى وسيلة من وسائل القتل للشعب الفلسطيني.

وكذلك يسعى الأمريكي في مسعى دنيء وخسيس، في محاولة لإثارة المشاكل بين أولئك الجائعين، في التدافع على المساعدات القليلة، لذلك يلقي حتى كميات قليلة جداً على أعداد كبيرة من الجائعين؛ ليزرع الشحناء فيما بينهم، ويريد منهم أن يقتتلوا عليها.

تلك هي حقيقة أمريكا القبيحة، هي نظرتها للبشر، تلك الممارسات المتوحشة تسقط الجدران الواهية، التي أراد المنافقون والمخدوعون أيضاً أن يقيموها أمام وعي الشعوب؛ لكيلا ترى الحقيقة عن وحشية أمريكا المجرمة، قاتلة الشعوب والأمم، يأتون وعلى مدى عقود، وهم يحاولون خداع شعوبنا، والترويج لأمريكا أنها دولة الحقوق، وأنها ترعى حقوق القطط، وهي تبيد شعوباً من البشر، من بني آدم، وأعمالها في غزة يجب أن تُحدث صحوةً في وعي الشعوب، وأن تسقط ذلك الزيف تجاهها، وتجاه عملائها.

أيضاً منعوا دخول الغذاء للناس، وكما منعوه إلا بأعداد قليلة جداً، عبر المنافذ البرية، التي يمكن أن تدخل من خلالها المساعدات الكافية، منعوا أيضاً دخول شحنات أعلاف الحيوانات، والتي كان يستفيد منها الأهالي أيضاً، عند نفاد الغذاء بشكلٍ كامل.

أمَّا فيما يتعلق بالنازحين ومعاناتهم:
فالعدو يضع المدنيين النازحين بين خيارات الموت جوعاً، أو بالأوبئة، أو بالقتل، وقد شاهد العالم حجم الإجرام الصهيوني بحق النازحين، منها: ما وثقته عدسات الكاميرات، لأربعة شبان فلسطينيين في خان يونس، أخرجهم الجوع للبحث عن الطعام لأطفالهم، ولأسرهم، فقامت طائرةٍ إسرائيليةٍ بدون طيار بتعقبهم، وقتلت ثلاثةً منهم بدمٍ بارد، وعندما نجا الرابع منهم مثقلاً بجراحه، لاحقته الطائرة الإسرائيلية، واستهدفته بصاروخٍ بشكلٍ مباشر؛ لتقتله بنفس الطريقة.

وبالأمس أيضاً شاهدنا ما نقلته وسائل الإعلام عن فصول الجريمة الشنيعة، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، الذين حاولوا العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، بعد أن تقطعت بهم السبل، وساءت أحوالهم في مناطق النزوح، وكيف قامت قوات العدو بإعدام بعضهم بدمٍ بارد، ومن مسافة صفر، وهم عُزَّل، ورغم مناشداتهم وتلويحهم بالرايات البيضاء، وقدومهم من الشارع الذي تحدده قوات العدو على أنه آمن لمرور النازحين، لتقتلهم، وتقوم إحدى الجرافات بامتهان بجرف جثامينهم ودفنهم بين النفايات، وأمام أعين المتبقين، الذين احتجزهم العدو وقام باضطهادهم.

كل النازحين في معاناة من الجوع، ومستهدفون أيضاً بالقصف، إضافةً إلى المعاناة من الأوبئة، وهم حوالي مليوني نازح.

وفي رفح تتكدس العائلات في المخيمات، حيث يحوي أقل تجمع ما بين ثمانين إلى تسعين عائلة، وتنتشر الأوبئة وسط هذه المخيمات المكتظة، ولا يوجد شيءٌ اسمه منطقة آمنة في قاموس العدو الصهيوني، فهو يعلن عن منطقة آمنة، ثم حينما يجتمع فيها الناس يستهدفها، كما حصل هذا الأسبوع في (مخيم المواصي – جنوب غرب القطاع)، الذي قصفه العدو، وتسبب في استشهاد عشرةٍ من الأطفال والنساء، وتفحمت جثامينهم.

كما شن العدو الإسرائيلي غارة، على منزلٍ يؤوي نازحين شمال رفح، أدت إلى استشهاد تسعة عشر، بينهم تسعة أطفال.

أما بالنسبة للوضع الصحي:
فللأسبوع الثاني على التوالي، يواصل العدو الإسرائيلي اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي، الذي شهد في بداية العدوان على غزة نكبةً حقيقيةً، ومأساة كبيرة على المرضى، والكادر الصحي هناك، والأهالي، والنازحين الموجودين هناك، فأعاد العدو الإسرائيلي لصناعة مأساةٍ من جديد، ويقوم بإحراق المنازل في محيطه، في عملية إجرامية مستمرة، بدأها من قبل أحد عشر يوماً.

هذا الأسبوع، وضمن الجرائم الأشد فظاعةً، والتي ارتكبها المجرمون الصهاينة في المستشفى ومحيطه، وثَّق (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان) إعدام جنود العدو الصهيوني لثلاثة عشر طفلاً، بإطلاق نارٍ مباشرٍ تجاههم، في مستشفى الشفاء الطبي ومحيطه.

