الخبر وما وراء الخبر

في مؤتمر صحفي.. لجنة نصرة الأقصى تستعرض جرائم العدوان الصهيوأمريكي على غزة

3

سلّطت اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، الضوء على آخر التطورات المرتبطة بالملحمة الأسطورية التي يخوضها أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي.

وحذر رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى – مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، في المؤتمر الصحفي الذي نظمته اللجنة اليوم الأحد، من كارثة غير مسبوقة يتجرعها أكثر من اثنين مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة نتيجة أقذر حرب إبادة شاملة تشنها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ومن يتواطأ معهما.

وأكد في المؤتمر الذي حضره رئيس قطاع الإعلام والتعليم والثقافة حسن الصعدي وأعضاء اللجنة وزيرا الإعلام والدولة في حكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي، وأحمد الحماطي، أن الكلمات والعبارات تعجز عن وصف وتصوير حجم المعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة من قتل وترويع وتهجير وتشريد وتجويع وحرمان كامل من أبسط ضروريات الحياة، ما أدى إلى تفشي المجاعة والأمراض الفتاكة والأوبئة المميتة.

وقال العلامة مفتاح :”من موقع استشعارنا للمسؤولية أمام الله والشعب اليمني وقيادتنا الحكيمة وفي ظل الوضع الاستثنائي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني المظلوم، نستعرض أبشع جرائم الحرب والإبادة الشاملة التي تقترفها أمريكا والكيان الصهيوني ومن يشاركهما أو يتواطأ معهما، ونرفع الصوت عالياً وننبه على خطورة الأوضاع الكارثية في غزة”.

كما حذر من استمرار وتوسع جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة المتمثلة في التهجير والقتل الممنهج والتدمير الشامل للمساكن والمرافق العامة والخاصة، مؤكدا أن من يتفرج من حكام الأنظمة العربية ولا يقوم بواجبه لمنع تلك المجازر وهو قادر ومتمكن هو شريك لمن يقترف تلك الجرائم الوحشية.

وأضاف “واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني أن نكون بكل وجداننا وإمكانياتنا وقدراتنا مع الشعب الفلسطيني”.. مشيداً بصمود واستبسال الشعب الفلسطيني الذي يخوض ملاحم بطولية في وجه أعتى عدوان يمتلك المال وأفتك آلات القتل والتدمير وأقذر وأسوأ إمبراطوريات التجسس والدعاية والتضليل في تاريخ البشرية.

وعبر العلامة مفتاح عن اعتزاز الشعب اليمني بصمود الشعب الفلسطيني وعظمة تضحياته الذي أذهل العالم بتحمله واستبساله وتمسكه بأرضه ودعم مقاومته رغم ما يتعرض له من جرائم تفوق فظاعتها كل وصف ويتحمل أقسى أنواع المعاناة والقتل الممنهج والحرمان.

وخاطب أبناء فلسطين” نحن إذ نعبر عن فخرنا واعتزازنا ببطولاتكم وصبركم وصمودكم نبرأ إلى الله من كل تقاعس أو تفريط أو تقصير أو تخاذل عن نصرتكم ومن كل تهاون أو استخفاف بمظلوميتكم ومآسيكم”.

وحمّل رئيس لجنة نصرة الأقصى، حكام البلدان العربية والإسلامية المسؤولية إزاء خذلان الشعب الفلسطيني جراء مواقفهم المخزية والمعيبة تجاه الجرائم النكراء التي تقترف بحق الشعب الفلسطيني.

وقال “يعز علينا أن يستغيث الأطفال الجرحى الذين بترت أطرافهم ومزقت وأحرقت أجسادهم، بأمة يتحكم فيها الطغاة من عملاء المشروع الأمريكي الصهيوني ويعبثون بخيراتها ومقدراتها ويقمعون شعوبها ويغيبونها عن قضاياها الجوهرية ومعاركها المصيرية”.

وأفاد بأن النصر المؤزر قادم وأن الأمة في طريقها للتحرر من قيود العبودية بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، منوهاً بمواقف الشعب اليمني المشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني معنوياً ومادياً رغم الضائقة المعيشية التي يعانيها بسبب العدوان.

وبارك العلامة مفتاح المواقف والقرارات التاريخية التي اتخذها قائد الثورة في مواجهة طواغيت العصر أمريكا وإسرائيل ومن لف لفهم، منوهاً بدور القوات المسلحة اليمنية ومساندتها للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وحيا الأبطال المرابطين في تخوم البحار وقمم الجبال وبطون الأودية وفي الفيافي والقفار في السواحل والجزر القابضون على الزناد والمتأهبون لمواجهة الأعداء وبعظمتهم وإيمانهم وصبرهم وبمهاراتهم وقدراتهم ويقظتهم وبطولاتهم لمناصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني والتوحش الأمريكي، مؤكدا على أهمية الدعم والمساندة لعمليات القوات البحرية والصاروخية والطيران المسير والدفاع الجوي وكافة الوحدات.

ودعا أحرار شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الإسهام الفاعل في مواجهة العدوان على غزة بكل السبل والوسائل المتاحة.. مثمناً الملاحم البطولية لمحور المقاومة في لبنان والعراق والمنطقة كافة.

