الخبر وما وراء الخبر

الخبير العسكري العميد عابد الثور “للمسيرة” اليمن وصلت إلى ذروة التصنيع العسكري وأصبحنا بكل ثقة أسياد البحر الأحمر والعربي

12

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
28 مارس 2024مـ – 18 رمضان 1445هـ

أكد الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور أن القوات المسلحة اليمنية لم تستخدم سوى القوة المحدودة في مواجهة ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.

وقال في حوار خاص لموقع “المسيرة نت” إن قواتنا اذا اضطرت لاستخدام الجهد المتوسط في معركتنا البحرية المساندة لغزة، فإن ذلك يعني بالحرف الواحد الإبادة للعدو من المنطقة.

حاوره منصور البكالي:

_ بداية سيادة العميد.. ونحن نعيش الذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم على بلادنا.. كيف تقيمون مسار التطوير العسكري في صناعة الأسلحة خلال هذه المدة؟

الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية للثورة اليمنية 21 سبتمبر 2014م، تؤكد أن اليمن استطاع الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في جانب الصناعات العسكرية، ومستمر في تطوريها وتحديثها، وقد فشل العدو في استهداف مصانعنا الحربية التي هي محمية -بفضل الله- وبطبيعة الجغرافيا اليمنية، وبنيت ببحوث وخبرات وعقول يمنية، تمكنت خلال فترة وجيزة من امتلاك الأسلحة الرادعة، التي خضنا بها المعركة، و9 أعوام من العدوان والحصار أكسبت الجيش اليمني خبرة ومهارة عالية، في ميدان المواجهة، وفي ميدان التصنيع والتطور والتحديث على مستوى المديات، والأبعاد، والقدرة التدميرية، والقدرة في الحفاظ على استقلالية القرار، والسيادة، والحرية، وعشرات المنظومات الصاروخية ومنظومات الطيران المسير، دليل على أن اليمن وصل إلى مرحلة القدرة على الفعل وتهديد الوجود الصهيوني، والقواعد المعادية الأخرى في المنطقة، وتمكن من ضرب عمق الكيان الصهيوني على أراضي فلسطين المحتلة، وعمق أي تواجد للقواعد والسفن والبارجات والأساطيل والمدمرات الأمريكية والبريطانية، في البحرين العربي و الأحمر والمحيط الهندي، ومنعها من الملاحة ، عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

وهذه دلالة كبيرة على مستوى التطور العسكري الكبير لهذه الأسلحة، التي أرهقت الأعداء، وقياداتهم، وجيوشهم، وخبرائهم، وصناع القرار فيهم، الذين لم يكونوا في يوم من الأيام يضعون في حساباتهم، أي احتمال، بأن اليمن سيصل إلى هذا المستوى، ولم يخضعوا اليمن لهذه الدراسة الاستراتيجية، فكان ما وصل إليه الجيش اليمني، وثورة الـ 21 من سبتمبر بمثابة صدمة مفاجئة كبرى للأعداء، جعلتهم في حالة من الخوف والهلع والرعب، خاصة عند سماعهم لتلويحات قائد الثورة، حول المفاجئات العسكرية القادمة.

في ماذا تتمثل المفاجآت التي يعد بها قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في خطاباته، من وجهة نظركم كعسكريين؟

إذا حاولانا ترجمة مضامين خطابات السيد وتلويحاته حو المفاجآت، فلم يستوعبها الأعداء، وحتى نحن كعسكريين.. ستتمثل هذه التلويحات في أسلحة نوعية استراتيجية، ذات أثر كبير في الميدان، وأثر كبير في المنطقة، وأثر كبير على ترسانة العدو الأمريكي والبريطاني، والأنظمة الغربية، وكيان العدو الصهيوني، وأذرعهم في المنطقة.

بل هذه الأسلحة ستحمل معها أبعاداً وقدرات عسكرية ستتجاوز كل منظومات العدو الرادارية ووسائطه ووسائله، وقدرات تدمرية هائلة، وأسلحة تقليدية لم تكن اليمن أو أي دولة عربية تحلم بامتلاكها، واليمن اليوم تمتلك هذه الأسلحة، وأصبحت اليوم، تشكل عبئاً كبيراً على دفاعات أمريكا وحلف الناتو وإسرائيل، ولن يستطيعوا أن يجدوا لها أي حلول.