وفي حادثةٍ شنيعةٍ أخرى، قامت دبابات العدو الإسرائيلي بدهس بعض المرضى في محيط المستشفى، بعد أن شردهم جنود العدو الذين اقتحموه، وتوثقت منها حالة في الإعلام، لأحد مرضى العظام المعاقين، أجبره أولئك المجرمون على مغادرة المستشفى، مثقلاً بإعاقته، لتقوم دبابةٌ متواجدةٌ في محيط المستشفى بدهسه، وأظهرت الفيديوهات آثار جنازير الدبابة، وكيف أنه كان يحاول النجاة منها زحفاً، وإحدى أقدامه فيها جبيرةٌ سابقة، قامت الدبابة بدهسه دون أدنى ذرةٍ من رحمةٍ، أو مراعاةٍ لوضعه وهو معاق، ولم يتبقَ من جسمه إلا النصف، الذي وثَّق فظاعة الجريمة.

كما يستمر العدو في محاصرة الأطباء، والمرضى، والنازحين، داخل المجمع الطبي، ويمنع عنهم الغذاء، وأضرم النار في قسم جراحة الشرايين، واحتجز المئات من المرضى ومرافقيهم، والعشرات من الكوادر الصحية.

وكذلك بدأ العدو الإسرائيلي عملية استهداف لمستشفى الأمل بخان يونس، منذ الأحد الماضي؛ لأنه جعل المستشفيات أهدافاً أساسية لعملياته الهجومية الإجرامية والوحشية، وحاصره، وقام بأعمال تجريف في محيطه، وأجبر الكثير من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين على مغادرته.

كما عاود مجدداً استهداف مجمع ناصر الطبي، بهجومٍ عسكريٍ مماثل.

أما على مستوى الدمار والخراب وتدمير المنشآت:
فقد ساد الخراب أغلب العمران في قطاع غزة؛ نتيجة القصف الهستيري والهمجي، الذي يشنه العدو الإسرائيلي بشكلٍ متواصل على مدى ستة أشهر، والعدد الكبير من أطنان القنابل الأمريكية الأشد تدميراً، ودمَّر العدو الإسرائيلي مئات الآلاف من المنازل، ودمَّر معظم المساجد، والمدارس، والجامعات، والمباني الحكومية.

ويقوم بحرمان الأهالي أيضاً من المياه، فغزة مدينةٌ ساحلية، ونوعية المياه المتوفرة في الحوض الساحلي مياهٌ مالحة، ولا تتوفر فيها المياه الجوفية بصورة نقية؛ لذلك كانت تلجأ للحصول على المياه من المناطق المجاورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المواطن الواحد في قطاع غزة بالكاد يستطيع الحصول على لترٍ من المياه يومياً، في ظل العدوان والحصار المتواصل، وفي مناطق شمال القطاع حتى الثلاثة اللتر النظيفة لم تعد متاحة؛ ولذلك يعاني الشعب الفلسطيني في القطاع من النقص الحاد جداً للمياه، من العطش والظمأ، كما يعاني من الجوع.

ويسعى العدو الإسرائيلي أيضاً بشكلٍ حثيث، وبأساليب متنوعة، لإحداث شرخٍ بين المجاهدين في قطاع غزة وبين العشائر الفلسطينية في القطاع، فيما يتعلق بطريقة توزيع المساعدات القليلة جداً، التي تصل إلى القطاع، إلَّا أنه خاب وفشل؛ بفعل ثبات تلك العشائر على موقفها المحتضن للمقاومة، ووعيها، وبصيرتها.

ويستمر العدو الإسرائيلي في ممارسة إجرامه بكل فئات الشعب الفلسطيني: بالرجال، والنساء، والأطفال، والكبار، والصغار، والأمهات، وبحسب إحصائية (الهلال الأحمر الفلسطيني): سبع وثلاثين أُمًّا يُقتلن يومياً في قطاع غزة، ويقوم العدو الإسرائيلي بحرمان الأسيرات الأمهات من أبنائهن.

هذا الإجرام المتنوع بكل أشكاله، والذي يواصل العدو الإسرائيلي التفنن فيه، وكذلك الوصول إلى أسوأ المستويات، فيما لا مثيل له في بقية أنحاء الأرض، لدى كل المجتمعات البشرية، ومع كل ذلك الإجرام، والدمار، والخراب، والحصار، فالعدو أيضاً مستمرٌ في إخفاقه، لم يحقق أي صورة نصرٍ في عدوانه على قطاع غزة، فإخفاقه وفشله مستمر، وهو فشلٌ أيضاً للأمريكي، الذي هو شريكٌ للعدو الإسرائيلي، في جريمة الإبادة الجماعية، والتدمير الشامل، والعدوان الهمجي على قطاع غزة.

فمع كل ذلك، ثبات المجاهدين في قطاع غزة مستمرٌ في كل محاور القتال، وهم باستمرار يلحقون الخسائر في صفوف قوات العدو (قتلى، وجرحى)، وأيضاً يستمرون في استهداف آلياته.

