الخبر وما وراء الخبر

السيد نصر الله: من يريد أن يمنع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع لوقف العدوان على غزة

18

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، مشدداً بأن من يريد أن يمنع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع لوقف العدوان على غزة.

وفي مستهل كلمته اليوم الجمعة، في الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، توجه السيد نصر الله إلى عوائل الشهداء بالتبريك في نيل الوسام الإلهي وبالعزاء بفقد أحبتهم، قائلاً: “لقد مضى أبناؤكم في معركة لا غبار عليها إنسانيا وأخلاقيا وشرعيا”.

وأضاف: “يمتد تبريكنا وعزاؤنا إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى، التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”.

كما توجه بالتحية إلى من تضامن ودعم وساند الشعب الفلسطيني في كل دول العالم، وعلى وجه الخصوص السواعد العراقية والسواعد اليمنية التي دخلت إلى معركة طوفان الأقصى،

طوفان الأقصى عملية كان لابد منها

السيد نصر الله تحدث عن خلفية معركة طوفان الأقصى، قائلاً: “أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع حكومة نتنياهو المتطرفة والحمقاء والغبية والمتوحشة”.

وأوضح أن “هناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكناً لقرابة العشرين عاماً”، بينما “هناك أيضاً مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”.

وأضاف: “كانت قضية فلسطين منسية في كل اهتمامات العالم، وفي المقابل كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا”، لافتاً إلى أن الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

ونتيجة ذلك، أكد السيد نصر الله أنه كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب، ويهز داعميه المستكبرين خصوصا في واشنطن ولندن، ويعيد طرح قضية فلسطين المحتلة.

واعتبر أن عملية طوفان الأقصى كانت عملية جهادية عظيمة، مؤكداً أنها عملية فلسطينية بالكامل في التخطيط والتنفيذ، وليس لها أي علاقة بأي ملف إقليمي أو دولي، وتؤكد مصداقية “ما كنا نقوله دائما أن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قياداتها”.

وأشار إلى أن السرية المطلقة لعملية طوفان الأقصى ضمنت نجاحها الباهر، وأن إخفاء العملية لم يزعج أحدا في محور المقاومة على الإطلاق.

طوفان الأقصى أسست لمرحلة جديدة وتاريخية

السيد نصر الله وصف ما حصل ميدانيا في طوفان الأقصى، بأنه كان بطوليا وشجاعا ومتقنا ترفع له كل التحايا، مبيناً أن العملية أحدثت زلزالاً أمنياً وسياسياً وعسكرياً ونفسياً ومعنوياً داخل كيان العدو.

ولفت أن طوفان الأقصى ستترك آثارها على حاضر ومستقبل الكيان، معتبراً أنها أثبتت بحق أن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.

وتابع السيد نصر الله: “كان واضحا من الساعات الأولى أن العدو كان ضائعاً وتائهاً، منبهاً بقوله: “سيكتشف العالم أن أغلب من يقولون بأنهم مدنيون قتلهم الفلسطينيون قد قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي الذي كان يتصرف بغضب وجنون”.

ونوه بأن نتائج معركة طوفان الأقصى يجب أن تُشرح وتُبيّن لمعرفة أن التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان هي تضحيات مستحقة.

وأكد السيد نصر الله أن طوفان الأقصى أسست لمرحلة جديدة وتاريخية في الصراع مع العدو، مشيراً إلى أنها خيار صائب وحكيم وشجاع وفي وقته الصحيح والمناسب ويستحق كل التضحيات.

أمريكا مسؤولة عن كل الجرائم في غزة

وتناول السيد نصر الله ما يمارسه العدو من جرائم إبادة وحشية في غزة، بقوله: إن “شهداء غزة من أطفالها ونسائها وكل المظلومين يسقطون كل الأقنعة الكاذبة التي حاولت خداع شعوبنا من خلال الترويج للكيان ودفع البلدان نحو التطبيع”.

وأوضح أن الجرائم تكشف المسؤولية الأمريكية المباشرة عن القتل والإجرام الصهيوني، معتبراً أن الحديث الأمريكي عن القانون الدولي هو نفاق، حيث الغرب يصمت عن آلاف الأطفال الذين يقتلون في قطاع غزة.

