أستغرب لماذا يشن البعض حملات مكثفة ضد ما نشهده هذه الأيام من عملية إحياءٍ لتراث ( الزوامل الشعبية ) محاولاً تصوير هذه الحالة و كأنها بدعةٌ مستحدثة أو ( موضةٌ ) جديدةٌ و دخيلة على مجتمعنا اليمني و أن من يجسّدوها اليوم واقعاً إنما هم أناسٌ قد جاءوا من خارج العصر متناسياً أن ( الزوامل الشعبية ) هي جزءٌ أصيلٌ من تراثنا و هويتنا اليمنية العربية الأصيلة الخاصة !!
لا أدري بصراحة مالذي كان يريده الأخوة أن نأتيهم به !! هل كانوا يريدوننا أن ناتيهم مثلاً بتفاهات ثامر حسني أو سخافات نانسي عجرم كي ننال رضاهم و نحظى بقبولهم أم يريدوننا أن نأتيهم بفلكلورٍ شعبيٍ من دولةٍ أخرى حتى نكون أكثر عصرية و إنفتاحا !!
يا أعزائي .. إذا أردتم أن تنتقدون سلوكيات طرفٍ ما من الأطراف، فعليكم أن تنتقدوهم و لكن بموضوعيةٍ و مصداقية و بما يرفع من رصيدكم الشعبي لا ما يحُط منه .. إبحثوا عن سلبيات من تريدون، و إنتقدوها نقداً بنّاءً مثمراً لا أن تنتقدون لمجرد النقد دون أن تعرفون شيئاً عن ماهية ما تنتقدونه و تحاولون إيهام الجمهور بأنه أمرٌ سلبيٌ و هو في الأصل ليس كذلك.
أنا شخصياً كمواطنٍ يمنيٍ من بيئة قبلية محافظة – كما هو حال غالبية المجتمع اليمني – أجد نفسي مقبوضاً و مشدوداً دوماً لهذا التراث الشعبي الأصيل أكثر من أي شئٍ آخر حتى و لو جئتموني بروائع و طربيات كوكب الشرق، مع إحترامي طبعاً لسيدة الغناء العربي، لكنها الحقيقة التي لا أجد لها تفسيراً إلا أنني ولدت و ولد معي هذه الثقافة و التراث الشعبي اليمني الأصيل و الذي يَعَنْوِن شخصية الإنسان اليمني و يميزها عن غيرها.
بإختصار شديد ..
كل اليمن حزبي و مذهبها اليماني مذهبي
في سِحْرها حُبّي و في قلبي لها يسكن وطن
تراثها الشعبي يجري في عروقي .. يا غبي
و اعرافها رَكبي و منهاجي على مر الزمن…
#معركة_القواصم