وبعد احتفال العدو بما تصور أنه قد انتهى المخزون الصاروخي للمجاهدين، فوجئ العدو بقصفٍ صاروخيٍ جديد، بثمانية صواريخ أطلقت من غزة، من مناطق سبق وأن أعلن العدو سيطرته عليها، فأطلق منها ثمانية صواريخ باتجاه أسدود.

ويواجه العدو أيضاً- كجزءٍ من فشله وإخفاقه، وشاهدٍ واضحٍ على فشله الكبير- أزمةً في التجنيد، وهي أزمة مستمرة مع طوائف من الإسرائيليين، من بينهم فئات هي الأكثر حقداً، على الشعب الفلسطيني، وعلى المسلمين، وعلى العرب عموماً، ولكنها أيضاً الأكثر جبناً، فليس الذي يدفعها إلى أن تتهرب من التجنيد قلة حقد، حقدها كبيرٌ جداً، وهي الأكثر حقداً، ولكنه الخوف أيضاً والجبن، والإسرائيلي يحاول أن يعتمد أسلوب القتل الشامل، وارتكاب الجرائم الرهيبة جداً؛ لتكون هي الصورة البديلة عن الصورة للقتال الحقيقي، أو الاشتباك المباشر مع المجاهدين في غزة.

أيضاً مما يشهد على إخفاق العدو وفشله هو: استمرار الهجرة المعاكسة من فلسطين، هروب اليهود الصهاينة من هناك، في إطار حالةٍ مستمرة، وكذلك عزوف الذين قد خرجوا سابقاً من العودة إلى فلسطين، كما في معلومات إسرائيلية، تتداولها وسائل إعلام إسرائيلية، تقول: [أن معظم الإسرائيليين في الخارج لا ينوون العودة إلى فلسطين].

أيضاً أخفق العدو فيما يتعلق بمسألة الأسرى، والمشكلة أصبحت مشكلةً داخلية، في احتجاجات ومظاهرات أهاليهم، وهو يكابر، بدلاً من أن يدخل في اتفاق لوقف العدوان، يترتب عليه حل في تبادل للأسرى، أراد أن يحصل على الأسرى في إطار هجومه العدواني الهمجي، وارتكابه لجرائم الإبادة الجماعية، ومن دون أي صفقة تبادل، ومن دون أي وقفٍ لإطلاق النار، ولكنه فشل في ذلك.

على مستوى الخسائر الاقتصادية:
خسائر العدو الاقتصادية هي في تصاعدٍ مستمر، وكان لعمليات حزب الله تأثيرٌ كبير على مصانع العدو في شمال فلسطين المحتلة، حيث هرب أكثر العمال، وتدنّى إنتاجها لنحو (70%)، إضافة إلى فاتورة الحرب، فاتورة العدوان، وكذلك آثار تلك الفاتورة، وآثار العدوان بكل ما نتج عنه على كل القطاعات، وكذلك تعطيل ميناء (أم الرشراش)، التي يسميها العدو بـ(إيلات)، وما كان لذلك من تأثيرات على وضعه الاقتصادي، وكذلك منع حركته التجارية عبر البحر الأحمر وباب المندب، وما كان لذلك من تأثيرات على وضعه الاقتصادي.

والحالة التي يعيشها الإسرائيلي، بالرغم من إجرامه، وعدوانه، وهمجيته، وما يفعله، وما يحظى به من الدعم والشراكة من جانب الأمريكي، والدعم من بعض الدول الغربية، إلَّا أنها حالة خيبة أمل وفشل، ولخَّص رئيس أركان العدو سابقاً (موشيه يعلون) الحال الذي هم فيه، بقوله: [ليس هناك شكٌ في أن إسرائيل تعيش أخطر أزمةٍ منذ تأسيسها، نحن نرى الفشل الأكثر خطورة في تاريخنا، نتجه الآن نحو اتجاهٍ خطير، يهدد وجود إسرائيل، بما في ذلك التنازع الداخلي].

أمَّا فيما يتعلق بالجبهات المساندة للشعب الفلسطيني ومجاهديه:
حزب الله مستمرٌ في جبهته المباشرة، المؤثرة على العدو الإسرائيلي، ويلحق الخسائر اليومية بالعدو الإسرائيلي، في صفوف قواته وعتاده، إضافةً إلى الخسائر الاقتصادية، ونزوح قطعان المستوطنين المحتلين من تلك المستوطنات، في شمال فلسطين المحتلة. حزب الله عادةً يعلن النتائج لعملياته المباشرة، المؤثِّرة، المنكِّلة بالعدو.

أمَّا فيما يتعلق بجبهتنا في اليمن، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس)، إسناداً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال، فبفضل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبتوفيقه، هي جبهةٌ نشطةٌ مستمرةٌ فاعلةٌ، ونحن في شهر رمضان المبارك، شهر الجهاد، ومن نعمة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومن توفيقه الكبير لشعبنا العزيز، أن يكون حاملاً لراية الجهاد، التي حملها آباؤه وأجداده الكرام (في يوم الفرقان) في غزوة بدرٍ الكبرى، وأن يكون موقفه اليوم وفي هذه المرحلة امتداداً لمواقف آبائه الكرام، وأجداده الأوائل في صدر الإسلام، حينما قال رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” للمسلمين الذين خرجوا معه من المهاجرين والأنصار: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))؛ لأنه أراد لهم أن يكون تحركهم بدافعٍ وقرارٍ منهم، وأن يكون توجهاً من جهتهم هم، وليس على طريقة الإحراج لهم، قال لهم: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، فقال له سعد بن معاذ: (والله لكأنك تريدنا يا رسول الله)، يعني: يقصد الأنصار، قال: ((أجل))، قال: (فقد آمنا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ بنا يا رسول الله لما أردت، فو الذي بعثك بالحق، إن استعرضت بنا هذا البحر)، وهو يقصد البحر الأحمر، (فخضته لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله).