بعد مرور هذه السنوات الطويلة من الحرب.. ما الذي اكتسبته القوات المسلحة اليمنية وهل يمكن اعتبارها قوة إقليمية في المنطقة؟

القدرات الحربية اليمينة استطاعت النيل من مقومات وقدرات العدو وفرقاطاته ومدمراته وأساطيله وقواعده، بل أن حاملات الطائرات الأكثر قوة في الصناعات والعلوم العسكرية فقدت القدرة على المناورة، وأصبحت تحت التهديد المباشر والخطر الحقيقي، الوشيك أمام الأسلحة اليمنية حيثما كان تواجدها، حتى وإن دخلت في عمق المحيط، فلم يكن أمامها أي مهرب، أو حيلة نجاة، أمام القدرات اليمنية التي تستطيع تحديدها واستهدافها بدقة عالية جداً، وهذه قدرة عالية لأسلحتنا اليمنية المتقدمة، في مسار التطور والتعاظم والتحديث، واتخذت خططاً مدروسة متدرجة، منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا.

والقدرات اليمينة استطاعت تحديد المسافات والمديات التي نستطيع بها ضرب قدرات العدو، ووصلنا بها إلى أبعد نقطة جغرافية، للعدو السعودي في الشمال الشرقي على الخليج ، وعلى الحدود الشمالية للعدو السعودي، وأين ما تواجدت مصالحه، استطعنا النيل منها وأن نضربها، وقد تم تحييد جزءاً كبيراً من اقتصاده ونفطه، وأفقدناه القدرة على الاستمرار في المعركة، وهي رسالة مهمة جداً، بأن الاستهانة باليمن ، أفضت إلى وجود أفضل وأول قوة عسكرية في المنطقة العربية، وأقل بكل جدارة بأن يمن اليوم أصبح قطب من أقطاب القوة في المنطقة، والعالم.

ومما حققته القوات المسلحة اليمنية في مسار القدرات العسكرية هو أننا أصبحنا نمتلك قوة عسكرية فرضت معادلة عسكرية في مسرح العمليات ، سواء كان ذلك على مستوى مواجهة السعودية والإمارات، أو حتى على مستوى المعركة البحرية، وصولاً إلى أننا استطعنا تأمين كل النقاط الأساسية والرئيسية الواقعة تحت الاحتلال،ومرتزقتهم،وكل المحافظات ، والدليل على ذلك قدرتنا على منع سرقة النفط اليمني، من حضرموت وشبوة والمهرة، وهذه رسالة مهمة جداً، أننا استطعنا بأسلحتنا فرض سيادتنا على موانئنا، ونفطنا ونمنع العدو ومرتزقته من نهبها ، وهذا كان واقع في الميدان بكل وضوح.

وأصبحنا بتطوير قدراتنا فصل المحيط الأطلسي عن المحيط الهندي، وأصبحنا بكل ثقة أسياد البحر الأحمر ، والعربي، واستطعنا السيطرة على العمق الاستراتيجي للأمة العربية والإسلامية، واليمن يمتلك حدوداً بحرية كبيرة جداً، من الجهات الجنوبية والغربية، وهذا يعطينا أهمية في تحقيق النتائج العسكرية والاقتصادية، وما يحدث في الميدان البحري هو أكبر دليل، أننا استطعنا تجريد العدو الأمريكي من أسلحته ، ونفرض عليه خناقاً بحرياً واقعياً ، ونحاصره في تحركاته، ومراقبتها، ونمتلك المعلومة الدقيقة عن أسلحته وقدراته، بما فيها المدمرات والفرقاطات حتى تلك التي أتت من أوروبا ، استطاعت استخباراتنا تحديد هذه الأهداف، وسماكتها ، وما هي الأسلحة المناسبة لها ، وهذا هو الحاصل اليوم في المحيط الهندي والبحرين الأحمر والعربي.

ما هي الاستراتيجية التي يعمل الجيش اليمني عليها في تطوير قدراته؟

الاستراتيجية هي التطور المطرد والمتتابع والمستمر، بناء على الخطر الذي يشكله الأعداء على أمتنا ، وهذا التطور هو لاحتمالات بأن العدو قد يستخدم أسلحة أخرى، أكثر تطوراً مما يستخدمه اليوم، وبالتالي صنعت هذه الأسلحة، لكل الاحتمالات الواردة في المعركة القادمة.