ولفت بأنه يجب أن نعرف أن أمريكا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب على غزة وأن إسرائيل هي مجرد أداة تنفيذية، موضحاً أن أمريكا هي التي تمنع وقف إطلاق النار في غزة وتمنع إدانة العدو دوليا.

وأضاف أن: “الأمريكي هو الذي يدير الحرب في غزة، ولذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأمريكية في العراق وسوريا”، مؤكداً أنه قرار حكيم وشجاع.

وشدد السيد نصر الله بأن “واجب كل حر وشريف في هذا العالم أن يبيّن هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الأطفال والنساء.. ويجب أن يتحمل الكل مسؤوليته”.

ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبلها

وتطرق السيد نصر الله إلى المسؤولية التي يتحتم على الجميع تحملها، بقوله: “ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة، هي معركة فاصلة وحاسمة وما بعدها ليس كما قبلها على الإطلاق”.

ونبه بأنه “يجب أن نضع هدفين نصب أعيننا، الأول وقف العدوان على غزة، والثاني أن تنصر المقاومة الفلسطينية وبالتحديد حماس”.

وأوضح أن انتصار غزة من مصلحة الشعب الفلسطيني أولا، وهو من مصلحة دول وشعوب المنطقة خصوصا دول الجوار، مشدداً بأن المسؤولية على الجميع في كل العالم، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تعمل على وقف العدوان على غزة.

ولفت السيد نصر الله إلى أن “الشرفاء في اليمن وبشكل علني ورسمي وبالرغم من التهديدات الأمريكية والغربية أرسلوا صواريخ وطائرات مسيرة.. إلى إيلات وجنوب فلسطين والقواعد العسكرية ولهم كل التحية والتقدير”.

كما لفت أيضاً إلى أن المقاومة الإسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها وأعلنت الدخول في مرحلة جديدة.

المقاومة لن تكتفي بما يجري على الجبهة اللبنانية

وعن دور المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) في معركة طوفان الأقصى، أكد السيد نصر الله أن المقاومة دخلت المعركة منذ 8 أكتوبر الماضي، وتخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية.

ولفت إلى أن ما يجري على الجبهة اللبنانية مهم ومؤثر جداً، وغير مسبوق في تاريخ الكيان، موضحاً أنها “معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها”.

وكشف السيد نصر الله أن “ما يجري على الجبهة اللبنانية لن يتم الاكتفاء به على أي حال”، مشيراً إلى أن العدو قلق من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة، وأن العدو يحسب لذلك كل حساب.

وأوضح أن الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبير من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، وأن “عملياتنا في الحدود تأتي ضمن حسابات دقيقة جداً”.

وقال السيد نصر الله إن “جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءًا مهمًا من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا”.

وتابع: “ربع القوات الجوية مسخّرة باتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه باتجاه جبهة لبنان، ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”.

وأردف السيد نصر الله: “قيل لنا منذ اليوم الأول إذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الأمريكي سوف يقصفكم، لكن هذا التهديد لم يغيّر من موقفنا أبدا”.

ونوه بأن تصاعد وتطور العمل في الجبهة اللبنانية “مرهون بأحد أمرين أساسيين، الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة، والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان”، محذراً العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان، بقوله: “هذا سيعيدنا إلى المدني مقابل المدني”.

كما أكد السيد نصر الله أن كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وأن كل الخيارات مطروحة، “ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعًا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.

أعددنا العدّة للأساطيل الأمريكية

وخاطب السيد نصر الله الأمريكيين بقوله: إن “أساطليكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تهددون بها لقد أعددنا لها عدتها أيضًا”.

وأضاف: “إذا كانت السياسة الأمريكية تنادي بمنع اتساع المواجهة في المنطقة، فطريقها ليس بتهديد المقاومين وإنما بوقف العدوان على غزة”.

وشدد السيد نصر الله بأن من يريد أن يمنع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع لوقف العدوان على غزة، محذراً بأن الحرب إن حدثت فإن أمريكا بجنودها وأساطيلها وقواعدها هي التي ستدفع ثمن أي حرب في المنطقة.

وفي نهاية كلمته، نوه السيد نصر الله بأن المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، مختتماً بقوله: “غزة ستنتصر.. وفلسطين ستنتصر.. وسنلتقي قريبًا للاحتفال بذلك”.