إننا نأمل، ونرجو الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أن يُري نبيه “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” من شعبنا في هذه المعركة، ما يقرُّ به عينه، وما تَبْيَضُّ به وجوه شعبنا في يوم القيامة، يوم اللقاء برسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}[آل عمران: من الآية106].

إنَّ المواقف الجهادية المشرِّفة لشعبنا العزيز، مما نؤمِّل ونرجو الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أن تكون من أسباب ما يمنُّ الله به عليه يوم القيامة من الشرف الكبير، حينما يُذَاد الناس في ساحة القيامة عن حوض رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”، وهم في أشد حالةٍ من الظمأ؛ ليتقدم أهل اليمن، ليكونوا هم من يشربوا قبل غيرهم، كما في الروايات عن رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”.

شعبنا العزيز الذي حمل راية الجهاد، وتحرك في موقفٍ شامل، مستمرٌ في هذا الشهر المبارك: شهر الصيام، وشهر القرآن، وشهر الجهاد، في تحركه على كل المستويات:

فعلى مستوى تنفيذ العمليات العسكرية: فقد تم تنفيذ عشر عمليات هذا الأسبوع، نُفِّذت بعدد (سبعةٍ وثلاثين) صاروخاً بَالِسْتِيًّاً ومجنحاً، وطائرةً مُسَيَّرة، وتم استهداف (تسع سفن)؛ ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى: (ستةٍ وثمانين سفينة)، مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وأمريكا، وبريطانيا، وهذا عددٌ مهمٌ وكبير، ومؤثرٌ على العدو، كما قلنا في الأسبوع الماضي: حركة العدو أصبحت مع ذلك نادرة، ويحاول أن يموِّه إلى أقصى حد، ويحاول أن يضلل معلوماتياً وإعلامياً؛ ليحاول أن يقوم بعملية أشبه ما تكون عملية تهريب لحركة سفنه في البحر، ومع ذلك يفشل، ويتم الضرب بفاعلية والحمد لله رب العالمين.

وكذلك تنفيذ عملية قصف صاروخي، بالصواريخ المجنَّحة، باتجاه أم الرشراش؛ لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي، فيما يسميه (بإيلات).

وبحمد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” فتأثير العمليات العسكرية في البحر، وكذلك إلى فلسطين، وعجز العدو عن إيقاف العمليات، مسألة واضحة، يعترف بها العدو، يعترف بها ضباطه، تعترف بها وسائله الإعلامية، وهذه نعمة كبيرة، أن يوفِّق الله لعمل مؤثِّر على العدو، يؤثِّر عليه بدءاً في وضعه الاقتصادي، الذي له أهمية كبيرة، ويعتمد عليه حتى في عدوانه عسكرياً.

في اعترافٍ لأحدى الصحف الإسرائيلية، يقولون: [لم يتم تفريغ سيارة واحدة في ميناء إيلات]، وكانوا يعتمدون عليه بشكل كبير فيما يتعلق بالسيارات واستيرادها وتصديرها، [في الفترة من يناير إلى فبراير الماضيين]، ومسؤول في ميناء إيلات قال عن تعطل الميناء وعن الوضع في المدينة بشكلٍ عام: [في إيلات فرص العمل والسياحة ميتة، نتمنى أن نعرف متى سينتهي هذا الوضع]، ونحن نقول له؛ لكي يعرف، ولكي يعرف غيره أيضاً: أوقفوا عدوانكم وجرائمكم في قطاع غزة، وحصاركم لقطاع غزة، هذا هو الحل الوحيد فقط، ليس هناك أي حل بديل أبداً.

كذلك يقول ضابطٌ سابق في مشاة البحرية الأمريكية، عن الوضع الذي تعيشه البحرية الأمريكية، نتيجةً لما قامت به من عدوان لحماية الإجرام الصهيوني، وإسناد العدو الإسرائيلي ضد بلدنا، قال في ذلك المقال: [لم تصل البحرية الأمريكية إلى هذا المستوى من الإذلال منذ القرن التاسع عشر، إنَّ القدرة على عرض القوة التابعة للبحرية ومشاة البحرية الأمريكية هي في أدنى مستوياتها منذ السابع من ديسمبر 1941].

