مشاركة جماعة أنصار الله في حرب غزة بين المكاسب الدنيوية والاخروية..
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
26 يناير 2024مـ -15 رجب 1445هـ
بقلم// د. حمود النوفلي
يحاول أعداء اليمن وبعض الخصوم السياسيين بالداخل تشويه صورة مشاركة جماعة أنصار الله في نصرة غزة، ويقولون إن هذه يهدف إلى تلميع صورته فقط، وليس بهدف مناصرة غزة!
وعندما نأتي لتفكيك هذه التهمة سنجد أنها تهمة واهية ساذجة لا تنطلي إلا على جاهل.
لماذا؟
لأن جماعة أنصار الله قبل حرب غزة حققوا انتصار وإنجاز سياسي كبير تمثل في وقف الحرب لما يقارب عامين، وقبول من يحاربهم الحوار معهم، والقبول برفع الحظر وفتح المطار والميناء ودفع الرواتب وتمت له المصالحة مع خصومه بالداخل وكانت على وشك التوقيع عليها، ولديه قدرات عسكرية تتفوق على خصومه، وامريكا لا تضعه في قوائم الارهاب ولا تفرض عليه عقوبات، وتم القبول به في الامم المتحدة كمكون سياسي رئيس من خلال مبعوث الامم المتحدة.
واستطاع أن ينتزع عدم تقسيم اليمن وعدم احتلال شبر منها، وخروج أي قوات اجنبية منها،
ولديه حاضنة شعبية كبيرة، وانتصار كبير بعد حرب 8 سنوات.
لأجل غزة ماذا خسر؟
قرر التضحية بكل تلك الامتيازات لأجل نصرة غزة، وهو يعلم أنه سيتضرر كثيرا، نعم بمقاييس الضرر فهو فتح على نفسه حرب مع أقوى دول بالعالم امريكا وبريطانيا،
وهذا سيعرّض قواته للتدمير مما سيسهل على خصومه بالمنطقة أو بالداخل القضاء عليه، وتعرض لعقوبات دولية، وتعرض أن يوضع في قائمة الارهاب، وهذا يحرمه من المشاركة السياسية، وتعرض لهجوم من خصومه بالداخل، ورجع من الصفر في ملف المصالحة الذي تم تجميده بسبب مشاركته بالحرب،
وتعرض لضربات قوية يعلم هو أنه لا يوجد لديه النظام الدفاعي لردها، وخسر عدد من رجاله في حربه مع امريكا، وجعل بعض دول العالم تتخوف من وجوده في السلطة والسيطرة على باب المندب، وفتح على نفسه حرب مع الكيان الصهيوني الذي دول عربية وإسلامية بالمنطقة لا تجرؤ أن تطلق عليه صاروخ، وخسائر كثيرة تعرض لها، بالإضافة للحصار والعقوبات التي ستأثر على المعيشة لدى شعبه اليمني.
لماذا إذاً اتخذ هذا القرار؟
كما وضحت لكم لا يوجد عاقل يحسب الخسارة والربح بمعايير دنيوية سواء السياسية أو العسكرية أو المالية أو أي معيار دنيوي سيتضح له أن جماعة أنصار الله خسرت بقرارها هذا كل وليس بعض الجوانب الدنيوية، ورمتها خلف ظهرها ولم تبالي بها،
نعم رأت أن الجوانب الاخروية هي أسمى وأبقى، وأن مناصرة أهل غزة يفرضه الواجب الشرعي والاخلاقي والإنساني لكل مقتدر، وأن من ينصر مظلوماً فالله سينصره ولو خسر كابتلاء بعض الجوانب الدنيوية،
فإنه كسب الجنة ونعيمها، وكما قال السيد عبدالملك بأن أي عذاب دنيوي نتعرض له أهون لنا من عذاب نار جهنم بالآخرة، فألم قذيفة تؤدي للموت لن يدوم دقيقة بينما لو هادنّا قوى الشر والظلم والطغيان للمحافظة على المكاسب الدنيوية التي سبق ذكرتها فإن عقاب الله لنا في الدنيا أن يسلط علينا من يحرمنا من تلك المكاسب، وعقابه الاشد ينتظرنا في الآخرة وهو عذاب دائم دون انقطاع.
فالقائد ينطلق من مسيرة ونهج قرآني وهو الذي جعله يستصغر كل المكاسب الدنيوية في مقابل أن يلاقي ربه وقد كتب له الجهاد في سبيل الله،
نعم جهاد في سبيل تحرير المسجد الاقصى الذي يستحق ذلك أن يضحى في سبيله بكل الدنيا وما فيها كما يفعل أبطال غزة وفلسطين.
لذلك نصيحة لكل شاب وفتاة يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أن يترك التعصبات الحزبية والمذهبية ولا يهاجم من فتح جبهة الجهاد في سبيل الله، فهو لن يضره ما تكتب ضده، ولكن الخوف كل الخوف عليك أن يسجلك الله ضمن أعداء الله وضمن المخذلين والمنافقين الذين جعلهم الله في الدرك الاسفل من النار،
وقد وردت الآيات والأحاديث التي تتحدث عن المنافقين الذين تخلفوا عن نصرة رسول الله وصحابته في معاركه مع الكفار.
فأنا عندما أكتب هذا وأقدم هذا التحليل والنصيحة ليس لأني يمني ولا حوثي ولا زيدي ولا شيعي وإنما مسلم متجرد من أي تعصب، ولم أتأثر بوسائل الاعلام التي تشوه الحقيقة لخدمة الاعداء،
لذلك أنصح اليمنيين أن يتحدوا خلف كل قائد يجعل القرآن منهجه وسيرة رسول الله دستوره، تاركين الفتنة التي حصلت خلفكم، لأن كل واحد منكم كان يقاتل ويعتقد أنه صاحب الحق، وهذا حصل حتى في عصر صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم.
وفي الختام أقول للذين سيهاجموني من أعداء الحق والحقيقة أنا لا يضرني كل قذف يأتي منكم ولا ألتفت إليه، لأنه يأخذ من سيئاتي ويزيدني حسنات، لذلك سجلوا في صحائفكم ما يكسبكم حسنات لا سيئات لو كنتم لأنفسكم محبين.