إنَّا مِن الظالِمُون لمُنتقِمون
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
27 مارس 2024مـ – 17 رمضان 1445هـ
بقلم// مرام عبدالغني
في مشهدٍ دمويٍ تعسُفيٍ واضح كل الوضوح لكل العالم، وفي مأساةٍ هي المأساةُ الكبرى في كل المعمورة، وفي إجرامٍ قد فاق كل التخيُلات، وفي انتهاكٍ جليٍ بالصغير والكبير، بالمرأة والطفل والرجل وبكلما هو حياةُ هُناك، في فلسطين المنكوبة المخذولة، المُفعمة برائحة الدم، والمُمتلئة بالجُثث المقتولة ظلمًا وعدوانا، وفي صورةٍ لا تستطيعُ أيُ عينٍ بشريةٍ أن تغُض الطرف عنها، لما فيها من قهرٍ وظلمٍ وإجرام إلا من لم يَعُد في قلبه ذرة انتماء للإنسانيةٍ في شيء، فما يُكابده الفلسطينيون في غزة لعارٌ على كل من ينتمي للإسلام، بل عارٌ على كل من هو انسانٌ لا تُحركه إنسانيتُه، عارٌ على كل من يتخاذل أو يتهاون تجاه هذه القضية .
لا زالت الإبادات الجماعية في غزة تحصل، فلا تعتادوا المشهد، ولا تملوا الحديث عنهم، فوالله سنحاسب جميعًا إذا إعتدنا وصمتنا وحاولنا النسيان، فغزة تُباد وتنزِف، وشعب فلسطين اليوم يعيش أسوأ أيامهِ ولياليه الدامسة، فوصوله لحد عدم وجود الخُبز والماء لأشبه بقصص الخيال الأكثر دموية، والله أنَّ العين لتدمع دمًا لا دمعًا على حالهم وحالتهم، فمن لم تُحركه هذه المأساة ليعلمَ أنه لا ينتمي للإسلام في شيء، بل لا ينتمي لجنس البشرية بأي شيء .
تتوالا الجرائم وتزيد وتكثُر ضحاياها من المدنيين والمستضعفين العُزَّل؛ ومع استمرار العُدوان الصهيوني في عدوانه يستمِر الغزاوي في صموده، ومع استمرار الجرائم والمجازر تستمر البسالة والعزائم، هكذا هو المشهد في غزة فلسطين اليوم، بمقابل كل مشهدٍ دموي هناك مشهدُ طوفانٍ يقتص لكل قطرة دمٍ تُسفك، هُناك تصدٍ وثأرٍ وعنفوانٍ من قِبل المقاومة الفلسطينية بكل مُسمياتها، هُناك طوفانٌ قلب الموازين وجعل الصهاينة ومن خلفهم يسقطون في دوامة التخبُطِ والضياع، نعم قد قُلبت الموازين فغزة اليوم لم تعُد كغزة الأمس، هي اليوم تملُك زمام التحرير والتنكيل وهزيمة العدو الهزيمة النكراء بإذن الله، وليعلم العدو وكل العالم، أن فلسطين لن تُضام، ولن يتركها الله ثم اليمن ودول المقاومة، فالثأر ليس ثأر فلسطين وحدها، هُنا اليمن وهُنا كل الأحرار، وإنه لجهاد نصرٍ أو استشهاد، وإنا من الظالمون لمُنتقمون .