وهذا يوضِّح لنا مستوى الحالة السيئة التي تعيشها البحرية الأمريكية، وهي نتيجة للتعنت الأمريكي، الأمريكي منذ البداية بدلاً من أن يتقبل بالحل الصحيح المنصف، الذي ينسجم حتى مع ما يقوله الغرب عن الحقوق، وعن الجانب الإنساني… وغيره، وهو: وقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وإنهاء الحصار، ودخول الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة، بدلاً من ذلك تعنت واتجه إلى أن يشترك في الإجرام بشكلٍ مباشرٍ هناك، بدعمه ومشاركته بأشكال كثيرة، وأيضاً بالعدوان على بلدنا، وهذا أدخلهم في مأزق حقيقي، فهم على المستوى العسكري: واقع البحرية الأمريكية هو هذا الواقع الذي يتحدثون هم عنه، إذلال لم يسبق لهم أن عاشوه منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وحالة سيئة أيضاً من القلق، والخوف، والاضطراب، والحالة المخزية التي هم فيها، والتوتر الدائم، والقلق الدائم، والخوف الدائم، وجعلوا أنفسهم في حالة استهداف، فهم من أدخلوا أنفسهم في ذلك المأزق فقط، لماذا؟ لخدمة الصهاينة.

إضافةً إلى ما يعانون منه على المستوى الاقتصادي، في أمريكا وبريطانيا أدخلوا أنفسهم في المشكلة مع العدو الإسرائيلي، مشكلة ارتفاع أسعار السلع، أسعار الشحن، أسعار التأمين، نفاد بعض السلع، أو عدم التمكن أيضاً من تصديرها إلى بعض البلدان في المناطق الشرقية، في آسيا، كل هذا أدخلوا أنفسهم فيه بسبب تعنتهم.

ورغم اعترافات بعض الضباط الأمريكيين بالفشل، والإحباط، وبحجم الورطة التي هم فيها، إلَّا أنهم لا يوجِّهون النصح الصحيح لقيادتهم، بالبحث عن حلٍّ لأصل المشكلة، وهي: وقف العدوان والحصار على غزة، رغم أنهم يتشاركون الإحباط جميعاً، إلَّا أنَّ البعض منهم يدلون بآراء تدعو للتورط أكثر، متغافلين عن أنَّ تلك الورطة التي هم فيها الآن، وهذا الفشل، وهذا الإخفاق، هي لا زالت في مواجهة عسكرية مباشرة مع جزء من قواتنا المسلحة: القوات البحرية، وسلاح الصاروخية، والطيران المسيَّر، ولهم أن يتخيَّلوا حالهم فيما لو تورَّطوا في أي هجومٍ بري، أمام مئات الآلاف من الأبطال المتوثِّبين، المجاهدين، والمسنودين بالملايين من الرجال الأشداء، التوَّاقين للقتال المباشر، للانتصاف للمظلومين في غزة، والاقتصاص على جرائم أمريكا بحق الشعب اليمني طوال السنوات الماضية.

البريطاني هو كذلك في وضعية سيئةً جداً، وهو يحشر نفسه كتابعٍ ذليل مع الأمريكي، وباعتباره أيضاً من أيادي الصهيونية التي تحرِّكها.

في وضعهم فيما يتعلق بالبحرية البريطانية، يعترفون بمثل ما يعترف به الأمريكي: بالخوف، بالفشل، بالاضطراب الدائم، بالتوتر الدائم، بالقلق الدائم، بالكلفة المالية الهائلة؛ ولذلك يصرِّحون في وسائلهم الإعلامية، وينقلون عن إحدى المدمرات البريطانية، وهي المدمرة البريطانية: HMS))، يقولون: [نواجه صواريخ تنطلق من اليمن بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت]، يعني: أنهم يعجزون عن إسقاط تلك الصواريخ، أو منع وصولها. يقولون أيضاً، قائد تلك المدمرة يقول: [اليمنيون يستخدمون حالياً أسلحةً أكثر تقدَّماً، وأكثر فتكاً في البحر الأحمر، وخليج عدن]… وهكذا يشتكون أيضاً من حجم قلقهم، وخوفهم، وعجزهم عن منع وصول تلك الصواريخ، وكذلك ينقلون عن تلك المدمرة نفسها، عن الضباط الذين هم فيها، وعن قادتها: [أنها لم تقم بإسقاط أي صواريخ يمنية]، يعني: فشلت في إسقاط أي صواريخ تستهدفها، يقولون أيضاً عن تلك المدمرة نفسها: [أنها واجهت هجوماً مميتاً، بعددٍ كبيرٍ من الطائرات المُسَيَّرة]، وصفته مديرة الحرب الإلكترونية بالسفينة: بأنه هجوم بسربٍ كبير تصاعد بسرعةٍ كبيرة، ينقلون أيضاً عن وضعهم هناك: [أنَّ وتيرة العمليات صعبة في البحر الأحمر، ومستويات التركيز مرهقة]، أرهقوا، وتعبوا، وهم في وضعية سيئة، وأنهم يعملون في حالة متوترة باستمرار، هم في وضعية سيئة.

إضافة أيضاً إلى التأثيرات على وضعهم الاقتصادي بشكلٍ مستمر: الأسعار مرتفعة باستمرار، تكاليف الشحن، وأسعار التأمين، وأسعار السلع، والتأثير أيضاً على أنواع معينة من السلع، نترك التفاصيل في هذا المجال- لأنها كثيرة- للجانب الإعلامي.

