ما بين مارس الماضي والحاضر
بقلم / أمة الملك الخاشب
في العام المنصرمِ وفي يوم السادس والعشرين منه استيقظ الـيَـمَـنيون على أصوات ضربات جوية قوية ومفاجئة لم تكن لتخطر في بال أي محلل سياسي فكيف لها أن تخطر في بال مواطن يمني بسيط؟ أَوْ كيف كان سيتوقعها؟ البعض لأول وهلة وقبل إعْلَان عادل الجبير عن ما يسمى بعاصفة الحزم، اعتقد انها أصوات رعد؛ لأنه كان موسم أمطار على صنعاء ومحيطها. وبعد إعْلَان الجبير من واشنطن عن ما يسمى بعاصفة الحزم والمتأمل لكلمة حزم يعني تأديب وعقاب، والمتأمل لمصطلح عاصفة يدرك أن العواصف لا تستمر أَكْثَر من ثلاثة أَيَّـام إلَـى خمسة عشر يوماً حتى وإن كانت عواصف صحراوية شديدة، فهل كانت دول تحالف العُـدْوَان تتوقع أنها ستستمر لعام كامل وتدخل في العام الثاني؟ وهي في حالة تخبط تمضي بعشوائية دون أي تخطيط ودون أية انجازات تذكر؟.
في 26 مارس الماضي استيقظ الـيَـمَـنيون وهم في حالة صدمة ما بين منذهل وغير مصدق أن بلدة تم الاعتداء عليها وأنه تم استهداف قاعدة الديلمي الجوية بمعداتها إضَـافَة إلَـى تدمير حي سكني كامل في بني حوات على رؤوس ساكنيه وهم نائمون آمنون! حاول البعض الاستفسار والبحث عن مبرر لهذا العُـدْوَان السافر والبحث عن أسباب؟ فلم يجدوا أي مبرر؟ ليس فقط ما أذهل الـيَـمَـنيين وفاجئهم إعْلَان ما يسمى عاصفة الحزم من واشنطن!! الذي فاجئهم وطعنهم في ظهورهم إعْلَان مشاركة اخوة لهم في العروبة والإسْـلَام في العُـدْوَان عليهم فكان حديث الشارع وتساؤله عن صدمتهم من مشاركة مصر والمغرب والأُرْدُن والسودان والإمَارَات والكويت و… و… عن اتحاد العرب جَميعاً ضد الـيَـمَـن وهم المختلفون دائماً؟ وبعدها بيوم واحد القى السيد حسن نصر الله خطابه الشهير وطالب بنسمة حزم وليس عاصفة ضد اسرائيل، ولم تمض سوى أَيَّـام إلَّا وأعلن حزب الاصلاح عن انحطاطه وتأييده لتدمير بلادة وضربها، فكان ذلك اليوم عيداً لكل المُـرْتَـزَقَة والخونة من كافة أرجاء الـيَـمَـن ومن كافة الاحزاب، اعتقد أُولئك السفلة الذين لم يشهد لهم التأريخ مثيل أنهم بتطبيلهم للأجنبي لتدمير بلدهم واحتلالها أن هذا نكاية بخصومهم وانه سيُغفر لهم وأن تسبيحهم بحمد سلمان سينجيهم من الاستهداف وسيعيدهم للسلطة وللمناصب ولو على حساب دماء وأشلاء إخوانهم من الـيَـمَـنيين، كان يوم السادس والعشرين من مارس الماضي بمثابة كارثة حلت على الشَّـعْـب الـيَـمَـني طبعا هذا في نظر أَصْحَاب النظرة القاصرة والمحدودة رغم أن الله يقول عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فرغم كُلّ الجراح والدماء والآلام والدمار إلَّا أن هذا العُـدْوَان كشف الكثير من الحقائق واسقط الكثير من الأقنعة وأيقظ الناس من غفلتهم ووحد الصفوف ولمّ شمل كُلّ الشرفاء باختلاف انتماءاتهم وأحزابهم فكان يوم السادس والعشرين من مارس هذا العام يوم من أَيَّـام الله المشهودة سواءً في الصباح أَوْ في العصر ففيه رسم اليمانيون ابهى صورة وأعظمها في تحدي وتلاحم وصمود وعظمة أذهلت العالم جميعه بأن هؤلاء الـيَـمَـنيين بعد عام كامل من الحصار والقصف وانعدام ابسط مقومات الحياة كالكهرباء والمشتقات النفطية والمستلزمات الطبية، وجه فيه الـيَـمَـنيون صفعة قوية للعُمَـلَاء المُـرْتَـزَقَة مفادها أن الـيَـمَـن باقٍ وشامخ وأنهم هم المنتهون إلَـى غير رجعة، ولكن ماذا جنى العُـدْوَان غير الفضائح والخزي باستئجارهم المُـرْتَـزَقَة والجيوش رغم امتلاكهم أحدث أَنْـوَاع الأسلحة وأعتاها فقد أصبحوا أضحوكةَ العالم ومحل سخرية الشعوب، فشتان بين مارس الماضي ومارس الحاضر فبين شهورهما نتائج عام كامل تؤكد أن شعب الـيَـمَـن لا ولن يهزم وأن كُلّ تضحياته سوف تثمر وتنتج يمناً حراً سيدّاً مستقلاً عربياً مقاوماّ داعماً لخط المقاومة الذي هو جزء لا يتجزأ منها.