عمليات القوات المسلحة في نظر النخبة العربية.. اليمن نحو فرض معادلة السيادة
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 مارس 2024مـ -28 شعبان 1445هـ
تقرير ||هاني أحمد علي
تحول الموقف المشرف والبطولي الذي تسطره القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، من خلال استهداف السفن الاسرائيلية والأمريكية والبريطانية، إلى محط اهتمام واعجاب الشعوب العربية والأجنبية وكل أحرار العالم.
وعلق كبار الصحفيين والكتاب والخبراء السياسيين والعسكريين العرب على العمليات اليمنية المساندة لحركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية التي تخوض أشرس معركة ضد الكيان الصهيوني المجرم في قطاع غزة في تاريخ فلسطين المحتلة، مؤكدين أن الجيش اليمني تحول إلى أسطورة عالمية بعد أن مرغ أنف أمريكا وبريطانيا في التراب، وأسقط هيبتها وكشف حقيقة تلك الجيوش الوهمية التي لا تقهر.
وفي السياق يؤكد العسكري اللبناني، العميد شارل أبي نادر أن القوات المسلحة اليمنية تواجه القدرات الأكبر في العالم البحرية والجوية، موضحاً أن البيانات الأمريكية لا جديد فيها، حيث وهم في كل مرة يقولون إنهم استهدفوا الصواريخ والمسيرات اليمنية ولكن عملياً كنا نشاهد استهدافات فعالة وتطوير للقدرات اليمنية.
ويعتقد الكاتب الفلسطيني البارز، ورئيس تحرير جريدة “رأي اليوم” عبدالباري عطوان أنه لولا صواريخ ومسيرات الجيش اليمني التي ضربت البوارج البحرية الأمريكية والبريطانية و “أم الرشراش” في البحر الأحمر وخليج عدن لما أجبرت أمريكا على انزال بالجو ، وأمرت جيشها ببناء ميناء في غزة لاستقبال المساعدات.
ويشير عطوان إلى أن الولايات المتحدة ستتعرض للإذلال أكثر بعد التنسيق العسكري بين حركة المقاومة الإسلامية “كتائب القسام” وجماعة “أنصار الله”، مؤكداً أن أبو يمن أصبح قوة عظمى.
قائد استثنائي فذ
من جانبه يؤكد المذيع في قناة “الجزيرة” الفضائية، جمال ريان، في تدوينه على صفحته الشخصية بمنصة “إكس” أن التاريخ سيسجل قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ومن معه بأحرف من نور، حينما جير انتصارات بلاده اليمن لصالح القسام في فلسطين.
وكان الإعلامي ريان، قد عبر عن اعجابه الكبير باليمن، وذلك في عدد من التصريحات السابقة التي أغاضت الدول المطبعة ومن يسير على خطاهم، مبيناً أن اليمن وقف بكل عنفوان مع فلسطين وغزة، في حين فضلت الكثير من القيادات العربية والإسلامية الصمت.
من جانبه وصف الصحفي والمحلل اللبناني، ناصر قنديل، اليمن بأنه مفاجأة ما بعد الطوفان، موضحاً أنه كما كان الطوفان مفاجأة أظهرت أن المفاجأة هي شعب غزة ومقاومتها الأقرب إلى أساطير الإغريق في صناعة البطولات، فقد أظهرت مفاجأة اليمن المفاجأة السارة التي مثّلها وجود قائد تاريخي استثنائي عربي هو السيد عبد الملك الحوثي، يفخر اليمنيون بالانتساب الى مدرسته، ويفخر كل عربي حر شريف بأنه يعيش في زمانه.
وأشار قنديل في مقال له السبت إلى أن طوفان الأقصى جاء ليظهر للعرب والمسلمين والعالم، ماذا يمثل اليمن، وماهية مشروع السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وكيف انطلقت مسيرة نصرة غزة التي حوّلت البحر الأحمر إلى ممر مائي يحاصر منه كيان الاحتلال، وتعجز أميركا عن كسر الحصار.
وبين أن اليمن أمسك بحق النقض (الفيتو) في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، وكلما قال الأميركي لا لوقف الحرب على غزة ولا لفك الحصار عنها، قال اليمن لا لعبور السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية شركاء العدوان على غزة، فأكل العرب أصابعهم ندامة على ظلمهم لليمن، وهم يرونه بأمّ العين ينازل أميركا كل يوم ويفوز عليها، ويكتشفون كم هو الأميركي ضعيف عندما لا يمنحه العرب غطاء لحروبه، وكم هو اليمن عزيز الذي لم يستعمل قوته في البحر الأحمر لأجل ذاته، لكنه لم يبخل بوضعها في كفة الميزان عندما صارت نصرة غزة في الكفة الموازية، حتى صار علم اليمن وصور السيد عبد الملك وصوت العميد يحيى سريع من رموز فلسطين ونصرتها على مساحة العالم.
وأفاد المحلل اللبناني، أن شعب اليمن العظيم لم يتغيّر في حبه لفلسطين ونهضته لنصرة القضايا العربية، وتاريخ ساحاته شاهد على ذلك، مبيناً أن قدرة اليمن على تحقيق معجزات ترفع مكانة العرب في العمارة والحضارة واللغة لم تتغيّر، حيث ومنجزات اليمن حاضرة غير قابلة للإلغاء أو التهميش، فالذي تغير هو أن اليمن وجد قائداً استثنائياً فذاً، استراتيجياً من طراز رفيع، ذكاء سياسيّ مركّب متعدّد المهارات، قدرة توعوية وتثقيفية ودعوية سجاليّة وإقناعية لافتة ومبهرة، شجاعة ميدانية بخلفية استعداد عالٍ للتضحية لا تضاهى، والسيد عبد الملك الحوثي هو هذا القائد.