لكن مع كل ذلك، وبدلاً من أن يكف الأمريكي عن تعنته، يتَّجه للاستمرار، عمى، من العمى استمرارهم، استمرار في العدوان على بلدنا، وبالقصف على بلدنا بالغارات الجوية، والقصف البحري، وبلغت هذا الأسبوع: (ثلاثة عشر غارة وقصف بحري)، ولكنها كسابقاتها فاشلة، لا يمكنها لا أن تحدَّ من قدرات قواتنا المسلحة، ولا أن تؤثِّر على قرارنا في الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني، ولا أن تؤثِّر بأي تأثير أبداً، سوى نتيجة واحدة، هي التي أكدناها في بداية عدوانهم على بلدنا، وهي: أنهم سيسهمون- من حيث لا يريدون- في تطوير القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة.

يواصل العدو أيضاً تحريض المرتزقة والتحالف، ويسعى لتوريطهم، يواصل أيضاً التشويه للموقف، لموقف شعبنا العزيز وبلدنا، الذي هو موقف مشرِّف، وموقف مكتمل، وموقف يرقى إلى مستوى المسؤولية، يحاول أن يشوهه في حملات إعلامية، من بينها حملات تشويه في مواقع التواصل الاجتماعي، تشترك فيها لجان إسرائيلية، تستخدم اللهجات العربية، يعني: البعض من اللجان تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي باللهجة المصرية، البعض باللهجات الخليجية، البعض باللهجات اليمنية… وهكذا، باللهجات المحلية العربية، وتتماشى معهم أبواقهم في تلك الحملات الهادفة لتشويه الموقف الفلسطيني نفسه، موقف المجاهدين في فلسطين، وأي موقف مساند لهم، فجزء من مسار العدو، وكشفت بعض الجهات الإعلامية العربية عن هذه الحقائق: عن الأنشطة التي تقوم بها لجان إسرائيلية باللهجات العربية، وللأسف البعض من أبواقهم يتماشى معهم على الفور؛ لأنه يمتلك من الحقد، والضغينة، واللامسؤولية، وعدم الاهتمام بما يجري على الشعب الفلسطيني، والتركيز الدائم على المناكفات، وعلى فعل أي شيء تجاه أبناء الشعب اليمني، البعض مثلاً قد يكون من المرتزقة اليمنيين، لا يحترم شعبه، ولا يحترم موقف شعبه، وهو موقف مشرِّف، موقف يرفع الرأس، ويُبيِّض الوجه، ومع ذلك يسيء إلى موقف شعبه، ويتماشى مع الحملات الدعائية الإسرائيلية، والأمريكية، والبريطانية.

أيضاً يواصل العدو الضغط في الملف الإنساني، وهذا شيء معروف، ما اتخذوه من إجراءات لحرمان الشعب اليمني من المساعدات التي كانت تأتي عبر الأمم المتحدة.

مع كل ذلك شعبنا مستمرٌ، لا يؤثر على موقفه أي شيءٍ من تلك الأعمال العدائية، من جانب الأمريكيين والبريطانيين وعملائهم، مستمرٌ أيضاً في أنشطته في إطار التعبئة والفعاليات، وبشكلٍ كبير، وبشكلٍ عظيم، ومهم، ونشط، يعبِّر عن حياة هذا الشعب، عن إحساسه بالمسؤولية، عن إنسانيته، عن ضميره الحي، الأمسيات والندوات بالآلاف، لا ندخل إلى تفاصيلها، وكذلك الخروج المليوني.

الخروج المليوني في الجمعة الماضية، الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك، كان خروجاً عظيماً، وكبيراً، ومشرِّفاً، وبمائة وأربعة وخمسين مسيرة كبرى في المحافظات والمديريات، وكما قلنا سابقاً: ليس هناك مثيل لهذا التحرك الشعبي الواسع في أي بلدٍ إسلامي، لا في الوطن العربي، ولا في غيره، ولا في أي بلدٍ في العالم، بالرغم من أنَّ هناك مظاهرات تخرج في بعض البلدان، حتى في البلدان الأوروبية، تخرج فيها مظاهرات، ولكن هناك أيضاً بلدان عربية ليس فيها أي نشاط، أو تحرك شعبي ملموس وواضح، لا بمظاهرات، ولا مسيرات، ولا وقفات… ولا بأي شكل، البعض يعود السبب إلى حكوماتها، وزعمائها، وقادتها، الذين لهم دورٌ سلبي في كَبْتِ شعوبهم، وفي منعها عن أي تحرك، وأصبحت الحالة سيئة جداً في بعض البلدان والشعوب، بدلاً من ذلك، يتاح مجال في الاتجاه الآخر، الاتجاه المتناغم مع العدو الإسرائيلي، على المستوى الإعلامي، وعلى مستوى بعض الأنشطة، أو أنشطة تدجينية، وأنشطة مفسدة أخرى للشعوب.

خروج شعبنا العزيز هو- كما كررنا- يجسِّد فعلاً ما قاله الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” عن هذا الشعب: ((الْإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، خروجه من منطلق إيمانه، من منطلق إحساسه بالمسؤولية، بضميره الإنساني الحي، وهو يستشعر معاناة الشعب الفلسطيني، ومأساته التي لا مثيل لها، فالخروج- وبحمد الله- خروجاً مشرفاً.