وحث رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى، أحرار العالم والشعوب الرافضة للتوحش الأمريكي الصهيوني على مغادرة مربع الرفض والاستنكار وكسر حاجز الخوف بمساندة ومناصرة الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً.

وطالب المحافل الدولية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات القانونية والسياسية والحقوقية إلى تجريم الصهيونية بما تمثله من فكر عنصري يسعى لإثارة الحروب والفتن بين الشعوب والأمم وتهديد الأمن والسلم العالمي، ومعاقبة هذا الكيان بمقاطعة شامل لبضائعه ومنتجاته ومرافقه وبعثاته الدبلوماسية ورفض تقديم أي خدمة لسفنه وطائراته في كل مطارات وموانئ العالم.

وذكر مفتاح أن الكيان العنصري لا يحترم القيم والإنسانية ولا يؤمن بحق البشر في الحياة وما قام ويقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة على مدى 75 عاماً يؤكد حقيقته ونزعته الإجرامية المستحكمة في نفسية أفراده والمترسخة في كينونة وجدانه ككيان عدواني محض لا يمتلك أي ذرة من نوازع الخير ولا أي قدر من قيم الإنسانية.

وجدد التأكيد على دعم ومساندة خيار المقاومة الفلسطينية ومطالبها المشروعة والعادلة في تحرير الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين ظلماً وعدوانا في سجون الكيان فوراً وبدون قيد أو شرط.

كما طالب رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، بمعاقبة من تورط في اعتقالهم وتعذيبهم واقترف أبشع جرائم التعذيب وسوء المعاملة بحقهم، والتأكيد على حقهم في التعويض العادل والمنصف عما قضوه من سنوات طوال في سجون طواغيت الصهيونية وما لاقوه من أصناف التعذيب والتنكيل وسوء المعاملة كون ذلك حقاً أصيلاً لن يسقط بالتقادم.

وحث شباب الأمة في أقطار العالم على التحرك الجاد والفاعل والواعي لمساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة امبراطوريات الدعاية والتضليل الاستعمارية والصهيونية التي تشوه نضال الشعب الفلسطيني وتستغفل شعوب العالم وتزيف الحقائق والوقائع.

وشدد على ضرورة تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقرارات التي تعاقبت عليها الأجيال ولم يلمس أحد ثمرتها في واقع الأمة والشعوب، وتساءل “ونحن نعيش الذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أي إنسان شرعت له المواثيق والعقود، من تسحق عظامه وتمزق أحشاءه تحت أنقاض مسكنه ومدرسته ومشفاه في فلسطين ويُباد عشرات الآلاف على مرأى ومسمع العالم أم هو إنسان في كوكب آخر؟”.

وحمل مفتاح الرئيس بايدن وطاقم إدارته وقادة الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الجرائم البشعة بحق عشرات الآلاف من أطفال ونساء وأبناء فلسطين بغزة.

واستغرب من مواقف الذين قاتلوا الشعب اليمني باسم إعادته إلى الحضن العربي، متسائلاً “أين ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك، أين الاتفاقيات المؤكدة على نصرة الشعوب العربية والوقوف إلى جانبها التي نفذت بعكس ما نصت عليه تلك الاتفاقيات في اليمن، العراق، سوريا، وبلدان عربية بحجة إعادتها للحضن العربي؟”.

وخاطب الدول العربية التي تحالفت على اليمن ” ألا يتسع الحضن العربي للطفل الفلسطيني الجائع الممزق، وللأم الثكلى التي اُبيدت أسرتها، ألا يتسع الحضن العربي لأولئك الذين لا يجدون ما يأكلون وما يشربون وما يحتاجونه من كساء ودواء غذاء؟”.

كما تساءل “أين كافة الفعاليات التي تُصدر بيانات بمناسبة وغير مناسبة وفي مقدمتهم الأزهر الذي لم يفت منه أي كذبة اخترعها العدوان وإلا سارع في إصدار بيان إزاءها، أين هم تجاه ما يجري في غزة وفي الضفة الغربية وفلسطين بصورة عامة؟”.

وأثنى رئيس لجنة نصرة الأقصى على دور وسائل الإعلام اليمنية وكافة الوسائل الحرة في تقديم الحقيقة للعالم تجاه ما يحصل في غزة، منوهاً بصمود وسائل الإعلام الفلسطينية وما قدمته من عطاء وتضحيات في تغطية مجازر الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين بغزة.

وطالب محور المقاومة وكافة أحرار العالم بتشكيل تحالف قانوني لتجريم الصهيونية وملاحقة من اقترف هذه الجرائم من قادة أمريكا والكيان الصهيوني، داعياً النخب العلمية والسياسية والفكرية والمهنية إلى مغادرة مواقع الإدانة والشجب إلى المواقف العملية من خلال تشكيل لجان شعبية لجمع الأموال لإغاثة غزة وفلسطين.

وجدد مطالبته بتسليح الشعب الفلسطيني للدفاع عن وجوده وكرامته الإنسانية وإنقاذ الجرحى وإخراجهم إلى المشافي المناسبة وتوفير الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.

وبارك العلامة مفتاح، القرار الشجاع للشعب اليمني وقيادته الحكيمة والقوات البحرية بفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني حتى رفع الحصار عن غزة ودخول الغذاء والدواء.