الخبر وما وراء الخبر

نحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والمعتدين

171

بقلم / محمد فايع


 

كما هو واضح وكما يؤكد الكثير من المهتمين والمتابعين بأن تحالف قوى العدوان الأمريكي السعودي وأدواته ومرتزقته في الداخل والخارج سيواصلون محاولاتهم لتأجيج الخلافات بين القوى الوطنية المواجهة للعدوان لإضعافها بعد دخول العدوان عامه الثاني دون تحقيق النتائج التي انطلق من اجلها.

السيد عبد الملك في خطابه عشية  26من مارس 2016 كشف تلك المساعي ودعا الجميع إلى التحرك وتفويت الفرصة على تلك القوى وإلى ما فيه إفشال كل المخططات العدوانية القادمة تحت عنوانين سياسية وحوارية وغيرها التي يسعى صناعها إلى تفكيك الجبهة الداخلية وإضعافها محذرا من الغفلة وعدم الركون إلى تلك الأطراف والقوى الظالمة والباغية وأدواتها في الداخل والخارج  وأن المهم في هذه المرحلة الانتباه والحذر من الغفلة، حتى في مثل هذا الجو الذي يدور فيه الكلام عن الحوار، فنحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والغادرين والمعتدين، ويجب أن نكون على مستوى عال من الحذر واليقظة والانتباه، وأن يعمل الجميع من مختلف المكونات في كل الجهات والجبهات إلى دراسة آليات للعمل المشترك والفعال، لمواجهة العدوان.

لقد سعت قوى البغي والشر والإجرام من البداية إلى إثارة الخلافات الداخلية داخل جبهة القوى المتماسكة والمناهضة للعدوان، وحرصت على تغذية المشاكل والنزاعات والخلافات، وحرصت وما زالت تحرص وتسعى إلى أن تدفع بالبعض ليتحرك ضمن أولويات أخرى، وعليه  فان الجميع مدعوون إلى العمل والتحرك الموحد والفعال من أجل تحصين الجبهة الداخلية ومواجهة حالة الاستقطاب الذي ينشط فيه العدو والذي يعتمد على الإغراء تارة وعلى الترهيب تارة أخرى، كما يعمل على توظيف المشاكل الداخلية.

إن من ينجر لتلك الدعوات وتلك المسارات هم من ضعاف النفوس، وضعاف الإيمان وضعاف الهوية، وضعاف الإحساس بالانتماء، وضعاف الإحساس حتى بالإنسانية وبالضمير، فالذين يتمكن العدو من استقطابهم ويجعل منهم العدو أدوات داخلية ضد أبناء شعبهم، يصنفون في عداد المرتزقة، أولئك هم الذين سيكتبهم التاريخ، عملاء ويخلد ذكرهم خونة وقفوا مع الأجنبي كما فعل التاريخ مع الذين من قبلهم فيما مضى من التاريخ.

إن مسؤوليتنا في الدرجة الأولى، وواجبنا قبل كل شيء، وأولويتنا قبل كل الأولويات كشعب يمني مظلوم مستهدف بهذا المستوى من الاستهداف، وكقوى حرة صامدة، هي التصدي للعدوان كخطر كبير على البلد لا يساويه خطر آخر، وعلى هذا الأساس يجب علينا جميعا التوحد والحفاظ على وحدة الموقف ووحدة الكلمة، والاتجاه هذا الاتجاه، لتعزيز التفاهم، واعتماد آليات عملية وفعالة، للعمل المشترك، فنحن أقوياء بوحدتنا هذه، وبتحركنا جميعا في الموقف الذي يستهدفنا جميعا، ويستهدف بلدنا جميعه.