لهذه الأسباب أطاح هادي ببحاح؟
ذهب المراقبون للشأن اليمني مذاهب شتى حول الاسباب الحقيقية وراء قرار هادي بتعيين الاحمر وبن دغر في المنصبين الثاني والثالث في هرم السلطة في اليمن، الا ان جميع هؤلاء (المراقبين) اتفقوا على ان القرار ” أمر” سعودي صدر لهادي، وليس امامه من خيار سوى التنفيذ
خبر مؤسف هو ذلك الذي اعلن عنه ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن احمد شدول، الذي اكد: أن 19مليون يمني أي 80 بالمائة من السكان بحاجة الى دعم، بالاضافة إلى 14 مليونا بحاجة إلى خدمات صحية ورعاية أولية، وأن 28 بالمئة من المؤسسات الصحية في اليمن لا تعمل، وأن حوالي 14 بالمئة من هذه المؤسسات تعمل بكفاءة 50 بالمائة فقط.
رغم قسوة هذا الخبر، وفظاعة الارقام الواردة فيه، وبشاعة الحالة الانسانية المتردية التي يعيشها الشعب اليمني، الا انها لم تقف عائقا امام رموز “الشرعية” في اليمن وهم يتصارعون على السلطة، فهناك اخر اخر ومن اليمن ايضا يقول: ان الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي، اطاح بنائبه ورئيس وزرائه خالد بحاح، وعين مكانه شخصيتين لا تتمتعان بإي شعبية تذكر في اليمن فحسب ،بل تعتبران (((((مثيرتين ))))) للجدل والخلاف.
فقد قرر منصور هادي وبشكل مفاجيء تعيين علي محسن الاحمر نائبا للرئيس، واحمد عبيد بن دغر رئيسا للوزراء، بدلا عن خالد بحاح الذي كان يشغل المنصبين في آن واحد، الامر الذي اكد ما كان يذهب اليه المراقبون للشأن اليمني، حول وجود صراع بين هادي وبحاح على السلطة، كما اكد وجود نوايا سعودية لليمن لمرحلة ما بعد الحرب.
قرار هادي نقله التلفزيون اليمني الرسمي، ووكالة سبأ الحكومية، مساء الأحد 3 نيسان / ابريل، وجاء فيه: أن “قرارا جمهوريا، قضى بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيساً للحكومة، خلفا للمهندس خالد بحاح، الذي تم تعيينه في منصب مستشار الرئيس“.
وعزا القرار تعيين “بن دغر”، إلى “الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة، خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة الشعب وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته”.
المراقبون للشأن اليمني يرون في فحوى قرار هادي ورد فعل بحاح على القرار، كشفا عن حجم الصراع الدائر بين رموز “الشرعية” على السلطة، فهؤلاء المراقبون يستغربون عزل هادي لبحاح بذريعة عدم الكفاءة، بينما يتم الابقاء على الوزراء الذين اختارهم بحاح، بينما المعمول به في مثل هذه الحالات، اقالة الحكومة برمتها وليس رئيس الحكومة فقط، الامر الذي يؤكد ان بحاح هو المستهدف شخصيا، وليس اداء حكومته.
وحول رد فعل بحاح على قرار عزله، كتبت صحيفة ”راي اليوم” نقلا عن مصدر وصفته بانه مقرب من بحاح قوله: ان بحاح فوجيء بقرار اقالته، ونقل عن بحاح وصفه لقرارات هادي بانها “انتحارية، وان اليمنيين سيدفعون ثمنا باهظا في الايام والاسابيع المقبلة من جرائها”، واضاف “ان هادي تصرف انطلاقا من دوافع شخصية وانانية صرفة، وانه فقد الاهلية السياسية والعقيلة لاتخاذ قرارات مصيرية من هذا النوع″، واختتم تصريحه بالقول “ان بحاح نفى نفيا مطلقا ان يكون قرار اقالته جزءا من اي صفقة او تسوية تضمن له دورا سياسيا في المستقبل المنظور.
ذهب المراقبون للشأن اليمني مذاهب شتى حول الاسباب الحقيقية وراء قرار هادي بتعيين الاحمر وبن دغر في المنصبين الثاني والثالث في هرم السلطة في اليمن، الا ان جميع هؤلاء (المراقبين) اتفقوا على ان القرار ” أمر” سعودي صدر لهادي، وليس امامه من خيار سوى التنفيذ، ولكن بعض هؤلاء المراقبين رأى ان القرار كشف عن جانب من الصراع الدائر بين السعودية والامارات، التي لا تكن للاحمر اي ود، بسبب انتمائه الى حزب الاصلاح الفرع اليمني للاخوان المسلمين، وبالتالي تكون السعودية سدت الطريق امام الامارات للتاثير مستقبلا على الاوضاع في اليمن لمرحلة ما بعد الحرب.
هناك من راى ان الهدف من هذا القرار هو زرع بذور الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، بغض النظر عن نتائج المفاوضات اليمنية التي ستستضيفها الكويت في 18 نيسان / ابريل الحالي، فشخصية مثل الاحمر المتورطة في العديد من الحروب التي شنت على الحوثيين في الشمال وعلى الجنوبيين، لا يمكن ان تساعد على دفع الامور في اليمن نحو الهدوء والاستقرار، اذا ما اضفنا الى طبيعة الاحمر المتسلطة والمهووسة بالسلطة.
اما بن دغر، الذي طرده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من حزب المؤتمر، لتاييده العدوان على اليمن، فهدف تعيينه، هو شق صف حزب الرئيس السابق صالح، وتفجيره من الداخل، رغم ان كل الشواهد تؤكد ان بن دغر لا يمتلك (المؤهلات) التي تمكنه من منافسة صالح وشق حزبه.
من الواضح ان الجهات التي تقف وراء قرار هادي، تهدف الى مواصلة الحرب على اليمن ولكن بشكل اخر، فمن المؤكد انه حتى لو توقفت الحرب، فان وجود مثل هذه الشخصيات التي اختارها هادي ستدفع بالامور في اليمن الى الفوضى والاقتتال، لاسيما لو اخذنا بنظر الاعتبار وجود المغريات المادية، والتحريض الخارجي، والاطماع الحزبية والفئوية، والفلتان الامني، والجماعات التكفيرية.
- سامي رمزي – شفقنا