الخبر وما وراء الخبر

منظمات حقوقية: مداهمة المستشفيات جريمة إسرائيلية لتكريس الإبادة الجماعية

5

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
18 فبراير 2024مـ -8 شعبان 1445هـ

قالت مؤسسات حقوقية فلسطينية إن قوات العدو الإسرائيلي مستمرة في ممارسة جريمة الإبادة الجماعية، بما في ذلك قصف المستشفيات وتعريض حياة المرضى للخطر واستهداف المدنيين والأطقم الطبية دون أي اعتبار للتدابير الطارئة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.

وعبرت المؤسسات في بيان لها عن قلقها البالغ على حياة المئات من المرضى وأفراد الطواقم الطبية والنازحين/ات، داخل مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس، جنوب قطاع غزة، بعد مداهمتهما من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في إطار الاستهداف الممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن مداهمة قوات العدو الإسرائيلي للمستشفيين خلال الأيام الماضية، جاءت بعد أسابيع من محاصرتهما واستهدافهما المتكرر بالقصف وإطلاق النار، كامتداد لهجمات مماثلة طالت جميع المستشفيات العاملة في غزة وشمالها.

ونبهت إلى أن قوات العدو احتجزت يوم الجمعة 16 فبراير الجاري، قافلة مساعدات من منظمة الصحة العالمية على بعد 50 مترا من المجمع لأكثر من 7 ساعات.

ومنذ 22 يناير الماضي، وإثر توسع الهجوم البري لقوات الاحتلال إلى غرب خانيونس، وإصدارها المزيد من أوامر التهجير للمنطقة التي تضم مستشفى ناصر وسعته 475 سريرا، ومستشفى الأمل وسعته 100 سرير، والمستشفى الميداني الأردني وسعته 50 سريرا، ومستشفى الخير، و3 عيادات صحية، فرضت تلك القوات حصارا على هذه المؤسسات الصحية التي كان أغلبها يضم آلاف النازحات والنازحين بالإضافة للمرضى، وفق البيان.

 

وفي اليوم نفسه داهمت قوات العدو مستشفى الخير، الذي تديره جمعية خيرية، وأمرت النساء والأطفال بالنزوح تجاه رفح، واعتقلت عددًا من الطواقم الطبية منه، وأخرجته عن الخدمة بالكامل.

وعلى مدار الأيام التالية استمرت قوات الاحتلال في إطلاق القذائف المدفعية وإطلاق النار من القناصة وطائرات كواد كابتر، تجاه مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين/ات، وتحولت ساحات المستشفيين لمقابر مؤقتة.

وبينت أنه في 14 يناير/شباط 2024، أحكمت قوات العدو حصار مجمع ناصر الطبي، ووصلت الدبابات الإسرائيلية إلى أبوابه، وأجبرت آلاف النازحين/ات داخله على مغادرته. وخلال هذا اليوم أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية النار تجاه غرفة الأطباء بقسم الجراحة في الطابق الثالث وأصابت أحد الأطباء بجراح متوسطة.

ووفق وزارة الصحة، فإن المجمع كان يضم في ذلك اليوم 190 من الطواقم الطبية والإدارية و299 من أفراد عائلاتهم، و273 مريضا/ة لا يستطيعون الحركة، و327 مرافقاً/ة. وكان من بين المرضى 18 مريضا/ة في قسم العناية المركزة و3 أطفال في الحاضنة و35 مريض/ة غسيل كلى. كما تواجد به نحو 1,500 نازح/ة، طالبتهم قوات الاحتلال جميعاً بالإخلاء.

وفجر اليوم التالي، داهمت قوات العدو -المجمع الطبي وسط إطلاق نار، وحولته إلى ثكنة عسكرية بعد هدم السور الجنوبي والدخول منه، وأجبرت من تبقى من النازحين/ات وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من داخله تحت القصف والتهديد، بعد تدقيق هوياتهم، واعتقالها عددًا منهم. وأسفر إطلاق النار تجاه قسم العظام عن استشهاد أحد المصابين في المستشفى وإصابة العديد من المرضى.

وتسبب الاستهداف الصهيوني بتلف أنبوب الأكسجين وتسربه مما أدى إلى انخفاض ضغط الأكسجين في مجمع ناصر الطبي وخاصة في قسم العناية المركزة وتعرض المرضى للخطر.

 

كما استهدفت قوات العدو مقر الإسعاف ودمرت سيارتي إسعاف، وجرفت خيام النازحين/ات وشرعت بتجريف ونبش المقبرة المؤقتة التي أقيمت في ساحة المجمع لدفن الشهداء والموتى في الأسابيع الأخيرة إثر حصار منطقة المقابر.

وأفادت وزارة الصحة أن العدو الإسرائيلي طلب من إدارة مجمع ناصر الطبي نقل كل المرضى بما فيهم مرضى العناية المركزة والحضانة إلى مبنى ناصر القديم بما فيهم 6 مرضى ممن هم على التنفس الصناعي. كما شرعت بمداهمة أقسام المجمع بما فيها مبنى الولادة وبدأت بتفتيشها.

ووفق وزارة الصحة، فإن قوات العدو أجبرت إدارة مجمع ناصر الطبي على وضع 95 كادرا صحيا و11 من عائلاتهم و191 مريضا و165 من المرافقين/ات والنازحين/ات في مبنى ناصر القديم في ظروف قاسية بلا طعام وبلا حليب أطفال ونقص حاد في المياه.

وفي يوم الجمعة 16 فبراير الجاري، أعلنت وزارة الصحة توقف المولدات الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مجمع ناصر الطبي، ووفاة 5 مرضى، منهم 3 نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف الأكسجين عنهم.

وفي اليوم نفسه، أجبرت قوات العدو النساء والأطفال والمرضى الذكور الذين يستطيعون الحركة ومرافقيهم على الانتقال من مبنى ناصر القديم دون أمتعة إلى مبنى الولادة الذي حولته إلى ثكنة عسكرية.

وأفادت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز عددا كبيرا من أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين/ات في مبنى الولادة وتخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية، واعتقلت العشرات منهم، فيما تبقى 5 من الطواقم الطبية مع 120 مريضا/ة في مبنى ناصر القديم بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أكسجين. وذكرت أن الاحتلال الاسرائيلي يمنع إخلاء الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى من أجل إنقاذ حياتهم.