الخبر وما وراء الخبر

“الرئيس الصماد” حارس البحر الأحمر الأول

28

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
20 فبراير 2024مـ -10 شعبان 1445هـ

بقلم// بشرى خالد الصارم

”  مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف وأعز من كل مناصب الدنيا ” في ذكرى استشهاد أبو الفضل الرئيس الشهيد /صالح علي الصماد سلام ربي عليه، نستذكره وهو الحاضر الموجود بيننا وفي وجداننا، وفي مسيرة شعبنا وجهادنا، نستذكره كنموذجٍ إيماني يجسد هوية شعبه ومجاهديه، والانتماء لشعبه، نموذجاً للصدق والوفاء والإيمان والتضحية والصمود، نموذجاً في سعيه لإرضاء الله ورسوله وبما فيه خدمة لشعبه ومناصرة لقضايا الأمة وعلى رأسها قضية ومظلومية فلسطين.

الشهيد الصماد سلام ربي عليه ورضوانه من قبل مسؤوليته في الرئاسة وأثناء تحمله لهذه المسؤولية كان منطلقه إيماني هو ذلك الشخص الذي كان قبل تحمل مسؤولية الشعب هو ذاته بعدما أصبح رئيس لم تتغير نظرته ولم يغريه المنصب ولم يغيره منطلقه الإيماني بعيداً عن السعي لملذات الدنيا ومطامعها، وفي موقع الرئاسة كان يحمل روحية الجندي مع الله سبحانه وتعالى ومع شعبه ومع أمته، ويرى ذلك الموقع ماهو إلا موقع لتحمل المسؤولية مابينه وبين الله أولاً وبين شعبه وأمته ثانياً، فكان ينطلق وهو يستشعر أنه في موقع مسؤوليةٍ عمليةٍ يخدم بها شعبه ووطنه وليس في مقامٍ معنويٍ يستغله للمكاسب الشخصية أو الأهداف الشخصية أو التوجهات الشخصية، ولذلك كانت وتيرته في العمل الدؤوب بالاستعداد العالي والجهوزية الدائمة للتضحية، وهو الذي كتب وصيته عدة مرات.

كان يبني ثباته الحقيقي من خلال منطلقه الإيماني والمصداقية في كل المراحل والظروف، لأن منطلقه مبني على أساس قوي وصحيح وعلى مبادئ وقيم راسخة وثابتة، فقد تميز الشهيد الرئيس بثباته وبوفائه وفي المرحلة الصعبة  والتحديات الكبيرة كان حاضراً بشكل  أكبر متفانياً وباذلاً لجهده في الأوليات المهمة، وأولها: التصدي للعدوان في مرحلة من أكبر مراحل التصعيد من تحالف العدوان، وحملاته الهادفة إلى السيطرة على محافظة الحديدة فكان الرئيس الشهيد رضوان الله عليه حاضراً في تحشيد الشعب، وفي تفعيل القدرات الرسمية والشعبية والدفع بها نحو تصدي العدوان، فقد كان يلحظ الرئيس الشهيد  عند تحمله للمسؤولية ثلاث نقاط مهمة أولاً: سعيه في تفعيل القدرات والإمكانات الرسمية في التصدي للعدوان، وثانياً : علاقته القوية مع شعبه والوسط الشعبي فقد كان يُفعّلها بشكل تام للتعئبة العامة  ثالثاً :  قدرته الفائقة في عملية توحيد الصف الداخلي الوطني وجمع المكونات المختلفة والتيارات بمختلفها لهذا الشعب، فكان مهتماً بهذه الثلاث النقاط المهمة وتفعيل الإمكانات والقدرات والجهات الرسمية والشعبية، والسعي  للحفاظ على الجبهة الداخلية، ودوره الفاعل هذا أسهم في استهداف العدوان له لما كان له تأثير قوي وحاضر في تحمله للمسؤولية.

كل الحملات التي كان يستهدفها العدو الأمريكي ومنها حملة استهداف محافظة الحديدة كانت تتم بإشراف أمريكي واستشهاد الرئيس/ الصماد كان عبارة عن استهداف واستشهاد الحارس الأول للبحر الأحمر وللحديدة، حيث أن الأمريكي كان يأمل أن استهدافه للرئيس الصماد سيكون له تأثير يعكس من إرادة الشعب  ويوهن من عزمه ويضعفه، ويهيء تنفيذ عمليات على مستوى أوسع في احتلال الوطن، ولكن النتيجة كانت معاكسة تماماً، بالرغم عندما نستذكر هذه الجريمة التي استهدفت هذا الرجل العظيم المجاهد كان أثرها عميق على قلوب الشعب وكان تفاعله كبير  وذلك من خلال تأثيره وعزيمته وإباءه.

استشهد الرئيس الصماد وهو يدافع عن بلده في سبيل الله عز وجل، في التمسك بقضيته العادلة،في سعيه الجاد لمواجهة حملات العدوان والأعداء وتصعيدهم، فكسرت مساعي الأعداء في كسر عزيمة هذا الشعب الذي عزيمته كانت نتاج ومنبع من دروس ومواقف الرئيس الصماد.

في ذكرى استشهاده نستذكر مظلوميته ومظلومية هذا الشعب، وهذه المظلومية هي من دفعت الرئيس الصماد وكل الشهداء إلى التحرك الجاد والاستعداد التام للتضحية، والتحرك في مواجهة العدوان والتصدي له بكل جهد وعزيمة وثبات، فكان الرئيس الشهيد رضوان الله  عليه نموذجاً في الصدق مع الله والوفاء لشعبه والتحرك الجاد ضمن الأولوية في التصدي للعدوان، أيضاً كان نموذجاً راقياً في تحمل المسؤولية فقد كانت روحيته روحية مجاهد، ومواطن عادي وليس روحية رئيس جمهوية فقد كرس مسؤوليته في أن يكون خادماً للمجاهدين وخادماً لشعبه وأبناء بلده، ولم تتغير هذه الروحية،يحمل التواضع يحمل الاهتمام في تكثيف اللقاءات بالناس وحضوره ونزوله الدائم للجبهات ومشاركتهم لحظاتهم، فاتجه بكل صدق وتحمل مسؤولية ليلاً ونهاراً وليس فقط في دوام محدود، بل وهب كل وقته لأداء هذه المسؤولية ولهذا العمل.

أيضاً كان يتصف بسعة الصدر لكل مشاكل الدولة بمؤسساتها ووزاراتها حيث كانت عبارة عن شبه مؤسسات وشبه وزارات فكثف سعيه الدؤوب للسعي في تصحيح الوضع والنهوض بهذه المؤسسات والوزارات إلى مكانها المرموق من واقع المسؤولية والصمود والمثابرة وأعظم ماتم إنجازه الشهيد الرئيس هو الحفاظ على العمق الإستراتيجي لهذا البلد وسيبقى هذا الإنجاز إرث لنا كشعب ومجاهدين ومواطنين ماحيينا، والسعي إلى إكمال طريقه وإنجازه ومشروعه لبناء دولة ( بيد تبني ويد تحمي) فقد كان نعم رجل المسؤولية ، فرؤساؤنا ليسوا كأي رؤساء وقاداتنا ليسو كأي قادة.