وأيضاً في مقابل حجم الإجرام الصهيوني الفظيع جداً، الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، الذي هو إجرام فظيع جداً، وحجمه رهيبٌ جداً، وفي مقابل حجم مأساة الشعب الفلسطيني؛ تعظم المسؤولية فعلاً في التحرك الجاد للجهاد، والموقف، والتحرك في كل المجالات، ونحن في شهر رمضان المبارك، حيث الإقبال على تلاوة القرآن الكريم أكثر من أي وقتٍ مضى، وحينما نتلو كتاب الله، نتلو آيات الله، فإنَّ من الأثر المباشر لمن يتأثر بالقرآن، هو: إحياء الشعور بالمسؤولية، وكذلك التذكير بالموقف الذي علينا أن نقفه، وأن نتذكر أيضاً موقف الحساب والجزاء يوم القيامة، بما يزيدنا اهتماماً، وجدّاً، ووعياً، ورغبةً في الأعمال التي نكسب بها رضا الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفي نفس الوقت ندفع عن أنفسنا بها سخط الله “جَلَّ شَأنُه”.

حينما نتلو آيات الله، نتلو في القرآن الكريم الآيات التي يأمرنا الله فيها بالجهاد في سبيله، في (سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وسورة الحج)، إذا لم نتحرك لمناصرة الشعب الفلسطيني، في مظلوميةٍ بحجم مظلوميته تلك، فمتى يمكن أن نتحرك؟! إذا لم نحمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى، ضد الطغيان والإجرام الصهيوني الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، فضد من، ومتى سنجاهد أو نتحرك؟! سنحيي هذه الفريضة العظيمة المقدَّسة.

لا شك في أنَّ التخاذل في ظروفٍ كهذه خطيرٌ جداً على الإنسان، خطيرٌ عليه في دينه، فلن يقبل الله منه أي شيءٍ من أعماله الصالحة، لن يقبل الله صلاته، ولا صيامه، ولا زكاته، ولا حجه… ولا أي عمل؛ لأنه بعيدٌ عن التقوى، والله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: من الآية27].

إذا وصل الإنسان أمام تلك المظلومية الرهيبة جداً للشعب الفلسطيني، وأمام ذلك الإجرام الفظيع الشنيع، الذي لا مثيل له من جانب العدو الإسرائيلي، إلى درجة ألَّا يكون لديه أي اهتمام بذلك، فأين أكثر من خمسمائة آية عن الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، والسِّنان واللسان في القرآن الكريم؟! أين تلك الآيات التي تأمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون لنا موقف ضد الظلم، ضد الطغيان، ضد الإجرام؟! ما هو موقف الإنسان منها؟

الإنسان معرَّض لخطورة كبيرة جداً؛ ولذلك إذا وصل الإنسان ألَّا يكون له أي موقف على الإطلاق، ولا أي إسهام، ولا أي تحرك بمستوى ما يمكنه، كما قلنا: في بعض البلدان يمكن للإنسان- مع الدعاء المستمر- أن يقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية، من له نشاط إعلامي؛ أن يسهم إعلامياً، من يمكنه أن يتبرع؛ أن يتبرع، أن يكون في إطار موقف، الخطير جداً على الإنسان: ألَّا يكون في إطار أي موقف، في البلدان التي يتهيأ فيها مواقف أكبر؛ تكون المسؤولية أكبر، مع أنها نعمة كبيرة.

وكما قلنا في المحاضرات الماضية، وفي الكلمات الماضية: من النعمة الكبيرة علينا في بلدنا، أن يكون لدينا ظروف مهيأة لموقفٍ متكامل، فنحمل راية الجهاد عسكرياً في الميدان العسكري، ونقاتل أعداء الله، أعداء الإنسانية، نقاتلهم بشكلٍ مباشر على المستوى العسكري، ولو كان بهذه الوسائل المتاحة حالياً: بالقصف بالصاروخية، وكذلك بالطائرات المُسيَّرة، وأيضاً القوات البحرية بما تمتلكه من وسائل مناسبة لذلك، حيث لم يتهيأ لنا التفويج لمئات الآلاف من المجاهدين، للاشتراك بشكلٍ مباشر في قطاع غزة، في مواجهات العدو؛ نظراً لما بيننا وبين العدو من مناطق جغرافية، وبلدان لم تقبل بأن تفتح لشعبنا ممرات برية للعبور منها؛ للاشتراك والمواجهة للعدو الإسرائيلي، والاشتراك مع الشعب الفلسطيني ومناصرته بشكلٍ مباشر؛ لكن أتيح لنا بالصاروخية، بالمُسيَّرة، بالبحرية، بهذه الوسائل المهمة، على أن يكون الموقف الشعبي مسانداً لهذه العمليات، مؤيداً لها، معبِّراً عن هذا التأييد، حاضراً في الساحات بشكلٍ كبيرٍ جداً، ثم بالخروج المليوني الأسبوعي، الذي هو عملٌ عظيمٌ، وعملٌ مهم، متكامل مع العمليات العسكرية، مع التبرعات بالمال، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، مع النشاط الإعلامي، والنشاط الإعلامي جبهة مهمة جداً، يقف فيها من يجاهد بكل جديَّة على المستوى الإعلامي لمناصرة الشعب الفلسطيني، والتصدي أيضاً لحملات الأعداء المساندة للعدو الإسرائيلي، والتي هي جزءٌ من عدوان العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ فالتكامل في الموقف هو نعمةٌ كبيرة، وشرفٌ عظيمٌ جداً، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة: من الآية54]، وتهيأ هذا لشعبنا العزيز؛ ثمرةً لتضحياته في الماضي، وجهوده في الماضي، وتحركه التحرري والثوري في كل المراحل الماضية، هيأ له هذه الظروف، التي لا تتهيأ لكثيرٍ من الناس.

