الخبر وما وراء الخبر

حظر قناة الميادين.. محاولة صهيونية جديدة لإسكات الحقيقية

16

تقارير|| محمد الحاضري

شيئا فشيئا تتكشف اكذوبة حرية الإعلام واحترام الرأي الآخر عندما يتعلق الأمر بفضح إجرام كيان العدو الصهيوني، وفي هذا السياق جاء إيقاف السلطات الصهيونية لعمل شبكة الميادين الإعلامية في فلسطين المحتلّة، ونهب معداتها.

وبحسب بيانٍ مُشترك لوزير أمن كيان العدو، يوآف غالانت، ووزير الاتصالات، شلومو كرعي، أمس الاثنين، فإنّ هذا الإجراء يأتي بسبب أنّ الميادين تضرّ بـ”أمن إسرائيل”، مبررا قرار “إغلاق المكاتب ومصادرة معدات البث، ومنع استخدام البنى التحتية للاتصالات المتعددة لهيئة البث”، أنه جاء وفقاً لـ “أنظمة الطوارئ” لدى الكيان وحكومته.

رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين، غسان بن جدو، أوضح أن قرار الحظر الصهيوني شمل شبكة الميادين كلها، شاشةً ومواقعَ إلكترونية ومنصاتٍ، بلغاتها العربية والإسبانية والإنكليزية، ورأى أن كيان العدو يحسب، بهذا القرار، أنّه يوجّهُ رسالة تهديدٍ متجدّدةً إلى “الميادين مباشرةً، ويوجّه عبرها رسائل ترهيبٍ إلى إعلام الأحرار، أينما كانوا”.

لم يكن حظر قناة الميادين الأول في الطريق الصهيوني لإسكات الصوت الصادق، فقد سلك العدو في هذا الجانب عدة محاولات منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر لتغييب الحقيقة وتكميم أفواه ناقليها، ومن ذلك قتل (51) صحفياً في غزة وفق ما أكد المكتب الحكومي الفلسطيني مساء أمس الاثنين، واعتقال أكثر من 25 آخرين، ناهيك عن استشهاد وجرح العشرات من أقارب وأسر الصحفيين في استهدافات متعددة للعدو، وتدمير 130 مؤسسة ومنازل صحفيين.

وتكررت محاولات العدو الصهيوني في إسكات الصوت الحر تارة عبرة قطع الاتصالات والإنترنت، وتارة عبر التشويش والحجب، بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدد مواقع إلكترونية إخبارية فلسطينية كما حدث في الخامس من نوفمبر الحالي، إلى جانب قصف وتدمير مقرات عشرات الوسائل الإعلامية ووكالات إعلامية دولية مثل وكالة الأنباء الفرنسية، هذا بالإضافة إلى سياسة ترهيب مُمنهجة تهدف إلى كمّ الأفواه، كما حصل للمراسلة قناة الميادين هناء محاميد، التي لاعتداء وإصابات بحروق، وتهديد من قبل صحافيين ومستوطنين صهاينة.

 

إدانات يمنية

قرار السلطات الصهيونية بإيقاف عمل قناة الميادين وحجبها في فلسطين المحتلة، بعد أن تعرضت طاقمها للاعتداء والتهديد والتحريض مسبقا، لاقى إدانات واسعة من قبل الأوساط الرسمية والإعلامية اليمنية والمكونات الإسلامية.

وزارة حقوق الإنسان استنكرت بشدة قيام كيان العدو الصهيوني بإيقاف عمل قناة الميادين على التراب الفلسطيني، وإغلاق مكاتبها ومصادرة معداتها، والتعرض لمراسليها، مؤكدة أن “الميادين” تعمل على أرض فلسطين، وليس للعدو صفة لمنعها؛ كونه قوة احتلال غاشمة، ورأت أن العدو يسعى من خلال هذه جريمة إلى منع كشف المزيد من الحقائق حول جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

واعتبرت الوزارة أن “الكيان الصهيوني المجرم مارس الإرهاب العلني بحق الإعلام إلى درجة أنه ضاق ذرعا بمساحة الحقيقة الضئيلة، التي تنقلها عدد من قنوات ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية، رغم انحيازها، إذ سعى إلى تغيير تقاريرها لصالحه بالترهيب، وهو ما دفع 75 وسيلة إعلامية إلى رفع رسالة احتجاج؛ نتيجة هذه السياسات”.

وأشارت إلى أن “قرار الكيان الصهيوني حجب الميادين نابعا من قوة الحقيقة التي تنقلها لشعوب العالم، ومهنية فريقها الإعلامي، وشهادة لها على مصداقيتها وفاعليتها في فضح الجرائم والانتهاكات التي يمارسها، كما هو صدقها في نقل وقائع معركة الكرامة والنصر التي يخوضها المدافعون عن حقهم الإنساني المشروع على الجبهات كافة، ويكبّدون العدو فيها الخسائر والمهانة”.

من جانبها رأت أحزاب اللقاء المشترك أن القرار الصهيوني الهادف لتقييد حرية الصحافة عبر إغلاق المنابر الإعلامية التي تكشف حجم إجرامه بالصوت والصورة دليل ضعف هذا الكيان على مواجهة الكلمة بالكلمة ما يضطره لتكميم أي صوت ينقل الواقع كما هو.

فيما عبرت الهيئة الاعلامية لأنصار الله عن تضامنها مع قناة الميادين إزاء قيام الكيان الصهيوني بحظر بث القناة وحجب موقعها ومنصاتها في التواصل الاجتماعي ومصادرة معدات مكاتبها، مؤكدة ضرورة التصدي الإعلامي للكيان الصهيوني من خلال فضح ما يقوم به من استهداف لوسائل الإعلام، وكشف انتهاكاته وجرائمه المروعة في غزة والأراضي المحتلة، داعية إلى حملة تضامن واسعة مع الإعلاميين والصحافيين في فلسطين، وإدانة الكيان الإسرائيلي في كل ‏المحافل الدولية.

اتحاد الإعلاميين اليمنيين هو الآخر عبر عن تضامنه الكامل مع شبكة الميادين الإعلامية ضد الهجمة الصهيونية على القناة والتي كان آخرها قرار حظر شبكة الميادين “قناة وموقعا وإذاعة ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي” ومصادرة معدات مكاتبها في فلسطين المحتلة والضفة الغربية والتحقيق مع مراسليها.

واعتبر الاتحاد أن “هذه الهجمة الصهيونية بمثابة شهادة للميادين بقوة تأثير هذه القناة الحرة على الكيان الغاصب والمحتل لفلسطين والقدس، مؤكدا أن ما يمارسه الكيان الصهيوني من تعديات على الإعلام والصحافة والمجازر التي يرتكبها في غزة تضع العالم أمام حقيقة هذا الكيان الإرهابي الذي يستبيح كل المحرمات.