متى بدأ هذه التطور في صناعة الأسلحة اليمنية بشكل استراتيجي مدروس؟

بدأ منذ العام 2016م، بتنوعها استعداداً لمواجهة أكبر ، وأطول ، ولم يكن هذا التطور في يوم من الأيام يستخدم ضد العدو السعودي ، والإماراتي، أو أية دولة عربية، بل بالعكس هذا التطور الكبير وهذا التنامي العظيم والمستمر هو كان لمرحلة قادمة لا نعلم، وكان قائد الثورة على علم وإدراك، بأن هذه الحرب رسمت من البيت الأبيض، ومن الدولة العجوز بريطانيا ، ومن عمق الكنيست الصهيوني، ومن دهاليز الحكام العرب الخونة، وبالتالي كانت تدابير وخطط القائد لخوض المواجهة في المرحلة القادمة، أننا سندخل في مواجهة مباشرة مع هؤلاء الأعداء الوافدين من خارج المنطقة، وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.

وبالفعل تحققت كل روئ السيد القائد، وما كان يدرك بأنه قادم، وكانت كل تحليلاته ونظرياته حقيقية، كفلق النهار، وها نحن في خضم المواجهة من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.

ونحن الدولة الوحيدة التي حققت هذا الإنجاز، رغم وجود دول اقتصاداتها أكبر منا، وجيشها أكبر وامكاناتها وقدراتها أكبر، لكنها تقع في ذيل سلم المواجهة العسكرية ، وتعتبر صفراً على الشمال ، لا قيمة لها لا ثمن لها ، لا وزن لها في المنطقة.

كيف تنظرون إلى سنوات العدوان وكيف استفاد الجيش اليمني منها ؟

نحن نعتبر المرحلة التي مضت لتسع سنوات من أهم وأكبر التجارب التي مرت بها دولة عربية، وهي اليمن ، ولدت في اليمن القدرة على تحديد المسار، لمرحلة الصراع والبقاء والوجود القادمة ، بعنوان رئيسي الحرية والاستقلال والسيادة التي هي هدفنا في المرحلة القادمة، بل ودخلنا اليوم في عمق القضية الفلسطينية التي هي مرتبطة بالقضية اليمنية ، وكما أشار السيد القائد إلى أن الشعب اليمني يؤكد بأن القضية الفلسطينية في أولوياتها ، أهم من القضية اليمنية ، ويرون فيها أنها الأجدر لتسخير قدراتنا العسكرية، وكيان العدو يدرك بأن نهايته قربت، والحل الوحيد لدى الشعوب العربية هي الوحدة العربية ولم الشمل ، وتشكيل قوة ضاربة في المنطقة ، واذا كانت اليمن لوحدها وصلت إلى هذا المستوى من الاقتدار في مواجهة قوى الاستكبار العالمي وتحالفاته العسكرية ، فماذا لو تمت الوحدة العربية ، وتم تشكيل قوة رد عربية مشتركة ، يتم التوافق عليها، ويكون من أولوياتها وأهدافها ، تحرير الأراضي الفلسطينية ومقدسات الأمة ، وتطهير المنطقة من أي قوى أجنبية ، وكنس العملاء والخونة.

عسكرياً كيف تقرؤون موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية؟

السيد القائد يعتمد على الشعب اليمني العظيم وعمقه التاريخي والديني، وما يمتلكه من الغيرة والحمية والقيم والمبادئ والأعراف السامية، والمسيرات والمظاهرات التي تخرج كل جمعة تؤكد وقوف الشعب خلف قائد الثورة، والقيادة السياسية والعسكرية، ونصرة للقضية الفلسطينية، وأنه لن يتنازل عن أي موقف يتخذه السيد القائد تجاه فلسطين، والشعب برمته معه، وأي تبعيات، أو نتائج الشعب سيستقبلها بكل رضاء، وأن المرحلة التي مضت كانت أكبر تجربة بأن الشعب اليمني عظيم، وأنه يتحمل المصاعد والأعباء في سبيل قضية سامية هدفها، تحرير الأمة العربية وتلك الدول من القيود الأمريكية الاسرائيلية التي فرضت عليها، وأن يتمتعوا بالحرية والاستقلال والكرامة التي يتمتع بها شعبنا اليمني ، اليوم، رغم كل ما يعانيه من حصار ومن مواقف عربية مخزية ضد بلادنا ، والحمد لله نحن الشعب العربي الوحيد الذي ننعم بالحرية، والكرامة وننعم بنعمة الإسلام الحقيقي وبالدين الحقيقي، والعقيدة السليمة، وأنت تشاهد والعالم يسمع ويرى كل أبناء شعبنا اليمني صغيرهم وكبيرهم وكل طوائفه وشرائحه، وهم يصرحون ويعبرون عن مشاعرهم الجياشة تجاه أهلهم وإخوانهم في فلسطين، ولن يتخلوا عنهم مهما كانت النتائج ، حتى لو أبيدوا من على وجه الأرض فهي قضية سامية وعادلة بنسبة لهم.