في بعض البلدان، لو خرج البعض من المسلمين، من العرب، في بعض العواصم العربية، ليهتفوا للشعب الفلسطيني، ليعبِّروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني؛ لاعتقلوا، وسجنوا، أو قتلوا، هذا وارد في بعض البلدان العربية.

فأن يتاح لنا في بلدنا التحرك الواسع بكل حُريَّة، بكل إباء، بكل عز، هذه نعمة وشرفٌ عظيم، وفي نفس الوقت مسؤولية كبيرة، لا يليق بأحدٍ التخاذل، لا يليق بأحدٍ التنصل عن التحرك في إطار وضعٍ قد هيَّأه الله، لأن يتحرك فيه الإنسان لإبراء ذمته؛ حتى لا يكون مساهماً بسكوته وتجاهله التام، مساهماً ومشتركاً في الجرائم هناك؛ لأن الإنسان إذا وصل إلى درجة التجاهل التام لما يحدث هناك، والسكوت، واللامبالاة، وعدم الإسهام بأي شيء أصلاً؛ سيكون شريكاً في صنع تلك المأساة، ومعاوناً للعدو الإسرائيلي في إجرامه؛ لأنه استفاد أيضاً من سكوت الساكتين، وتواطؤ المتواطئين، وتخاذل المتخاذلين، هذا شكَّل جزءاً من عدوانه على الشعب الفلسطيني، ومن مأساة الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني تضرر بالأمرين معاً:

بالخذلان الكبير من محيطه العربي والإسلامي، إلَّا القليل النادر.
وأيضاً بالفعل الإسرائيلي، والعدوان والإجرام الصهيوني.
فمن النعمة الكبيرة على شعبنا العزيز، وفي هذه الأيام المباركة: الذكرى لغزوة بدرٍ الكبرى، الذكرى لفتح مكة، أن يكون شعبنا متحركاً، ومواصلاً لأمجاد أسلافه وآبائه وأجداده الأوائل، المجاهدين، الذين سمَّاهم الله بالأنصار، وأن يكون شعبنا أيضاً مستمراً في حمل رايتهم، في خوض معركتهم؛ لأنها هي معركة الإسلام، هي معركة رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”، معركة الإسلام، معركة القرآن، في وجه ذلك الطغيان والعدو، الأعداء هم امتدادٌ للطغيان، لطغيان الشرك، والكفر، والإجرام المستمر، ومعركة شعبنا إسناداً للشعب الفلسطيني، هي- فعلاً- امتداد لمعركة آبائه الكرام، وأجداده الأوائل، والراية هي نفس الراية: راية الإسلام، راية القرآن، راية الجهاد.

ولذلك في هذه الأيام المباركة: في ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، في ذكرى يوم الفرقان، في ذكرى فتح مكة، وتخليداً لموقف الآباء (الأنصار) في صدر الإسلام، أدعو شعبنا العزيز بدعوة الله، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: من الآية24]، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران: الآية200]، وبدعوة رسوله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، التي دعا بها آباءكم، وأجدادكم، فأجابه سعد بن معاذ بما أجابه، وقال له: (أبشر يا رسول الله)، وأجابه المقداد أيضاً من آبائكم، من أسلافكم المجاهدين مع رسول الله، وقال له أيضاً: (أبشر يا رسول الله)، وكلهم قالوا: (سِر بنا على بركة الله)، وأدعوكم بدعوة المسجد الأقصى، والمرابطين فيه، وبجراح ومعاناة ومظلومية الشعب الفلسطيني، أدعوكم يا شعبنا العزيز للخروج المشرِّف غداً إن شاء الله، في الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، في صنعاء وبقية المحافظات، حسب الترتيبات المعتمدة، والساحات المعروفة.

إنَّ أملي فيكم كبيرٌ جداً، ومع الصيام، مع صيام شهر رمضان، ومع هذه الأيام المباركة، يعظم الأجر، وتعظم القربة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأنتم أهل الإيمان، أهل التَّقرُّب إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أنتم أهل الوفاء، أهل الثبات، أهل الشهامة والمروءة، والرجولة؛ ولذلك أملي فيكم أن تكونوا حاضرين يوم الغد، وأن يكون صوتكم مسموعاً في كل العالم، كما في الأسابيع الماضية.

نَسْألُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بِفضلِهِ وَرَحمَتِهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصر لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظْلُوم، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصرِهِ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