المقاومة في العراق وطوفان الأقصى.. من التضامن والإسناد إلى التحرير
تقرير|| حسن المرتضى
لم تنقضِ 10 أيام من انطلاق عملية طوفان الأقصى، حتى دخلت المقاومة الإسلامية في العراق على خط المواجهة والإسناد، معلنة المشاركة بعمليات عسكرية ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وصولاً إلى استهداف كيان العدو الصهيوني.
العراق حكومةً وقوى سياسية وحركات مقاومة، باركوا منذ الساعات الأولى هذا الإنجاز للمقاومة الفلسطينية، بالشكل الذي يؤكد على أهمية القضية الفلسطينية لدى الشعب العراقي.
بيان التأييد والدعم والمباركة الصادر عن الحشد الشعبي كان لافتاً بما أوحى به من جهوزية لدعم المقاومين الفلسطينيين ميدانياً، في حال تطورت المعركة.
ففي تغريدة له على منصة (X)، سارع الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي إلى تلبية نداء قائد كتائب القسام محمد الضيف، حيث خاطب أبو آلاء المقاومة الفلسطينية، قائلاً: (الله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا إلى أخوة الدين والدم وشركاء الجهاد والعزم من أبناء المقاومة الفلسطينية البطلة.. لبيكم لبيكم قد بلغنا نداءكم وأدركنا استنصاركم إنها والله ساعة المنى ولحظة الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد قد جُهزت إمكاناتنا وعُقدت عزائمنا واستُنهضت هممنا.. فليكن طوفان الأقصى نهاية أكذوبتهم وتحقيق وعد الله بهلاكهم وخلاص الأرض من خبثهم.. واليوم ينجز الله وعده على أيديكم).
انطلاق عمليات المقاومة رسمياً
منذ الـ17 من أكتوبر المنصرم وحتى اليوم، لم تتوقف هجمات المقاومة العراقية على القواعد الأمريكية المتواجدة في العراق وسوريا.
وإذا ما عدنا إلى أول إعلان رسمي يتبنى عمليات المقاومة الإسلامية في العراق، فسنجد توقيته عقب المجزرة الوحشية التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني بمستشفى المعمداني في غزة.
فبعد ساعات من مجزرة مستشفى المعمداني، أكد المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله في العراق جعفر الحسيني، أن الأمريكيين شركاء أساسيون في قتل أبناء غزة، وأن عليهم تحمل العواقب، لافتاً إلى أن كتائب حزب الله بدأت عملياً المقاومة في العراق بتوجيه ضرباتها إلى القواعد الأمريكية.
التظاهرات الجماهيرية الواسعة والضخمة التي شهدتها المدن العراقية وعلى وجه الخصوص بغداد، شكَّلت رافعةً شعبية للمقاومة الإسلامية في العراق، لنصرة غزة وأهلها.
إحصائية عمليات المقاومة (حتى نهاية يوم 15 نوفمبر):
دعما لطوفان الأقصى ضد حرب الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء غزة، بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، نفذت المقاومة الإسلامية في العراق 60 عملية استهدفت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، كما استهدفت مواقع للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالتزامن مع عملياتها، أعلنت المقاومة في العراق، عن أسلحة جديدة دخلت الخدمة، منها صاروخ (أقصى 1) متوسط المدى، بالإضافة إلى (صارم) وهو صاروخ ذكي قصير المدى.
وقد نفذت المقاومة عمليات بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف، بحسب ما يناسب كل عملية وموقعها وطريقة تحصين الهدف المراد، وعدة عوامل أخرى وضعتها المقاومة قبل تحديد السلاح المناسب، حيث توزعت عمليات المقاومة الإسلامية في العراق، كما يلي:
أولاً/ القواعد الأمريكية في العراق (26 هجوم) على النحو التالي:
– قاعدة (عين الأسد)، استُهدفت بـ13 هجوماً.
– قاعدة (حرير)، استُهدفت بـ 7 عمليات هجومية.
