الخبر وما وراء الخبر

26 مارس بدايـة النصـر المبيـن

17

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
28 مارس 2024مـ – 18 رمضان 1445هـ

بقلم// فاطمة الــراشـدي

قال تعالى في محكم كتابة العظيم « كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» صدق الله العلي العظيم

في26 مارس من العام2015م ومنذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن كانت اليمن مجرد بلد ضعيف لا قوة له سوى قوته بالله وإيمانه به لا يملك السلاح ولا العتاد سوى ذلك السلاح البسيط والذي يوجد في بيت كل رجل يمني.
كان يقاتل حافيًا وقُوته الحجارة ولحافه السماء، ومن بين تلك الصخور والجبال حقق نصرًا مؤزرا.

وجليًا وخلال فترةً وجيـزة فقط فلم يخوض معركة إلا وكان النصر له بفضل من الله تعالى وتأييد  منـه، بالرغم من كل ذلك القصف والدمار الحاصل وسقوط الضحايا بالمئات كل يوم وفي كل محافظة يمنية لم يتهاون، ولم يرتعب، ولم يتنازل عن حقـه،  ذقنا أبشع الجرائم المهولة وفقدنا أعز أهالينا ومن يعز علينا.. قدمنا كل اولئك الشهداء بكل عزة وفخر وبرأس مرفوع لا يعرف الإنحناء .. فلسنا نحن من يبكي اذا سقط منا شهيدا سواءًبالميدان أو المدن السكنية، وإذا حصل وذرفنا الدموع ليس إلا للفراق، مع علمنا يقيننا أنه ذاهب إلى ذلك المكان الرفيع.

طيلة كل سنين الحرب  لم يقف أو يناصر اليـمن  أحد سوى قلة من المقوامين الأحرار في المنطقة، فقد دافع اليمن وقاوم وقدم وضحى لوحده، ووقف بين كل تلك الضباع التي سعت لنهشه وحيدًا بلا معين أو معيل سوى الله تعالى، وفي غمرة كل تلك الجرائم المهولة والبشعة لم يستنكر أحد تلك الجرائم،بقينا وحيدون ليس معنا إلا الله ناصرًا لنا وحاميا، وبينما العالم وقف متفرج لا يجرؤ على فتح فمه بالتنديد والإستنكار حتى سطرنا أعظم الملاحم والبطولات التي سجلها التاريخ بوقتها وحين حدوثها في البر والبحر والجو، وقد هاجمناهم فكانت أولى ضرباتنا الموجعة لهم هي مطاراتهم ومصافي نفطهم، فكم أصبناهم بالذهول والدهشة حينها، فأصبحوا يتسألون.؟!  من أين؟! وكيف.؟!  ومتـى.؟!

ومن عمق  ألمنا ووجعنا أستهدفنا مواقعهم الإستراتيجية والمهمـة، جعلناهم يسعون بكل جهدهم من دولة لأخرى للتوسط للهدنـة، ولإيقاف عملياتنا ضد أهدافهم.
فأصبح اليمن بموقف عز وقوة بينما كان بالأمس شعب مغلوب على أمره.

كل ذلك لم يكن إلا بدايـة لما هو أعظم وأكبر، ففي 26مارس من العام2024م  وبعد مرور تسع سنوات من الحرب الظالمة والغاشمة على اليمن والقصف المُدمر لمنازلها، وفي عامنا التاسع للصمود الأسطوري ودخولنا في العام العاشـر أصبحنا نقصِف بينما كنا نُقصف أصبحنا نُهدِد بينما كنا نُهدَد، ومن بين كل تلك الحـروب التي خضناها، ومن بين ركام كل تلك المنازل التي تهدمت فوق رؤوسنا فتلطخت بدماء أطفالنا الزكيـة، وبـ احمرار دماء شهداؤنا الطاهـرة في الجبهات نهضنا اليـوم فـ أصبحنا على ما نحن عليـه.

عندما تركنا العالم أجمع وأكتفى بالتفرج فقط  في حربنا بالأمس هانحن اليوم لم نتخلى عن فلسطين فلم ندعها تحارب بمفردها ووحدها فيصيبها من الخذلان والألم ما أصابنا؛ فـ أرسلنا سيلاً من الطائرات المسيرة وكأنها طيرًا من الأبابيــل، لترمي العدو الصهويني بحجارةٍ من سجيـل فتصيب به اليهود في عمق ديارهم ومواقعهم، وتساند تلك الطائرات الكثير من الصواريخ المجنحة والتي تصيب أهدافها بدقـة بلا أي خطأ بتوفيق وتأييد من الله تعالى، ومن عمق وجعنا لسكوت العرب على حربنا التي حصلت ومازالت حاصلة وحتى لا يصيب غزة وجع الخذلان كما أصابنا من قبل.

بالأمس عندما لم يناصرنا أحد  هانحن اليوم نناصر غزة ونقف معها وندافع عنها، فسبحان من جعل اليمن بموقف قوة وعزة وانتشله من بين كل ذلك الضعف والوهن فجعله بلد قوي ينافس تلك البلدان الكبرى والعظمى والتي يهابها كل العالم.