فيما يتعلق بصناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.. ما أهم ما أنتجته اليمن في هذا الجانب؟

بفضل الله الانتاج الحربي في أعلى مستوياته، ويؤمن المخزون الاستراتيجي من الذخائر والأسلحة وقطع الغيار، مع الاحتمال أن تكون الحرب القادمة هي الأطول والتطور الكبير الذي طرأ على خصائص الأسلحة الاستراتيجية العسكرية خلال ثمان سنوات فاق توقعات العدوان.

وما وصلنا إلى هذا المستوى الا بعد امتلاك اليمن لقدرات عسكرية تمثلت في الصواريخ الباليستية والمجنحة، التي تعتبر في العلم العسكري، من أهم أسلحة الردع الاستراتيجي الذي نستطيع بها، توجيه ضربات قاسية، للعدو مهما كانت قدراته ومهما كانت قواته، لأننا نمتلك الجغرافيا اليمنية، ونمتلك الأرض، البحار والجو، وبفضل الله عز وجل نستطيع تحديد أهدافنا الحقيقية والعسكرية في البحر الأحمر، وتجاه كل الأعداء بدقة عالية، فيما دول بجوارنا ذات اقتصاديات كبرى تعتمد في سلاحها على عدوها، وبات هو من يتحكم بها وبقرارها السياسي والعسكري وهذا واضح في مواقفهم تجاه الشعب الفلسطيني.

بل وصلت اليمن إلى ذروة التصنيع العسكري وامتلاك القدرة على مواجهة الأعداء، والجميع يدرك بأننا في اليمن ننشد القوة والتمكين والحرية لكل شعوب أمتنا، بعيداً عن السياسة الأمريكية والغربية التي تنظر إلى مقدرات وثروات شعوب الأمة أنها خالصة لها ولهيمنتها ، وليس أمام الشعوب والحكومات غير التسليم للهوان والذل والعبودية والتبعية العمياء، ولا يحق لها أن تمتلك أي قوة، أو أي مقومات تمكنها من الدفاع عن نفسها وعن شعوبها وعن مقدساتها وكرامتها وحريتها.

وظهور القوة الصاروخية والطيران المسير ، بمدياتها القصيرة والمتوسطة والبعيدة، أرعب الأعداء ، وجعلهم يعيدون الحسابات تجاه اليمن، وزرعت فيهم الخشية من أن تسلك بقية الدول العربية المسلك اليمني في التصنيع والتطوير وبناء قدراتها العسكرية، واليمن قدمت النموذج المتقدم للأمة، في هذا المسار، والسياسة اليمنية أقنعت شعوب الأمة أن أمريكا وكيان العدو ماضون نحو الفناء والنهاية ، وأن ثورة 21 سبتمبر تبين للعالم أن الثقافة القرآنية قادرة على بناء قوة إنسانية هدفها الدفاع على الإنسان وهدايته، وبناء حضارة وفق قيم ومبادئ إنسانية تحفظ للمجتمع البشري كرامته وحريته وإنسانيته.

