الخبر وما وراء الخبر

الصراطُ المستقيم.. الوفاءُ ما تغيَّر

14

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
6 مارس 2024مـ -25 شعبان 1445هـ

بقلم// عدنان عبدالله الجنيد

الحمدُ لله القائل: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ)، الصراط المستقيم هو حبل الله الذي إذَا تمسكنا به أنقذنا الله بذلك، الذي إذَا سرنا عليه يصل بنا إلى الغايات العظيمة رضا الله والسلامة من عذابه، يهدي إلى الحق مهما تشتت الآراء وتباينت المواقف والاتّجاهات والأفكار والثقافات.

الركيزة الأَسَاسية للسير وفق الصراط المستقيم هو الوفاء مع الله، وبهذا الوفاء يصبح وجودُنا في هذه الحياة وجوداً هادفاً ومقدساً، والمسارُ فيه مصوناً وأخلاقياً وقَيِّماً وعادلاً.

أتت التوجيهات الإلهية باتِّباع الصراط المستقيم لقوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، الأنعام- آية (153)، وصية الله لعبادة الوصايا العشر المذكورة في الآية 151، 152 في نفس السورة، فرسم الطريق وحدّد المنهج…

وعندما ابتعدت الأُمَّــة عن الوفاء والإخلاص خرجت وانحرفت عن طريق الصراط المستقيم لتتبع الشيطان (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْـمُسْتَقِيمَ)، يعني سأعمل على صدهم وخِذلانهم وصرفهم عن صراطك، الطريقِ التي رسمته لهم وبها يتحقّق الكرامة والعزة والخير والفلاح والفوز…

لأقعدن: اختراقٌ ثقافي، ثقافة مغلوطة منها تعريف الصراط المستقيم بأنه جسر أَو طريق وضعه الله فوق نار جهنم يمر عليه الناس يوم القيامة ويحدّد مصيرهم، هذا التعريف مخالف للقرآن الكريم؛ لأَنَّ الله أمرنا باتِّباع الصراط في الدنيا ونعبده بالصراط ونهتدي ونهدي بالصراط.

لأقعدن: إيجاد سبل غير سبيل الله، تفرق بها عن سبيل الله منها (الديمقراطية ومواثيق الأمم المتحدة، الدولية، منظمات وحقوق الإنسان والطفل والمرأة.. وقد ثبت كذبهم وخداعهم أمام ما يحدث في غزة).لأقعدن: ألوهية المال -النظام الرأسمالي -العلمانية فصل الدين عن الدولة.

وإن الصمت العربي المخزي اليوم في نصرة الشعب الفلسطيني دليل واضح على عبادة الشيطان لقوله تعالى: (أَلَـمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يس- آية (60)، ووضع الصمت العربي اليوم أكبر شاهد على الانحراف عن الصراط المستقيم وعبادة الشيطان باتباع سبل الشيطان نتيجة الإغواء (لأقعدن) من الشيطان المتمثل اليوم باللوبي الصهيوني اليهودي.
ما الحل؟
الحل هو العمل بالمشروع القرآني للشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ

الصراط المستقيم هو القادر على إحداث التغيير الحقيقي للواقع البشري وتقديم الحلول الواقعية للبشر ويصنع الوعي ويزكي النفس ويهدي للتي هي أقوم مشروع لكل عباده.

الصراط المستقيم هو الطريق الذي رسمه الله لعباده يسيرون عليه، وهو الذي يقودها ويسيرها، وليس متروكاً لأهواء واقتراحات ومزاج البشر، هو طريق الإسلام في منهجه العظيم المتمثل بالقرآن الكريم والتعاليم الإسلامية، له معالم وأعلام العلم الإلهي القائد السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي بعثه الله رحمة للأُمَّـة ورمزاً للوفاء والإخلاص على هذا الصراط وتبين مفاهيم واتّجاهات وتعاليم الصراط المستقيم للأُمَّـة.

الوفاء ما تغير (وَالْـمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوا)، منها ما أكّـده قائد الثورة تحقيق هدف منع حركه العدوّ الإسرائيلي من باب المندب على البحر الأحمر، وتم استهداف 54 سفينة، وبلغت إجمالي الصواريخ والطائرات المسيَّرة 384 في العمليات التي تم استهداف العدوّ بها، مفاجآت لا يتوقعها الأعداء نهائيًّا، المعنويات عالية، لستم وحدكم.. الوفاء ما تغير.

بفضل الله وبركة القيادة، ما يقوم به شعب الإيمان والحكمة في مناصرة الشعب الفلسطيني الذي ميّزه عن غيره من الشعوب هو تجسيدٌ للسير على الصراط المستقيم قولاً وفعلاً وعملاً (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)، وفى اليمنيون بعهد الله فسيدافع الله عنهم وسيغرق بوارج وسفن العدوّ في البحر كما غرق فرعون، ونارهم ستكون برداً وسلاماً على شعب الإيمان والحكمة كما كانت برداً وسلاماً على النبي إبراهيم -صلوات الله عليه-.