موقف “الغارديان” من حرب اليمن: على الحكومات الغربية أن تشعر بالخجل (ترجمة)
ذمار نيوز /خبر للأنباء – ترجمة خاصة/ فارس سعيد:
في تقليد استثنائي أبرزت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مساء الثلاثاء 29 مارس/ آذار 2016، رأي الصحيفة وموقفها إزاء الحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها منذ عام كامل في اليمن، تحت عنوان بارز “وجهة نظر الغارديان من حرب اليمن: عام من العيش بشكل مخجل”. حمل توقيعاً باسم “هيئة التحرير”.
تشير الغارديان، بداية، إلى أنه في الذكرى السنوية الأولى للحرب التي دمرت اليمن، تظاهر الآلاف نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء، للاحتجاج ضد قوات التحالف التي تقودها السعودية، التي تنفذ غارات جوية يومية أسفرت عن قتل المدنيين.
مؤكدة، “أن الشوارع امتلأت بالأصوات المنددة بالحرب التي مزقت البلاد. وكانت مظاهراتهم رسالة إلى العالم الخارجي الذي لطالما لم يستجب البتة”.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن “المملكة العربية السعودية وحلفاءها أطلقوا حملة عسكرية في اليمن مارس 2015 تحت أهداف استعادة الرئيس المخلوع هادي ودفع الحوثيين من العاصمة. لكن سنة كاملة تمت إلى الآن.. لم تحقق أي من هذه الأهداف.”
يتابع مقال الغارديان الافتتاحي: “اضطر أكثر من 2.4 مليون شخص للنزوح من منازلهم وقتل 6،000 شخص، نصفهم من المدنيين. كما أن 80٪ من السكان في حاجة إلى المساعدة الإنسانية”.
وينقل عن آخر تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، اليوم نفسه الثلاثاء، “أن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين يواجهون سوء التغذية، بسبب الحصار المفروض على أجزاء من البلاد من قبل التحالف السعودي”.
وقالت الغارديان، إن “الحرب في اليمن تنافس جيوسياسي في الشرق الأوسط بين إيران والمملكة العربية السعودية. ولهذا السبب، لم يتم اتخاذ إجراءات دولية محددة”.
مضيفة، أن “محاولات الأمم المتحدة للتوسط في محادثات السلام على أمل وقف إطلاق النار في 10 أبريل/نيسان، قد تسهل قليلاً وتمنح شيئاً من الأمل”.
مشددة على “تطبيق إجراءات محددة تنطوي على ضغوط من الداعمين الدوليين تجاه التحالف السعودي وكذلك ضبط النفس من قبل طهران”.
وقالت الصحيفة: “على مدى عام حتى الآن، واصلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السماح بتصدير الأسلحة للسعوديين على الرغم من ارتكاب العديد من الانتهاكات لقوانين الحرب في اليمن”.
متابعة: “هذه السياسة تجعل هذه الدول الغربية متواطئة في بعض الجرائم التي ارتكبت، لأسباب ليس أقلها أنها لم تفعل شيئاً، تقريباً، في محاولة لوضع حد لها. كما أنها لم تقدم دعماً لتشكيل لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق التي قد تكون قادرة على تسليط الضوء على الأحداث والمسؤوليات. وعلى الرغم من كل ذلك تم تجاهل دعوات من منظمات حقوق الإنسان لحظر الأسلحة على المملكة العربية السعودية”.
وتؤكد الصحيفة، أن دور الأمم المتحدة تجاه هذه القضية قد “شُل”، وبالتالي “يتعين على الاتحاد الأوروبي العمل والاستمرار على ذلك، حيث أن البرلمان الأوروبي قد اقترح بالفعل حظر الأسلحة على السعودية”.
وتنتقد التجاهل المستمر لمأساة اليمنيين قائلة: يبدو أن اليمن بعيدة وحربها يصعب فهمها، وهكذا موقف لا يمكنه على الإطلاق أن يفعل شيئاً لمساعدة سكانها المحاصرين.
وقالت الصحيفة، إن الحرب في اليمن تلقت اهتماماً عالمياً أقل من الصراعات الأخرى في الشرق الأوسط، التي كان لكثير منها أثر مباشر بدرجة أكبر على أوروبا.
وتنبه افتتاحية الغارديان إلى أنه “من المستحيل غض الطرف عن ما يحدث في اليمن، ليس فقط لأن الجماعات الإرهابية الجهادية تزداد توسعاً وتوطيد موطئ قدم لها هناك، بل أيضاً خوفاً من الاستفادة من الفوضى الإقليمية وتشكيل قاعدة عمليات تمتد أبعد من ذلك، بل وربما تمتد إلى أوروبا”.
واختتمت هيئة تحرير الغارديان “وجهة نظرها” بالتحذير للحكومات الغربية من تبعات مواقفها حيال الصراع وتسليح السعودية في حربها في اليمن، مشددة على ضرورة إجراء تغييرات سريعة في السياسات قبل أن تسوء الأمور بصورة أكبر.
وقالت: “في نهاية المطاف، سنصل إلى حقيقة مفادها أن العديد من الحكومات الغربية ستجد نفسها في مستنقع عميق”.
مضيفة، أن تصرفات الحكومات الغربية، في دعمها طرفاً واحداً بالسلاح ضد الطرف الآخر، سيكون لها تأثير ليس فقط محلياً وإقليمياً، بل إن تأثير تلك الأسلحة الغربية وغيرها من أشكال الدعم لن يتم تجاهلها بالتوارث في حين ستكون تلك الدول قد تورطت بالفعل “ولذا لابد من تغيير تلك السياسة الغربية بسرعة قبل أن تصبح الأمور أكثر سوءاً”.