– قاعدة (أربيل – المطار)، استُهدفت بـ 5 عمليات هجومية.
– قاعدة (فكتوريا)، استُهدفت بهجوم واحد.
ثانياً/ القواعد الأمريكية في سوريا (31 هجوم) على النحو التالي:
– قاعدة (الشدادي)، استُهدفت بـ7 عمليات هجومية.
– قاعدة (التنف)، استُهدفت بـ6 عمليات هجومية.
– قاعدة (حقل كونيكو)، استُهدفت بـ6 عمليات هجومية.
– قاعدة (القرية الخضراء)، استُهدفت بـ 3 عمليات هجومية.
– قاعدة (حقل العمر)، استُهدفت بهجومين اثنين.
– قاعدة (تل البيدر)، استُهدفت بهجومين اثنين.
– قاعدة (خراب الجير)، استُهدفت بهجومين اثنين.
– قاعدة (الركبان)، استُهدفت بهجوم واحد.
– قاعدة (المالكية)، استُهدفت بهجوم واحد.
– قاعدة (رميلان)، استُهدفت بهجوم واحد.
ثالثاً/ مواقع للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة (3 عمليات) على النحو التالي:
– قصف هدف حيوي للكيان الصهيوني على سواحل البحر الميت (يوم 02 نوفمبر).
– قصف هدف في أم الرشاش “إيلات” المحتلة (يوم 03 نوفمبر).
– قصف هدف في أم الرشراش “إيلات” المحتلة (يوم 12 نوفمبر).
البنتاغون يعترف بإصابة 59 ويخفي عدد قتلاه
في آخر إعلان لوزارة الحرب الأمريكية، قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم “البنتاغون”، إنه “منذ 17 أكتوبر حتى (الـ 14 من نوفمبر) رصدنا 55 هجوماً على القوات الأمريكية”.
واعترفت بأن حصيلة تلك الهجمات في العراق وسوريا، بلغت 59 مصاباً، دون إيضاح لدرجة الإصابات وخطورتها، في حين تعمدت إخفاء حصيلة القتلى في صفوف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق وسوريا، والبالغ عددهم نحو 3400 جندي أمريكي، بحسب مصادر رسمية.
الاعتراف الأمريكي بعدد الهجمات التي تعرضت له قواته خلال 4 أسابيع، هو بمثابة إقرار أمريكي رسمي بأن جميع قواعده في العراق وسوريا لم تعد آمنة بالمطلق.
طوفان الأقصى خطوة نحو تحرير العراق وسوريا
على الرغم من أن الحيثية الأساسية التي انطلقت منها عمليات المقاومة الإسلامية في العراق هي التضامن مع غزة وإسناد مقاومتها، إلا أن بركة تلك العمليات قد تمخض عنها فكرة تحرير العراق وسوريا من بقية قواعد الاحتلال الأمريكي على المدى الاستراتيجي، بحسب ما أوضحه سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة في الـ11 من نوفمبر.
يؤكد ذلك تصريح الأمين العام لحركة النجباء في العراق، الشيخ أكرم الكعبي، في الأول من نوفمبر الجاري، والذي أعلن فيه قائلاً: إن “المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر وطوبى للمجاهدين لا توقف لا مهادنة لا تراجع”.
هذه الخطوة الجريئة التي أعلنتها المقاومة الإسلامية في العراق، هي خطوة متقدمة لم يتم اتخاذها منذ اغتيال القوات الأمريكية للقائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
ولم يكن لفكرة تحرير العراق وسوريا من بقية قواعد الاحتلال الأمريكي، بأن تتبلور ويتم العمل لتحقيقها، لولا معركة (طوفان الأقصى).
فمعركة (طوفان الأقصى)، نقطة تاريخية مفصلية في تاريخ الأمة ومستقبلها، وستغير وجه المنطقة، بانتصار غزة بمقاومتها وأبناءها – بإذن الله تعالى -، وبالتالي تحرير كافة منطقتنا العربية من الوجود الأمريكي.