الخبر وما وراء الخبر

من منطلق المسؤولية

10

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
14 مارس 2024مـ – 4 رمضان 1445هـ

بقلم// خديجة النعمي

أمام تلك الأحداث التي يَشيب لهولها الولدان، والتي تحدثُ في غزة وعندما يراها الإنسان بالكاد يُصدق أن ذلك يحدث في القرن الـ21 !
إبادة جماعية، الآلاف يرتقون للسماء يومياً بغارات عدوانية تَهُد البنيات السكنيةِ على رؤوسهم صباحاً ومساء ، يقتلون الصغير، والكبير، المرأة، والرجل، وبدون مرعاة لأي إعتبار،ومن سَلِم من القصف مات جوعاً بالحصار.

وممن؟!
من أولئك الذين يدّعون الإنسانية! والحضارة! والتقدم! والتطور! وهلم جرةً من العناويين الرنانة التي تتردد على مسامعنا كل يوم!!
لكن الوجه الحقيقي بات يتكشف لكل مخدوع بهولاء، وغزة كشفت عن كل شيء، وجعلت الجميع يرون الوجه الأسود للغرب الكافر، وفضحت كل الشعارات التي يرددونها.

اليمن اليوم يقف بكل حزم وقوة وإقتدار في وجه الكيان المحتل، وبكل الامكانات المتاحة، إسناداً لأهلنا في غزة، من منطلق المسؤولية الدينية أمام ما يجري هناك، إبتداً من منع مرور سفن الكيان المحتل وكذا السفن المتصلة به من المرور بالبحر الأحمر ومن ثم العربي وصولاً إلى خليج عدن مروراً بالرجاء الصالح والمحيط الهندي والقرن الإفريقي، رويداً رويداً اتسعت الدائرة، وتطورت المعركة، ويبدو أنها تتجه لخنق الكيان المحتل، وترغمه على وقف العدوان والحصار على غزة، شاء ذلك أم أبى!

هو الآن في وضع لا يُحسد عليه،فالمسؤولية إتجهت باليمن ليخنقه من البحر وصواريخه وطائرته المسيرة تواصل زياراتها بين الفينة والأخرى لأم الرشراش وبعض المناطق في الأراضي المحتلة، وكذا حزب الله يواصل عملياته المرعبة للكيان المحتل من جهة الجنوب اللبناني الذي أفقد هذا الكيان أمانه، ويفر سكان تلك المناطق هاربين، أما الدور الأبرز فللمقاومة في غزة والتي على الرغم من كل ما تمر به إلا أنها بصمودها وصبرها وجهادها أدخلت هذا الكيان في دوامة لا يعرف الخروج منها إلا مهزوماً خاسراً وذلك ما يأباه هو!

المسؤولية أيضاً دفعت المقاومة في العراق وسوريا وإيران للقيام بواجبهم وكلاً بما يمكنه، ومن موقعه أيضاً إن باستهداف القواعد والمراكز الأمركية أو بالدعم المالي والمعنوي وغير ذلك، لكن العجيب هو غياب المواقف العربية،والإسلامية،المساندة لغزة في محنتها،بل إتجه البعض للتطبيع والابتعاد عن غزة وبيع الأقصى وقضيته،رغبة في البقاء بأمان،وهروباً من سنارة العقوبات الأمركية التي تصتاد كل من وجه بوصلته نحو فلسطين ،وجعلها المحور والأساس لكل تحركاته،لكنهم لم يحسبوا حساباً لأولئك الذين يصرخون بالموت لها،ولا يعيرون قوائم إرهابها أي إهتمام،بل إنهم يقلبون الطاولات عليها،ويسخرون منها،وتلك الشعارات التي يُرددها الأمريكي لم تعد تنفعه بشيء!
فهيبته اليوم تُمرغ بالتراب على يد المجاهد اليمني في المحيط الهندي والتي أدخلته في دوامه لم يفق من صدمتها بعد!

واليمن الذي أُعتديَ عليه منذ ما يُقارب سنوات تسع لمنعه من التطور والتقدم؛هو اليوم يجابه العالم بل وتصل صواريخه للمحيط الهندي،وتخنق الكيان المحتل وتنتصر لغزة، اليمن هو ذا يتحمل المسؤولية نيابة عن المسلمين جميعاً وينتصر لغزة،ويبدو القادم أعظم وأعظم،وما النصر إلا من عند الله.