سفور السعودية بالرقص على أشلاء أطفال غزة..!
بقلم// عبدالرحمن الأهنومي
فيما تستمر شلالات الدم دافقة من قطاع غزة، وتتواصل المذابح الوحشية التي يرتكبها العدوان الصهيوأمريكي على القطاع، وتتصاعد معاناة وأوجاع ومآسي الشعب الفلسطيني في غزة، التي ترزح تحت ضراوة الحرب الصهيوأمريكية المتوحشة، والحصار الشامل على الغذاء والدواء، فيما الموت يحيط بأبناء غزة وأطفالها، دشن النظام السعودي ما يسميه موسم الرياض، بما فيه من سفور ومجون ورقص وخلاعات وانسلاخ دون اعتبار لما يحدث في غزة، ولا مراعاة لأنين الأطفال ودمائهم، في صورة لا تدلل على سوء موقف النظام السعودي تجاه غزة فحسب، بل وعلى انعدام الإنسانية لديه ولدى قادته.
ويبدو أن الرسالة السافرة التي أراد النظام السعودي إيصالها تتجاوز الموقف الخياني للقضية الفلسطينية ولغزة الجريحة ، إلى نحو أسوأ من ذلك بكثير، ففيما يتباهى قادة العدو الصهيوني بالمذابح الوحشية التي يرتكبونها في قطاع غزة بحق الأطفال والرضع والنساء، يدشن تركي آل الشيخ من الرياض – وبتوجيهات من يسميه سيده ومولاه سمو ولي العهد محمد بن سلمان – موسم الرياض السافر بالرقص على أشلاء الأطفال والنساء والرضع والرجال والتدمير الصهيوأمريكي في غزة، ولا أعتقد أن هناك أفظع من جرم القتل والمذابح التي يرتكبها الصهيونية، إلا الرقص على جثث الشهداء والأطفال.
ما يفعله النظام السعودي هو استفزاز بالغ يجرح مشاعر المسلمين ومشاعر البشرية جمعاء، ويقطع أي تكهنات بإيجابية موقفه تجاه غزة وتجاه فلسطين التي لا تنتظر منه – ومن غيره من الأنظمة الخائبة – دعما أو مساندة، لكن أحداثها هي بمثابة الامتحان التاريخي للنظام السعودي ولغيره ولحقيقة إسلامه وعروبته وإنسانيته، فما يتعرض له أبناء غزة من ظلم ومذابح تفرض على كل أحرار الدنيا أن يكونوا أنصارا لغزة وتستدعي تضامنهم حفاظا على إنسانيتهم، لكن الواضح أن هذا النظام الذي سفك الدم ثمانية أعوام وأكثر بحق اليمنيين، قد فقد كل شعور إنساني وبات مجردا من كل القيم.
مع بداية الحرب على غزة، كانت بعض وسائل الإعلام، وبعض الناطقين والمتحدثين والأبواق، يفترضون مواقف إيجابية للنظام السعودي وولي عهده محمد بن سلمان، لكن، وردا على أي حسن ظن يبلغ الجميع عن موقفه الحقيقي بنفسه بما يسميه موسم الرياض، الذي لم يؤد شلال الدم في غزة إلى تأجيله ولا إلغائه بل وقطعا لكل الأعذار كتب تركي آل الشيخ قبل أيام – مستفزا الجميع في حسابه على منصّة X»» – أن «قطار موسم الرياض ماشي وسريع، وسيتمّ الافتتاح في الموعد المقرّر»، وأضاف في تسجيل فيديو أن السعودية ومصالحها ومشاريعها هي أولى وآخر اهتماماته وقادته، في إشارة إلى أن غزة وما يحدث بها ليست في قواميسهم.
لا شك أن محمد بن سلمان أراد بإطلاق موسم السفور والرقص والتعري والمجون وحفلات الغناء واستدعاء المغنين والراقصين والراقصات، إيصال رسالة ليست من قبيل التضامن والشعور الإنساني، بل من قبيل التشفي بمن يقتلون ويموتون في غزة من الأطفال والنساء والرضع والصغار والكبار والحوامل، وقبل ذلك ليقول لكل شعوب الأمة «فلسطين ليست قضيتي»، وهو الأمر الذي حاول تركي آل الشيخ قبل أيام أن يقوله بوضوح، ويحاول محمد بن سلمان شخصيا أن يعوم تلك الرسالة إلى الجميع، ومن هنا تسقط كل ادعاءات النظام السعودي في بداية الحرب حول التطبيع ووقفه ردا على المذابح، وينكشف الأمر أن تلك الحمية كانت مجرد ادعاء فارغ.
طوفان الأقصى حققت إنجازات كثيرة، ولعل من أهم إنجازاتها أنها تمرغ المتخاذلين والمطبعين في وحل خياناتهم وتخاذلهم، وأسقطت أقنعتهم جميعا وعلى رأسهم النظام السعودي، والأمر في ما يتعلق بالحرب على اليمن التي يخوضها النظام السعودي منذ ثمانية أعوام وبذات الطريقة الصهيونية في غزة، أنها إنما كانت حربا صهيونية أمريكية تجند لها محمد بن سلمان ونظامه المارق، ليرضي أولياء أمره في واشنطن وتل أبيب.. والله غالب على أمره.