الخبر وما وراء الخبر

اليمانيون في خندقٍ واحد مع فلسطينَ.. انتصارٌ متواصلٌ لـ “غزة”

8

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
27 يناير 2024مـ -16 رجب 1445هـ

تقرير|| – منصور البكالي

يتدفَّقُ الشعبُ اليمني بالملايين إلى الساحات كُـلَّ جمعة على مدى الأشهر الماضية؛ ليعلُنَ دعمَه ومساندتَه للشعب الفلسطيني وما يتعرض له سكانُ غزة من حرب إبادة جماعية من قبل العدوان الصهيوني المتوحش.

ويلبِّي أحرارُ اليمن دعوةَ السيد القائد للخروج المهيب في هذه المسيرات، ليكتمل المشهد، في لوحةٍ يمانية فريدة من نوعها، تجسد عظمة هذا الشعب العظيم، ومدى تلاحمه الكبير مع قائد الثورة السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يسخر كُـلّ طاقات وإمْكَانيات الشعب اليمني للوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين ومساندتهم بالوسائل المتاحة.

ومن بين جموع المحتشدين، يقولُ مدير الشرطة السياحية وحماية الآثار في محافظة ريمة، المقدم ناصر عبد الله الضبيبي: “جئنا إلى ميدان السبعين لنوصل رسالتنا للعالم ونقول لهم بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده، في مواجهة المحتلّ الصهيوني والإجرام الأمريكي، بل إن اليمن مقبرة للغزاة على مر التاريخ”، موضحًا أن اليمن قيادةً وشعباً وجيشاً مع فلسطين وكلّ أحرار محور المقاومة وأحرار العالم، وهم يقفون في خندق المواجهة والتصدي بكل ما أوتوا من قوة.

ويضيف: “نؤكّـد للأعادي أننا ماضون في ترجمة وتحقيق ما قاله الله في كتابه القرآن الكريم عن البحر المسجور: “وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ”، وهذه هي نهايتهم ومصيرهم الذي لا مفر لهم منه، ما لم يعجلوا ويسارعوا في وقف عدوانهم وحصارهم على قطاع غزة”.

ويشير الضبيبي إلى أن “رجالَ الأمن والجيش على أتم الجهوزية وأقصى درجات الاستنفار للتصدي للعدو الصهيوني وتحالف العدوان الأمريكي البريطاني على شعبنا اليمني، وكما جرّعنا العدوان الأمريكي السعوديّ منذ 9 سنوات الهزائم، سنجرع التحالف الجديد من الكأس ذاته ببأس أشد وإرادَة أقوى وأكبر”، داعياً الأحرار في الشعوب والجيوش العربية إلى “اتِّخاذ مواقفَ مشرِّفة في هذه المرحلة”، مؤكّـداً أن “الأحرار عادةً تظهر مواقفهم في الأوقات الحرجة والحساسة، وليس هناك وقت آخر أهم من هذا التوقيت الذي يكون تحَرّكنا فيه ذي جدوى وثمرة، والوقت وقت جهاد”.

الأمّةُ تستعيدُ عافيتَها:

من جهته يقول المواطن مراد أحمد النظاري: “إن اليمن اليوم سخر كُـلّ إمْكَانياته للتصدي للسفن الصهيونية والذاهبة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، في البحرَين الأحمر والعربي، إضافةً إلى السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية، وكلّ من يقف ويساند الكيان الصهيوني المُستمرّ في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والقتل الجماعي، في أبشع صورة لم تسبق في التاريخ”، لافتاً إلى أن “هذه ثمرةٌ عظيمة، ثمرة إيمانية ودينية ما كان لشعبنا الوصول إليها لولا توفيق الله وفضله ومعيته، وقيادتنا الثورية”.

ويضيف النظاري في حديثه لصحيفة “المسيرة” وهو مع أطفاله الثلاثة في ميدان السبعين: “قدمنا إلى هنا بأطفالنا، فهم ليسوا أغلى من أطفال غزة الذين يقتلون بالآلاف، وتبخرت أمامهم كُـلّ المنظمات الإنسانية، والمتشدقة بحقوق الطفل والمرأة، طيلة الأعوام القادمة، وحين كان أطفال غزة هم من يذبحون ويقصفون ويستهدفون وتدمّـر المنازل على رؤوسهم اختفت هذه المنظمات وتلاشت كُـلّ الأصوات والأقلام المأجورة”.

