الخبر وما وراء الخبر

العملياتُ اليمنية تهز اقتصادَ “إسرائيل” وستكبدها خسائرَ أكبر إذا استمرت

11

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
23 يناير 2024مـ -12 رجب 1445هـ

أكّـدت صحيفةُ “واشنطن بوست” الأمريكية، أن العملياتِ البحريةَ اليمنيةَ أصبحت تمثِّلُ بالفعل تهديداً كَبيراً لاقتصاد العدوّ الصهيوني، وأنها يمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر إذَا استمرت، مشيرة إلى أن العديد من شركات الشحن استجابت لقرار صنعاء بمنع الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.

وقالت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته قبل أيام إن صنعاء “بدأت بالفعل في تهديد اقتصاد هدفها المعلن: إسرائيل”.

وأضافت أنه بالرغم من اعتماد “إسرائيل” على البحر الأبيض المتوسط بشكل أكبر من البحر الأحمر فَــإنَّ “الخبراء يحذرون من أن الهجمات تشكل بالفعل تهديدًا للاقتصاد الإسرائيلي ويمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر إذَا استمرت”.

وذكر التقرير أن المدير التنفيذي لميناء إيلات كان قد صرح لـ “رويترز” الشهر الماضي، بأن “الميناء الذي يعتبر معقل إسرائيل على البحر الأحمر شهد انخفاضاً بنسبة 85 % في نشاط الشحن”، كما قال لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: إنه “إذا لم يتحسن الوضع فسنضطر على الأرجح لمنح العمال إجازة”.

وأوضح التقرير أنه “في حين أن معظم التجارة البحرية الإسرائيلية تمر عبر حيفا وموانئ أُخرى على البحر الأبيض المتوسط، فَــإنَّ إيلات هي نقطة دخول رئيسية لبعض الواردات من شرق آسيا، بما في ذلك السيارات الكهربائية من الصين، والتي تشكل معظم السيارات المباعة في إسرائيل”.

ونقل التقرير عن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن “انخفاض قدرة البائعين على بناء المخزون، مع وصول عدد أقل من السيارات، يمكن أن يساهم في ارتفاع الأسعار”.

وأكّـدت تقرير “واشنطن بوست” أن “صناعة الشحن استجابت لتركيزِ الحوثيين على حركة الشحن إلى إسرائيل فقط، حَيثُ أعلنت شركة إيفرجرين، عملاقُ الشحن التايواني، الشهر الماضي، أنها ستتوقف عن قبول البضائع الإسرائيلية، على الفور؛ مِن أجل سلامة البضائع والسفن وطواقمها، فيما فرضت شركة ميرسك الشهر الماضي رسوماً إضافية على الشحنات إلى إسرائيل للمساعدة في تغطية تكاليف التأمين المتزايدة.

وَأَضَـافَ التقرير أنه “في نهاية المطاف، سيتحمل المستهلكون وطأة أسعار التأمين المرتفعة”.

ونقلت الصحيفة عن موشيه كوهين، الرئيس التنفيذي لمنظمة ياد سارة، أكبر مقرض غير حكومي للإمدَادات الطبية في إسرائيل قوله: إنه “حتى التغييرات الصغيرة في سلسلة التوريد يمكن أن تشكل تحديات كبيرة لتوريد الإمدَادات الطبية وسط عدد غير مسبوق من ضحايا الحرب”.

وَأَضَـافَ كوهين أن “التأخيراتِ الناجمةَ عن ضربات الحوثيين يمكن أن تهدّدَ حياةَ الإمدَادات التي تشتدُّ الحاجةُ إليها” حسب تعبيره.

وقالت الصحيفة: إن بنك إسرائيل أكّـد هذا الشهر أن “توقعاته للصادرات الإسرائيلية في 2024 انخفضت 1 % عن توقُّعاته في نوفمبر؛ بسَببِ تسارع وتيرة هجمات الحوثيين” حسب قوله.

وأوضح التقرير أن “الصين تعتبر أكبر مصدر لإسرائيل، حَيثُ شكلت شحناتها أكثر من 14 % من الواردات الإسرائيلية في عام 2021 والآن أصبحت هذه الواردات هي الأكثر تضرراً”.

ويضاف تقرير “واشنطن بوست” إلى قائمة طويلة من التقارير التي نشرتها وسائل إعلام العدوّ الصهيوني خلال الفترة الماضية، والتي أكّـدت بوضوح وبالأرقام أن العمليات البحرية التي تنفّذُها القواتُ المسلحة ضد السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني لها تداعياتٌ كبيرة على اقتصاد العدوّ، بدءاً برفع أسعار الشحن البحري وتأخير وصول السلع والبضائع نتيجة تحويل مسار هذه السفن، وُصُـولاً إلى التأثير المباشر على حركة موانئ العدوّ كميناء “إيلات” الذي أصبح شبه خالٍ من السفن، وميناء حيفا الذي غادرته شركة “كوسكو” الصينية العملاقة قبل أشهر متسببة بحالة من الارتباك وعدم اليقين داخل قطاع الشحن في كيان العدوّ بحسب التقارير العبرية.

وتؤكّـد هذه التأثيرات فاعلية الجبهة اليمنية البحرية في تحقيق هدفها المتمثل في الضغط على العدوّ الصهيوني لوقف عدوانه على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وهو ما أكّـده لجوء الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الاعتداء على اليمن وتشكيل تحالف ما يسمى “حارس الازدهار” لحماية السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني؛ لأَنَّ هذه الخطوات تؤكّـد بشكل صريح على أن العمليات اليمنية أصبحت كابوساً ثقيلاً بالنسبة للعدو.

ولا يقتصر هذا الأمر؛ إذ أكّـد تقرير “واشنطن بوست” أن تأثر الاقتصاد الأمريكي أَيْـضاً بما يحدث في البحر الأحمر يشكل بدوره ضغطاً على إدارة بايدن للتحَرّك؛ مِن أجل وقف إطلاق النار في غزة.

وقد بدأت شركات التأمين بالفعل في رفض تغطية السفن الأمريكية والبريطانية التي تمر من البحر الأحمر؛ لأَنَّها أصبحت مهدّدة بعد الاعتداء الأمريكي البريطاني على اليمن، وهو الأمر الذي أكّـدت وكالة “بلومبيرغ” الدولية قبل أَيَّـام أنه يشكل عائقاً كَبيراً أمام حركة التجارة الأمريكية والبريطانية.