ما هي الخيارات العسكرية القادمة للجيش اليمني تجاه كيان العدو الصهيوني والأمريكي ؟

الخيارات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني والأمريكي، تؤكد بأن النصر لهذه الأمة قادم من اليمن، وأن فلسطين والأقصى وغزة ، لم تكن مجرد شعارات تعبويه كما يتوهم البعض ، بل بات الجميع يلمس جديتها الماثلة في الموقف اليمني وفاعليته، في مساندة الشعب الفلسطيني، منذ 7 أكتوبر 2023م، واليمن اليوم أكد للعالم أنه لن يتراجع ولن يتخاذل تجاه موقفه العسكرية والإنساني والأخلاقي والإنساني في الانتصار لفلسطين، مهما كانت النتائج والخسائر ، وغياتنا العسكرية هي تسخير كل قدراتنا لرفع الحصار ووقف العدوان على غزة، وأن تتخلى أمريكا عن مشاريعها الإجرامية ضد اليمن وفلسطين والعرب، مالم فالخيارات العسكرية اليمنية ، جاهزة للإقدام على غرق القوات الأمريكية في البحر والمحيط ، وتحطيم ودك وحرق قواها، وقواعدها في البر، بصفعات ومفاجآت تحدث عنها السيد القائد بأنها لم تكن في مخيلة الأعداء.

_الكثير من المتابعين للشأن اليمني يتساءلون.. كيف استطاع اليمن بعد 9 سنوات من الحرب الخروج بهذه القوة العسكرية الهائلة.. ما تعليقكم؟

نعم، نحن اليوم حينما نتعامل مع السفن الاسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي المحيط الهندي نحتاج الى مستويات عالية من تنفيذ العمليات العسكرية، قدرة عالية، لكون المنطقة معقدة، وموقع اليمن الجغرافي معقد وحساس، لذلك فان القوات المسلحة وبقية أجهزة المخابرات تمكنت بفضل الله عز وجل من تحقيق التفوق، على قدرات الأمريكي وحلفائه من بريطانيا وأوروبا، والقدرة على أننا نستطيع أن نراقب كل نقطة رئيسية في البحر الأحمر والمضيق، والمحيط، وأن نمنع العدو من أن يحقق أي نجاح، أو أي أرباح، أو أية مصالح في البحر الأحمر والبحر العربي.

ثانياً، اليمن نفذت من العباءة الأمريكية والغربية، وصارت في وضع مستقل استطاع أن يضع أمريكا في موقف مخزي وفاضح أمام العالم، كونها فشلت في التصدي لضرباته وعملياته، ولم تعد سياستها الاجرامية وهيمنتها العسكرية صالحة في اليمن.

ثالثاً، العدو عجز في الحصول على المعلومات في الداخل، والتي تساعده لإنجاز القرار في الاعتداء والمواجهة، وجعلته في موقف ضعيف ومهزوز وهذا ما تحقق بفضل الله عز وجل ووصلت إليه أمريكا.

رابعاً: اليمن أجهز على كل ما كان يشاع عن أمريكا وانها وصلت إلى عمق الجيوش العربية والاسلامية وأنها تمكنت من اختراقها بإمكانيات هائلة، عبر التجسس والمراقبة، وكذا حتى أنهم صاروا أضحوكة العالم وجيوشها، وأنهم كانوا يعتمدون على وجودهم بقواعدهم العسكرية بعمالة الحكام العرب لهم هم فاستطاعوا أن يرسموا سياسة الجيوش والتسلح وبناء القدرة العسكرية ويتحكمون في سلاسل التسليح والعتاد، بل ولهم القرار في تدمير هذا السلاح، او ذك إن وجد ويشكل عليهم خطراً ، حينها انفرد اليمن ووصل بخطواته المتدرجة، إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بصناعاته العسكرية بفضل الله عز وجل.

خامساً: اليمن وموقفه المساند لغزة شكل درعاً استراتيجياً للأمة، وكل العالم اليوم لمس ذلك وشعر بأن اليمن قوة عسكرية، ضد أمريكا، وأحدثت تغييراً استراتيجياً في المنطقة، حصد ترحيباً واسعاً.

سادساً: أمريكا التي تعتقد أن من حقها أن تتواجد بسفنها وأساطيلها ومدمراتها الحربية والتجارية والعسكرية في المياه الاقليمية، وتتمتع بامتياز الحصانة الدبلوماسية والسياسية، لم يعد لها ذلك في ظل العدوان على اليمن، وبات وجودها يمثل، استفزازاً كبيراً للجيش اليمني، وشعبه العظيم، وفعلاً كانت اليمن عند مستوى المسؤولية واستطاعت ان تحقق طموح أبناء شعبنا اليمني والعربي، وأن نمنع أي تحرك أمريكي قبالة السواحل، وفي المياه التي تسمح بها القوانين الدولية الملاحية أن تتواجد فيها، بل أننا وصلنا إلى مرحلة أننا نهددها بأننا نضربها في عمق البحر الأحمر والعربي وفي عمق المحيط الهادي وسنمنعها من الملاحة عبر رأس الرجاء صالح، وسنضيق الخناق على أمريكا وبريطانيا ما داموا مستمرون في اجرامهم وابادتهم لشعب الفلسطيني.