ويواصل النظاري: “من منطلق الاستجابة لله ولرسوله ولدينة وقائد المسيرة القرآنية نعلن النفير العام بأنفسنا وأموالنا وأطفالنا نصرةً لغزة، ولمواجهة الصلف والجرم الصهيوني، وَقدمنا إلى هنا لنقول للأمريكي والبريطاني والصهاينة والمتصهينين: إن العالم مقبل على تغييرات جذرية لن تقف على مستوى اليمن والمنطقة العربية فقط، بل ستشمل النظام الدولي والمنظومة الدولية التي تخلت عن غزة وفلسطين وصمت آذانهم وأعمت عيونهم أمام ما يرتكب من الإبادة الجماعية بحق أهلنا وإخواننا فيها”.

ويسجل الشعب اليمني حضوراً استثنائيًّا، في يوم الجمعة من كُـلّ أسبوع، وهو حضور لا مثيل له في العالم، في رسالة تؤكّـد عدم ملل أَو تعب الشعب اليمني لمناصرة الشعب الفلسطيني، وهي مسيرات تعيد للأُمَّـة عافيتها وكرامتها وقيمتها بين الأمم.

ومن بين الجموع المحتشدة يخترق الجريح محمد أحمد علي اليافعي، الصفوف، وهو يعاني من آلام في عموده الفقري، ومن شلل في قدميه؛ بسَببِ إصابة تعرض لها خلال العدوان الأمريكي السعوديّ في جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة عام 2020م.

وخلال مشاركته في مسيرة، الجمعة الماضية، يقول اليافعي: “صحيح قد نفقد بعضاً من عافيتنا لكن كُـلّ ذلك مقابل أن تستعيد الأُمَّــة عافيتها، فنحن نقدم التضحية والفداء في سبيل الله لكن الثمن هو عزة وكرامة الأُمَّــة، وهذا ما نلمسه اليوم في واقع شعبنا وموقفه العظيم تجاه إخواننا في قطاع غزة”.

عباراتٌ عميقة ودروس عظيمة يتحدث بها لسان الجريح اليافعي لم يسبق للكثير من المنعمين بصحتهم التفكير بها، ووقعها ودقتها ووصفها يقرب المشهد كما هو ويسرع حركة عقارب الساعة، ويختصر الزمن لرسم مستقبل الأُمَّــة؛ وهو يؤكّـد جهوزيته واستعداده لخوض المواجهة، ولو تحولت جمجمته إلى عبوة ناسفة أَو لغم بحري، أَو يتحول ما بقي من جسده لعملية فدائية تفتك بسفن وبوارج وأساطيل العدوّ الأمريكي والبريطاني في البحرَينِ العربي والأحمر، مُشيراً إلى أن “كُـلّ الجراحات تهون وأكبر جراح في قلبه هو الجرح الصهيوني الموجود في جسد الأُمَّــة”.

ويزيد اليافعي: “نعم لدينا قوات بحرية وبرية وجوية هي اليوم قادرة بفضل الله وعون الله على دك حصون وعروش الظالمين والطواغيت، ومن كان يتخيل أن اليمن المحاصر والمعتدى عليه منذ 9 أعوام بات اليوم يغرق بوارج وأساطيل وسفنًا، هذه نعمة الله، هذا وعد الله، هذه ثمرة الثقة بالله، وما زرعته الثقافة القرآنية في نفوس المجاهدين”، موجِّهاً رسالةً إلى الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين ومن يتعاون معهم من دول الخليج والحكام العرب، بقوله: “البحر الأحمر سيكون مقبرتهم ونهايتهم الحتمية، وكما كانت ولا تزال اليمن مقبرة للغزاة على مر التاريخ، فهذه معركة اليمنيين الذين انتظرناها منذ زمن طويل”.

أمريكا ستندم:

من بين الحشود أَيْـضاً كان مالك السرحي، يحمل على كتفيه لوحة مكتوب عليها “أمريكا أم الإرهاب” وشعار الصرخة (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

ويقول بلهجته العامية “ودَّفت أمريكا، وستلقى على أيادي شعبنا اليمني وجنود أبي جبريل نهايتها ومصيرها، ولن تقوم لها قائمة بعد معركة “طُـوفان الأقصى” الممتدة إلى البحر الأحمر والعربي وباب المندب”.

ويتابع السرحي: “العدوان الأمريكي السعوديّ على شعبنا اليمني عبارة عن دورة تدريبية وتأهيلية، وهو يستعد لخوض هذه المعركة الأهم، والأكبر والمواجهة المباشرة مع رأس الشر وجنود الشيطان أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، بل نشعر بأن هذه المعركة نعمة يريد الله بنا وبقيادتنا وشعبنا أن نسحق الطغيان ونغرقهم، وننهي فسادهم وتجبرهم بحق المجتمع البشري”.

ويؤكّـد السرحي شوقَه الكبير ومعنوياته العالية لخوص المعركة ومعه كُـلّ أحرار الشعب اليمني، شاكراً للقيادة الثورية والسياسية اهتمامهم واستمرارهم في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق.