تدمير قطاع غزة وتهجير سكانها من أخطر المخططات الأمريكية ..وهذا ما يجري خلف الكواليس.
تحليل// عبدالباري عبدالرزاق.
فلسفة الإدارة الأمريكية في فرض هيمنتها وتدخلها في شوؤن الاخرين غير مقبول ، فهي تفرض اراءها في الحروب التي تصنعها ، كما تستغل وتستثمر الحروب التي يصنعها الأخرين ، وكل هذا من أجل مصالحها التي تكون في معظم الحالات على حساب الشعوب الأخرى .
لدى الإدارة الامريكية رغبة جامحة في تدمير قطاع غزة وتهجير سكانها أكثر من من رغبة الاحتلال الاسرائيلي ، وقد لاحظنا ” بايدن ” واصراره على اقتحام غزة أكثر من ” نتيناهو ” .
مخطط التهجير الكامل لأبناء غزة ، يتبناها البيت الأبيض وكيان الاحتلال الاسرائيلي والامارات والسعودية والهند ومصر التي ترفض فقط فكرة التهجير إلى سيناء ، و البحث عن مكان آخر ، وهذا ما افصح عنه الرئيس السيسي اليوم بإمكانية تهجير سكان غزة إلى ” النقب ”
تهجير أبناء قطاع غزة مؤامرة كبيرة ، حيث يرى الغرب وامريكا أن كيان الاحتلال الاسرائيلي جبهة متقدمة في المنطقة ودوره وظيفي ، وقد أشار المحلل السياسي المصري أنس حسن ، إلى تفاصيل هذا المخطط بالنقاط التالية .
الهدف الآن تحول من تهجير كامل القطاع، إلى تهجير جزء منه لبناء حالة لجوء على الحدود المصرية يمكن أن تتنامى
بلينكن بعد جولة خليجية “ضمن تمويل” الجزء الأكبر منه إماراتي راح لمصر، لخطة التهجير الجزئية مش الكلية، ومصر قبلت بيها
طيب ليه؟
أميركا تريد أكثر من إسرائيل إنهاء وجود حماس في غزة، وده الهدف اللي صرح عنه “بايدن” وقال إنه لابد من اقتحام غزة، ولكن ليس احتلالها
حماس أثبتت بهذه الهجمة التي نفذتها استحالة تنفيذ “الممر الاقتصادي الهندي” الذي عكفت عليه الإمارات والهند وإسرائيل والسعودية، والذي تم استثناء مصر وتركيا وقطر والعراق منه
وبوجود حماس وقوتها المتعاظمة، وتبخر الآمال بتحويلها لقوة “عاقلة” وفق الأسس الليبرالية للنظام الدولي، أي تقايض باللقمة، وتركع بالتنمية.. فهنا ناقوس خطر كبير
لذلك فإنها ولجعل الخطط الأمريكية للمنطقة ممكنة، لابد من إنهاء قوة حماس نهائيا، واقتلاعها من الجذور، وهذه مصيرية لواشنطن أكثر من تل أبيب.
اسرائيل قد تتعايش مع وجود مقاومة مسلحة في جوارها تخوض معها مواجهة موسعة أو محدود، الأمر مؤلم ولكنه اعتياد وجودي لإسرائيل.. أما واشنطن وخطط التنمية الخليجية الأخيرة، لا تقبل إلا باستقرار اسرائيل
لذا ستجد أن الإمارات هي الأولى في إدانة حماس عربيا وإسلاميا، ومن الأوائل عالميا، وهذه واضح ليس لأجل التطبيع فقط، وإنما لأن الإمارات استثمرت كثيرا في مشروع الممر الاقتصادي الهندي
لهذا يريد “الآن” بايدن وبن زايد أن ينفذ نتنياهو ضربته، ويسميها بايدن “فرصة تاريخية لاقتلاع حماس”، لأنه وبدون ذلك لن تموت إسرائيل، لكن سيموت مشروع اقتصادي يحاصر الصين وينافسها
بلينكن فرض على مصر قبول مخيمات لجوء أولية، تسع ل ١٠٠ ألف لاجئ، وهذه إن تمت، فستكون مقدمة لتوسيع دائرة اللجوء إلى مليون، والمليون هؤلاء ستخلق لهم إدارة مدنية جديدة..
الإدارة المدنية الجديدة هذه ليست ح>>ماس؟.. وإنما مشروع دحلان الذي كان يحلم به، والذي على أساسه أقنع الإماراتيين بدعم صفقة القرن كحل وجودي للقضية، استبدال سلطة وتمويل “رام الله” بسلطة جديدة.. ممولة عربيا وعالميا
المخطط حالم، وكارثي.. ولكنه أيضا لن يوقفه إلا “صمود المقاومة” و “وصمود أهل غزة” ومنع مخطط التهجير.
أتفق مع ما أشار إلية حسن في هذه النقاط ، وابرزها النقطة الأخيرة بضرورة أن يستمر الضغط الشعبي العربي والعالمي، وتأخذ التحركات أشكالا منظمة ومكثفة، فهذه لحظتنا التاريخية، لأنه إذا فشل المخطط.. فدفة التاريخ ستنتقل لنا تدريجيا ..فما حدث يوم ال٧ من أكتوبر، هو مفصلي في تاريخ الأمة وفي دورات التاريخ، فلنكن على قدره ولنسعى لتثبيت لحظة الانتصار تلك. والسلام تحية .