الخبر وما وراء الخبر

“هذه هي المسؤولية الحقيقية”

19

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
2 فبراير يناير 2024مـ -22 رجب 1445هـ

بقلم// بشرى المؤيد

قال رسول الله صلى الله عليه وآله “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”فالمسؤولية ليست بالجلوس على كرسي الحكم أمر ونهى وإصدار قرارات ضد الشعوب.
المسؤولية الحقيقة أن مراعاة الله في كل شيئ و أن تكون القلوب رحيمة على المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوه إلا الله سبحانه. المسؤولية ليست نهب الشعوب وإذلالها وإنما علاقات فيها إحترام متبادل كلا يحترم قوانين الآخر ولا يتعدى حدود ذلك البلد.

المسؤولية هي أن تتخذ قرارات صائبة بحكمة وروية ورشد حتى تتجنب الشعوب ويلات تلك القرارات التي ليست فيها حكمة.

المسؤولية الحقيقية أن تعلم أن سبحانه سيحاسبك على كل صغيرة وكبيرة أضريت بها مواطنيك من أجل مصلحة نفسك لأن الله سبحانه إتخذك مسؤول عليهم تراعي حقوقهم تصونهم توفر لهم ما يحتاجون هي حقوقهم لا تمن عليهم أنت مجرد “خادم” لمصالحهم لا تستكبر عليهم لا تستقوي عليهم كن رحيم بهم كما يرحم الله عباده.

المسؤولية ان تساند المستضعفين أن تكون خير معين لهم حين تراهم يريدون منك العون والمساعده وانت بإستطاعتك أن تعينهم وتكون ظهر لهم في محنتهم ،أن تنصر مظلوميتهم وانت ترى شرار الناس يريدون إبادتهم.

إذا فأين إنسانيتك التي أستأمنها الله ووضعها فيك ،في قلبك،روحك،عقلك أين إنسانيتك التي أستودعها الله فيك أيها الإنسان؟
أين هي الكرامة التي كرمها الله فيك حتى تكون كريما وتجعل كرامتك من كرامتك لأبناء وطنك، أبناء شعبك،أبناء امتك،أبناء عالمك
أين الشعور والإحساس الذي وضعه الله في قلبك كي تحس وتشعر بلالآم الأخرين وتشعر  بحزنهم ينامون في المطر وبرد يلتحف أجسادهم ولا يجدون حتى شقفة خبز  أو حتى حبة أرز يأكلونها
كيف ستأكل وتنعم بطعامك وهناك من يعتصرهم الجوع والعطش والألم ليس فقط في عالمنا العربي ولكن حتى في أي بقعة من بقاع أرض الله فإنسانيتنا لا تنحصر من هم في ديننا فقط الإنسانية جعلها الله في كل قلب خلقه الله على هذه الأرض .

نحن حين نريد ان نعيش بكرامة هي هذه الكرامة التي تشعر فيها بإعتزاز  و لا تمد يدك لأحد،لا تمد يدك لإنسان،لا تنذل في لقمة عيشك. الكرامة التي تجعلك إنسان عزيز مكرم في بلدك لا تهان لا تستعبد لا تخضع لا تذل الكرامة التي خلقها الله في كل إنسان يشعر أنه إنسان كريم مكرم من عند الله.

إذا المسؤولية ليست فقط حين تحكم ولكن المسؤولة في كل شيئ حين تربي،حين تعمل،حين تقاطع البضائع التي بإيراداتها تكون مشارك في ضرب الفلسطينيين،حين تكتب،حين تتكلم،حين تستمع،حين تنظر وحين أيضا تكون مسؤول عن نفسك.

مسؤوول يعني تراعي الله في نفسك وحين يكون الله حاضر في نفسك لن تظلم،لن تسرق،لن تؤذي احد بغير وجه حق،لن تستكبر،لن تعمل إلا بما أمرك الله.

حتى المسؤولية في نيتك في مواقفك في خروجك لنصرة المستضعفين والمظلومين هل تكون نيتك في خروجك ومآزرتك ونصرتك لأخوك المستضعف هل هو كما قال السيد القائد نزهة او تأدية واجب أو مفاخرة أم موقف لله وفي سبيل الله وإعلاء لكلمة الله.

خروج فيه مسؤولية فيه موقف عظيم يبيض الله به الوجوة يوم القيامة.

ولذلك رعى الله من كان يستشعر بمسؤوليته وعظمة ما حمل به ويكون أمينا في تطبيقها والعمل بها بما يرضي الله ورسوله وبما يرضي إنسانيته ، فالمسؤولية إن كنت تقيمها بضمير حي عشت حياة ليس فيها أي تعكير او تأنيب لضميرك “فكن حي الضمير تكن حي بالمسؤولية “