الخبر وما وراء الخبر

خروج يماني مليوني كل جمعة.. غزة في قلب اليمن

13

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

8 فبراير 2024مـ -28 رجب 1445هـ

يستمر اليمانيون في الخروج المليوني يوم الجمعة من كل أسبوع بالعاصمة اليمنية صنعاء وعموم المحافظات تنفيذاً لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- نصرة لسكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية من قبل كيان العدو الصهيوني على مدى أكثر من 4 أشهر.

وانفرد الشعب اليمني على سائر شعوب العالم في تأييده ومناصرته للقضية الفلسطينية، واستنكاره لما يحدث في غزة، حتى أصبحت يوم الجمعة كأنها فريضة دينية لا يكتمل ايمان المرء إلا بتأديتها، في خطوة تدل على أصالة الشعب اليمني، وتميز مواقفه منذ لحظة بدء العدوان وتأثيرها المهم في استنزاف العدو عسكرياً واقتصادياً، رغم كل أشكال العدوان والحصار والتهديدات.

ويقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان إن الخروج المليوني المستمر لشعبنا اليمني في كل جمعة من الأسبوع نصرة واسناداً لإخواننا في غزة ضد كيان العدو الصهيوني هي الميزة الاستثنائية التي يتميز بها شعبنا عن باقي شعوب الأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أنه ليس بالغريب عن شعبنا العزيز تصدره المشهد العام في مسيراته المليونية، كونه يتحرك من عمق القضية ومسائلها العظمى والقيم الإيمانية والانسانية التي تفرض عليه الاستجابة الفورية والتحرك العملي.

ويوضح عثمان في تصريح خاص لصحفية “المسيرة” أن شعبنا من خصائصه أنه شعب الإيمان والحكمة، وموقفه الداعم لفلسطين وغزة ليس مجرد موقفاً تعاطفياً مؤقتاً، بل أنه موقف مبدئي إيماني ثابت يأخذ الواقع العملي.

ويضيف: “فمن خلف هذا الموقف مئات الفيالق من المقاتلين اليمنيين الذين يتشوقون على أحر من نار لخوض معركة تحرير فلسطين والقتال جنباً إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين ومقاومتهم. إلا أن العوامل الجغرافية تقف مانعاً رئيسياً أمام فيالق شعبنا للوصول إِلى حدود فلسطين المحتلة.

ويتابع حديثه قائلاً : “لذلك يخرج شعبنا اليمني بشكل مليوني وأسبوعي للتظاهر والانفاق بكل ما يستطيع دعماً لغزه وإعلان التفويض الكامل لقائده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- في خوض كل خيارات المواجهة الاستراتيجية ضد كيان العدو الصهيوني، حتى يتوقف العدوان الوحشي على غزه وينكسر كيان العدو الصهيوني.

ويوضح أن شعبنا في مواقفه ومسيراته الاستثنائية يعتبر تجلياً لعمق الايمان والتضحية والإنسانية والقوة التي تواجهه اليوم أئمة الكفر أمريكا واسرائيل وبريطانيا، مضيفاً أن شعبنا حجة كاملة على باقي شعوب أمتنا العربية والإسلامية التي مازالت تتعامل إلى اليوم ببرودة أعصاب، وتبلد وانبطاح مخزي أمام المذابح الجماعية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق سكان غزة.

 

التزام وموقف ثابت

 

إن الثورة الأخلاقية والإنسانية للشعب اليمني بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ظل العدوان الصهيوني وجرائمه ومجازره المتواصلة على قطاع غزة يقدم الكثير من الدروس والعبر في مرحلة حساسة لمواجهة قوى الاستكبار العالمي غير آسف لما يتعرض له من عدوان أمريكي بريطاني مباشر، مواصلاً الخروج للساحات كونها تعد من أهم العوامل المساعدة والممكنة لشعوب أمتنا التي يجب أن تتحرك فيها وتصدر مواقف مشرفة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أنيس الأصبحي إن التزام الشعب اليمني العظيم للجمعة ال16 على التوالي تحت شعار “اليمن وفلسطين خندق واحد” على التوالي بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، وخروجه في جميع المدن وتقاطر مئات الآلاف؛ بالملايين إلى الميادين في تظاهرات ضخمة قل نظيرها تأييداً ومناصرةً للمقاومة الفلسطينية، تزامناً مع ردود عسكرية على العدو الصهيوني وحلفائه، وتفويضاً لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

ويؤكد الأصبحي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن شعبنا اليمني المسلم العزيز، وانطلاقاً من هويته الإيمانية، متمسكٌ بهذا الموقف، وثابتٌ عليه، وهو حاضرٌ في الساحات، وفي كل المناسبات، للتعبير عن هذا الموقف، ولم يتراجع عن ذلك، بالرغم من حجم العدوان والاستهداف، وهو يسعى عملياً، للإسهام بكل ما يمكن، في سبيل أداء واجبه الإيماني، في الجهاد في سبيل الله تعالى، والمشاركة مع أحرار الأمة، في المعركة الحاسمة.

ويشير الأصبحي إلى أن المشروع القرآني المبارك، الذي أسسه، وأرسى دعائمه، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- يعتبر الجهاد ضد العدو الصهيوني وضد الهيمنة الأمريكية، مرتكزاً أساسياً للمشروع وذخراً للقضية الفلسطينية وهزيمة للمشروع الصهيو أمريكي ومشاريع التطبيع ، وعاملاً مهماً في نهضة الأمة، وتغيير واقعها، وذلك من خلال الرؤية القرآنية، التي ترتقي بالأمة في وعيها، وتربي الأمة على الإحساس بالمسؤولية، وتحيي الروح الجهادية، وتنتقل بالأمة، من حالة الجمود، وتلقي الضربات، إلى موقع الفاعلية، والموقف، والعمل، والتحرك الجاد في كل المجالات، بوعيٍ ورشاد”.

ويقول إن خوف الصهاينة والأمريكيين ظهر جلياً عبر شن عدوانهم على الشعب اليمني لإيقاف ثورته ونهضته وتحركه، وعمله الدؤوب، والشامل، المساهم بشكلٍ فعلي مع أحرار الأمة، وشعب فلسطين، في دحر الصهاينة المغتصبين، المجرمين، واستعادة المقدسات.

ويزيد بالقول: “إنه شعبٌ حي، لم تكسر إرادته مئات الآلاف من الغارات الجوية، ولا الحصار الشديد، الذي يسعى تحالف العدوان إلى أن يجوِّعه من خلاله، ولا حجم الهجمات الإعلامية التضليلية الهائلة، كل ذلك لم يؤثر على مستوى نشاطه، فاعليته، حيويته، شعبٌ حرٌ، حيٌ، أبيٌ، بعزمٍ لا يلين”.

ويؤكد أنّ العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن لن يمنع الشعب اليمني من الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني، بل أنه سيزيده إيماناً وثباتاً على موقفه المبدئي والإيماني، وتحدياً لقوى الغطرسة وثورة أخلاقية وإنسانية دفعت الشعب اليمنى لهذا الحضور المشرف والدائم لإيقاف حرب الإبادة والمجازر البشعة والحصار والتجويع بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة.

ويرى أن الشعب اليمني على الدوام وفي جميع المحطات النضالية الفلسطينية والعربية يدفع أثماناً باهظةً، والآلاف من أبنائه في سبيل تحرير فلسطين والأمة العربية من براثن التبعية والاستعمار والخنوع.