سابعاً: المرحلة القادمة ستحمل معها مفاجآت لن يستوعبها العدو ولن يستوعبها، مهما كانت قدراته، ولن يفرق إن كانت امريكا منفردة، أو جرت خلفها أوروبا بأكملها، وحلف الناتو، فاليمن بفضل الله عز وجل استطاع أن يضع قانوناً للحرب في المنطقة محكوم بالزمان والمكان، وطبيعة كل حرب، والتطورات التكتيكية ، والاستراتيجية في جانب العدو وفي جانب قواتنا.

_ القوات البحرية التابعة للقوات المسلحة اليمنية فاجأت العالم بقدراتها الكبيرة بمنع مرور السفن الصهيونية من المرور في البحر الأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي.. كيف تراكمت هذه القوة؟

القوات البحرية اليوم هي نموذج معبر عن بقية تشكيلات القوات المسلحة اليمنية التي حظيت باهتمام ومتابعة مباشرة من قبل قائد الثورة ، ومنذ الخطوات الأولى لبدء الصناعات العسكرية بمستوياتها المختلة ، التي استطعنا بعون الله توفير كل ما تحتاجه المعركة البحرية، والبرية والجوية، انطلاقاً من دراستنا ومعرفتنا الشاملة لقوة وقدرات العدو الأمريكي وتحالفاته، فتراكمت القدرات اليمنية من عام إلى آخر، حتى وصلنا إلى مرحلة الإعداد لقوة العدو البحرية عدتها ، بما نملكه اليوم من قوة صاروخية بحرية وبالستية وطيران مسير وغواصات مسيرة، وألغام بحرية وزوارق سريعة وجيش بحري.

وها هي القوات البحرية اليمنية تثبت للعالم أنها تمتلك قوة متنوعة تحقق الطلب ، حسب نوع الهدف، وكبر الهدف، و حجم الهدف، وسرعة الهدف، و امكانية الهدف، وامكانية العدو العسكرية في البحر، وجعلنا أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وحلف النيتو، وكل حلفائهم في حالة من الاضطراب والقلق، وحالة من الشك في قدرات قادتهم جراء ما تتعرض له سفنهم، وهم القوى العظمى في العالم من ضربات متتالية من قبل اليمن.

ونؤكد أننا ما زلنا الى الآن في القوات البحرية اليمنية لم نستخدم الا القوة المحدودة، ولم نصل إلى أقصى جهدنا العسكري، لأن الجهد المتوسط اذا اضطرينا لاستخدامه في معركتنا البحرية المساندة لغزة ، تعني وبالحرف الواحد الإبادة للعدو من المنطقة.

وأكبر دليل على أننا فعلاً حققنا الهدف في بناء قدرتنا العسكرية وتطويها، ينعكس في الاشتباك المباشر مع العدو الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر ، وتمكنت قواتنا البحرية من معرفة قدرات العدو امكانية ردة فعله ، ومعرفة كيف سيكون، بكل احتمالات المواجهة القادمة ما جعلنا اليوم قوة حاضرة في المنطقة ، واستطاعت قواتنا البحرية من خلال تصعيدها وتطور أسلحتها، أن تقوض أسلحة العدو الأمريكي وأن تخرج كثيراً من سفنه عن القدرة لمواجهة أسلحتنا، حتى وصلنا إلى أن نحدد أهدافاً بعيدة في عمق المحيط الهندي ومنع العدو من الملاحة فيه وصولاً إلى رأس الرجاء الصالح.

كيف تتوقعون نتيجة استمرار العمليات العسكرية البحرية ضد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن؟

نحن نتوقع أن العمليات العسكرية ستستمر ضد أمريكا وحلفائها الأوروبيين، بنجاح ، وهو ما يؤكد أن قواتنا البحرية، وقدرتها في تنامٍ مستمر، وهي ترسخ استراتيجية عسكرية ثابتة مفادها أن تكون قواتنا المسلحة اليوم هي الأقوى دائماً في المنطقة، ونسعى لتجريد العدو الأمريكي من سلاحه في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي.

