غزة، ويلٌ للمسرفين بصمتهم
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
14 فبراير 2024مـ -4 شعبان 1445هـ
بقلم// إحترام عفيف المُشرّف
إِذا خَـــانَ الأميرُ وكاتباهُ وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ
فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّــمــاءِ
الويل وما أدراكم ماهو الويل: يروى في الأثر أنه وادٍ في جهنم تستغيث منه جهنم، وهاهو الويل مستعر وملتهب على كل من سكت وتغافل عن ما يحدث في غزة من مجازر وإبادة وتطهير عرقي وتدمير لكل مايدب عليها وتعذيب ينصهر منه القلب كمدا للأسرى وتجريدهم من ملابسهم في محاولة لإذلالهم وهم المكبلين الشامخين أمام عدوهم الخاضع الذليل.
حتى الشهداء في روضاتهم طالتهم يد المعتدين الويل لكل من سكت عنما يحدث في غزة وداهن العدو الصهيوني، الويل لمن نسى أن الأرض دائرية وأن الطعنة التى رأها توجه إلى غزة وسكت عنها ستعود إليه ذات يوم بنفس القوة والحدة فقانون الدوران لن يستثني أحد.
الويل لجامعة الدول العربية التى لم تحرك ساكنا عنما يحدث لدولة عربية، الويل لكل التجماعات الإسلامية عن سكوتها لمايحدث لدولة إسلامية فيها أقدس مقدسات المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي ومحطة معراجه.
الويل للحكام المحكومين في قصورهم الخاضعين المتقزمين أمام اليهود المتأسدين أمام شعوبهم، الويل للشعوب المدجنة لإرادة حكام قد انسلخوا عن دينهم وعروبتهم ولا يثورون عليهم لنصرة غزة وأهلها.
الويل لكل إعلامي أو صحفي أو صاحب قناة ولم يسخر قلمه وقناته وقلبه لإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني، الويل لكل محامي أو حقوقي أو فنان أو شاعر ولم يتطرق لمايحدث في غزة من إبادة، الويل للمنظمات الحقوقية من إضاعة حق الفلسطينيين، الويل للتجّار إن لم يقاطعوا بضائع المعتدين ومن يساندهم في إراقة دم الفلسطينيين.
الويل كل الويل للعلماء الذين أفتوا وشرعو وجوب الجهاد في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان ولبسوا ثوب الشيطان الأخرس، ولم ينتصروا للأقصى الشريف ولا لغزة هاشم.
الويل لمن بارك التحالف الأمريكي البريطاني على اليمن في السر أو في العلن تبجح وأعلن تأيده من فوق الطاولة أو تثعلب وأيدهم من تحت الطاولة لا لشيء سوى أن اليمن لم يسكت عنما يحدث في غزة ولم يلتزم الصمت مثلكم.
الويل لمن نسي حصار غزة ومنعها من ضروريات الحياة من ماء ودواء، وأولى جهده وإهتمامه لفك الحصار عن إسرائيل وجعل لها جسرا بريا تنقل به بضائعها القادمة من الشرق بمساعدة من الإمارات والسعودية والأردن وإن كانت على استحياء وذلك بنقلها إلى ميناء جبل علي في دبي، ويتم نقلها بعد ذلك برا عبر المملكة إلى ميناء جدة، وبعد ذلك إلى إسرائيل أو من جبل علي إلى المملكة ومن بعدها إلى الأردن ومنها إلى إسرائيل في حماية واضحة لاستمرار الحياة في كيان العدو، ويل لمن جند نفسه لخدمة إسرائيل وتعالى واستعلى عن غزة وأهلها.
ويل للمترفين في عيشهم المحتفلين بأعيادهم في حين قد وصل فيه شهداء غزة الـ30 ألف شهيد والـ80 ألف جريح. 70% منهم أطفال ونساء، ويل للمتعالين في البنيان والأبراج وقد هدمت البنية التحتية لغزة ودمرت حوالى 60% من المباني و 95% من المستشفيات و 60% من المدارس وقتل أكثر من 300 صحفي و صحفيّة و أكثر من 1000من الطواقم الطبية و حوالي 2000من الدفاع المدني وشردوا من منازلهم أكثر من مليون و 800 ألف مواطن إلى جنوب القطاع.طبعآ هذه الارقام حتى تاريخ كتابة هذا المقال وهي في وتيره وتصاعد مستمر
ويل لكل من يشاهد ويسمع ويرى مايحدث في غزة ويسكت ويدس رأسه في تراب الذل والمهانة، الويل من دمائهم النازفة ومن أشلائهم المتناثرة ومن دموعهم المنهمرة، الويل لكم من خذلانكم لغزة، وويل لمن تخطى مرحلة الخذلان إلى مساعدة المعتدين، ويل لكم أنكم لم تعطوهم السلاح وتؤازروهم وتقفوا معهم، وصبت عليكم اللعنات أن يموتوا من الجوع والعطش وأنتم مطبقون في صمتكم، الويل لكم من مشهد يوم عظيم يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين.