المصاب الجلل والأثر الأجل
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
7 فبراير 2024مـ -27 رجب 1445هـ
بقلم// رؤى الحمزي
والله تهدمت أركان الهُدى من جديد، في تاريخ مفصلي حوّل الكلمة إلى ثورة، والعشرة من القوم المؤمنين إلى الملايين، في قرية صغيرة داخل محافظة هناك نور بين الجبال والكهوف يشع مُزخرف بالعفاف والإيمان والزهد والتولي الصادق لله ولرسوله؛جذب القلة القليلة الخُلص من القوم الذين حوله، قلة فهموا المبدأ وساروا عليه عرفوا القضية ووعدوا أنفسهم أنهم سيحاربون من أجلها…
إمكانيتهم بسيطة، وحياتهم أبسط، عددهم قليل، قائدهم لايقل عن الموصفات أعلاه بشيء، إلا أنه غني بالإيمان والعلم والبصيرة والحكمة، أسس شعار ليس من تلقاء نفسه بل بما أمر الله في محكم كتابه، أيدوه ونصروه أتباعه وأرادوا أن ينطلقوا على أساس توجيه إلهي، ولم يتوقعوا أي ضرر أو سوء يلحق بهم فانتشروا معه بين أوساط الناس للتوعية بمحاضراته التي تُترجم القرآن عملياً وتبين معانيه…
حدث مالم يتوقع ! حُوربوا وسُجنوا وعُذبوا حتى وصل الحال بالبعض أنه حُرم من عمله ومصدر رزقه! الصدمة كانت سيدة الموقف فلم يتوقعوا ذلك ولو للحظة واحدة، بالمقابل كانت لقائدهم نظرة مختلفة وهو يحثهم على الصبر والتقرب من الله أكثر وطلب العون، فهو كان يعرف أن أمريكا لن ترضَ عنهم وأن حكومات العالم تتبعها أتباع أعمى، فتوقع كل ماحدث وما سيحدث حتى كان يملك بصيرة إلى ماسيحدث بعد عشرات السنين وكل ذلك ذُكر في محاضراته المسجلة ونصل إليها يوم تلو الآخر مع الأحداث المُستجدة…
توسعت دائرة الصراع مع هؤلاء المؤمنون القلة على مدار السنوات وانتهى ذلك باستشهاد ذلك القائد الحر الحنك البسيط الذي لم يملك حتى سلاح غير كتاب الله مُترجماً إياه عملياً، قتلوه مُحاصر في كهف! قُتل غدراً ولم يكتفوا بذلك! بل أخفوا جثمانه الشريف، خافوا منه حتى بعد موته! لعلمهم بقوة قضيته ومبدأه الذي يخافون منه ولعلمهم بأنه جاء ذلك الشخص الذي سيكون زوالهم على يده ولكن لم ينزل ذلك الدم الطاهر على الأرض هباءً منثوراً ولم تنتهِ رحلة الحق ولم يمت ذلك القائد ولم يختفوا أولئك القلة من المؤمنين…
ذلك النور انتشر وأصبح متوهج أكثر، وذلك الدم تمدد إلى الأرض كلها، وتلك المحاضرات دخلت كل بيت، وذلك القائد قاد تلك المسيرة وهو جثة خامدة، وتلك الصرخة رُفعت وتلك القضية انتشرت توالت الأحداث وتوسع الصراع ووصلنا من بعد الضعف إلى القوة، ومن عدم توفر الإمكانات البسيطة إلى صناعة الصواريخ والمسيرات، ومن بعد محاربة العملاء إلى محاربة العدو نفسه، ومن قضية محفوفة بين أهلها وصرخة ينطقها الآلآف، نرى اليوم العالم عرف اليمن واليمنيين وقضيتهم وصرختهم وقوتهم وأمريكا نفسها أصبحت قشة أمام هولاء أتباع ذلك القائد الشهيد السيد/حسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه.
في ذكرى استشهاده المقتول غدراً وهو لايملك ما يدافع عن نفسه وعن أولاده، اليوم تتجدد ذكرى رحيله المؤلمة وهو قائد الملايين وقضيته ومبدأه أصبح مبدأ شعب كامل، وحكومة بأكملها تسير على نهجه ممتلكة قوة عظيمة تُحارب العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وتسعى لإبادة اليهود عن بكرة أبيهم نصرة للإسلام ومقدساته وأهله.