والحمد لله استطعنا أن نحطم ارادة العدو بالقوة العسكرية، وأن نفرض ارادتنا وسياستنا في المنطقة، وتغيير موازين القوة وفرض قواعد اشتباك جديدة، وتمكنت القوات المسلحة اليمنية، من حشد أقصى قدراتها، في المناطق الحاسمة لتدمير قوة العدو الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر والبحر العربي والمضيق وفي المحيط الهندي.

و السلاح هو سيد الموقف، فسلاح الجو المسير، أو سلاح القوة البحرية أعطى مؤشراً كبيراً أنه قادر أن يحقق ضربات نوعية، وأن يؤثر على كل قدرات العدو الأمريكي والبريطاني في البحر، وأفقد أمريكا القدرة على السيطرة على مسرح العمليات البحرية تجاه القوة اليمنية.

يتحدث السيد القائد بعد مرور 9 سنوات من العدوان على اليمن عن مفاجآت غير متوقعة للعدو والصديق.. ما توقعاتكم لهذه المفاجآت؟

أحلل كلام سيدي القائد بأن المفاجآت القادمة ستكون في الجانب العسكري، فكلما كانت القوات المسلحة في مستوى أفضل لأسلحتها، وفي تنامٍ دائم، تكون دائماً البلد آمنة وفي سلام، ولعل خطاب السيد القائد بتلك القوة دلالة على أن القوة والبناء العسكري هو أحد عوامل النصر والردع ووقف العدوان، والحصار على غزة، خاصة بعد فشل أمريكا وبريطانيا وحلف الناتو في كسر طوق الحصار اليمني على اسرائيل، وملاحتها البحرية.

كما هي اشارة إلى أن اليمن امتلك قوة صاروخية كاسحة وقوة بحرية ضخمة وقوة طيران مسير مؤثرة وفعالة من أجل خوض حرب حديثة مشتركة واسعة وطويلة، حتى نهايتها ، ولعل الحرب الحديثة المشتركة، ستكون اليمن عنواناً لها، ويمكن اعتبار تأكيد قائد الثورة بمفاجآت، هي أن حرب تسع سنوات كانت استراتيجية التحضير لحرب قادمة، تردع العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، إضافة إلى أن تسرع القوات المسلحة اليمنية في امتلاك الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وأنها متفوقة دائماً، وفي ديمومة للجاهزية القتالية.

كلمة أخيرة؟

لم تعد الخطورة فقط ضد اليمن وفلسطين من أمريكا وبريطانيا والغرب وكيانهم الاجرامي إسرائيل، بل أن الخطر الحقيقي والتهديد الأكبر هو من معظم رؤساء ملوك الدول العربية، فكان بقصد أو بغير قصد، الذين يعرقلون أية مساندة ودعم للمقاومة الفلسطينية، ومنذ سبعة أكتوبر، كشف مازن والسلطة الفلسطينية عن وجههم القبيح وعملاتهم المستمرة ضد فلسطين وقضيتها، فيما الجيش اليمني وقيادته وشعبه ، امتلك المرونة العالية ، والحركة الدائمة بصورة فاقت كل تقديرات العدو والصديق، في مساندتنا لغزة، واستطعنا أن نلحق بسباق التسلح التقليدي لمواجهة القوى العظمى في المنطقة، في الوقت الذي فيه الجيوش العربية تقف اليوم موقف المتفرج على اليمن وهو يخوض حرب الحرية والكرامة والعزة والاسلام ضد قوى الاستبداد والاستعمار والاضطهاد بقيادة أمريكا والغرب.

وبكل فخر واعتزاز اليمن هي الدولة العربية الوحيدة القادرة أن تشكل قوة عربية عسكرية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمريكية البريطانية والغربية في المنطقة العربية؛ لأنها الدولة التي تمكنت من خوض حرب منفردة معهم واستطاعت خنق أمريكا واسرائيل وبريطانيا والغرب في البحر الأحمر، وموقف اليمن وقائده الشجاع لم يعد فقط أمل اليمن وإنما أصبح أمل الشعوب الحرية لتحقيق الحرية والكرامة والاستقلال.