الخبر وما وراء الخبر

كسر حاجز الصمت العالمي

171

ذمار نيوز| وليد فاضل | المسيرة نت: في الدقائق الأولى من يوم الخميس 26 مارس2015م تفاجأ الشعب اليمني بسماع انفجارات عنيفة  تهز المدن الرئيسية في اليمن، وماهي إلا لحظات حتي عرف بأن سبب الانفجارات هي غارات همجية تشنها مقاتلات تحت مسمي عاصفة الحزم (العدوان السعودي الأمريكي ) على المطارات والمقار الحكومية والمعسكرات، في استهداف ممنهج للبنى التحتية وبنية الجيش اليمني، وتم ارتكاب أول جريمة بحق الشعب اليمني والإنسانية باستهداف حي سكني بجوار مطار صنعاء راح ضحيتها عشرات الأبرياء.

في الوقت الذي يتآمر فيه بعض أبناء البلد على بلدهم ويعملون لصالح الغزاة في قلب الحقائق والتغطية على جرائم العدوان استطاع الشعب اليمني بصموده الأسطوري وأساليب حضارية كسر الصمت العالمي والعربي والآلة الإعلامية الضخمة التي يمتلكها العدوان السعودي الأمريكي والأموال الضخمة التي ينفقها على المنظمات الدولية والحقوقية ووسائل الإعلام للتسترعلى مايقوم به من جرائم حرب فقد أوصل الشعب اليمني صوته إلى أرجاء العالم وكسر حاجز الصمت وأوصل جرائم العدوان الى العالم من بين تلك الأساليب الوقفات الاحتجاجية الأسبوعية التي تنظم أمام مبنى الأمم المتحده بصنعاء (ساحة اللاإنسانية ).

الوقفات الاحتجاجية

نظمت الوقفات الاحتجاجية الشعبية في ساحة اللاإنسانية أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء واستمرت للضغط عليها للاستجابة لمطالب الشعب اليمني المشروعة لكسر الحصار الجائر ووقف العدوان على الشعب اليمني ومحاكمة النظام السعودي كمجرم حرب ووصلت عدد تلك الوقفات إلى 24 وقفه خلال عام من العدوان.

وفي كل الوقفات الاحتجاجية يحمل المشاركون في الوقفات مجلس الأمن الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة و منظمة اليونيسكو ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ لـ 27 مليون يمني نتيجة العدوان واستمرار الحصار الشامل على اليمن والتدمير المتعمد للمدن التاريخية والمواقع الاثرية.

وقفات الجاليات والمتضامنين الأجانب:

لم تقتصر الوفقات الاحتجاجية على اليمنيين في الداخل وإنما امتدت لتشمل أبناء الجاليات اليمنية والعربية ومتضامنون أجانب، حيث كانت أول وقفة احتجاجية يوم السبت 4 إبريل- 2015 في لندن والتي نظمها أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا وفي نفس اليوم نفذت الجالية اليمنية بنيويورك وقفه احتجاجية للتنديد بالعدوان السعودي أمام مبنى الأمم المتحدة.

وفي 28-4-2015 نظمت وقفات احتجاجية في كل من السويد ونيجيريا رفضاً للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وفي 2016/02/24 كما نظمت وقفة أمام السفارة السعودية في إندونيسيا تضامنا مع الشعب اليمني، وفي 27-2-2016 نظمت وقفة احتجاجية في ألمانيا، وفي 2مارس  2016نظمت وقفة احتجاجية في الدنمارك رفضا للعدوان على اليمن، وفي 22 مارس نظمت في بريطانيا أيضا وقف احتجاجية حمل المشاكون فيها مجسمات لصواريخ تصنعها بريطانيا وطالبت الحكومة البريطانية بوقف بيعها للسعودية لاستخدامها في قتل المدنيين.

عاصفة التغريدات:

لم تكن الوقفات الاحتجاجية الأسلوب الوحيد في التعبير عن الإدانة والاستنكار للعدوان وفضح جرائمه، فقد كانت هناك وسائل أخرى اهتم بها الناشطون اليمنيون لإثارة الرأي العام في الدول التي تشارك العدوان أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نظم ناشطون عدد من حملات التغريدات عبر تويتر بهاشتاقات مختلفة أشهرها هاشتاق “أمريكا تقتل الشعب اليمني ” الذي حطم أرقاما قياسية وحصل على المرتبة الثانية عالميا بما يقارب مليون تغريدة، في حين وصل عدد المشاهدات لتغريدات هاشتاق الحملة إلى 250 مليون على الأقل.

كما حققت عاصفة تغريدات “الأسلحة الأمريكية تقتل اليمنيين” #‎USAWeaponsKillsYemenis التي تنظم مساء كل أحد أرقاما قياسية، حيث وصل الهاشتاق للمرتبة الأولى عالمياً في غضون 39 دقيقة فقط منذ بدء الحملة وهذا رقم قياسي لعواصف التغريدات اليمنية المماثلة.

ويعد أول هاشتاق يمني في إطار الحملات اليمنية المماثلة ضمن حملة “أمريكا تقتل الشعب اليمني” يصل حجم الفارق بينه وبين المرتبة الثانية بعد صعوده المرتبة الأولى إلى أكثر من الضعف.

وبحسب الإحصائيات، فقد وصلت ذروة نسبة تداول الهاشتاق على تويتر إلى 12 % مما كان يتم تداوله في تلك اللحظة في موقع تويتر وحوالي الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي.

كما حافظ الهاشتاق على المرتبة الأولى عالمياً لأكثر من 3 ساعات من مدة الحملة وهذا رقم قياسي آخر لحملات التغريدات اليمنية المماثلة.

وفيما يتعلق بالتفاعل مع الحملة أوضحت الإحصائيات أن التفاعل بلغ 22 مليونا على الأقل وهذا الرقم يمثل عدد الإعجابات، وإعادة التغريد، والنقرات على الصور، والنقرات على الروابط، في التغريدات التي تضمنها الهاشتاق.

وبحسب الإحصائيات الخاصة بالحملة إن المغردين من 17 دولة تشمل اليمن ومصر والعراق وعمان والأردن وقبرص وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا و روسيا والإكوادور وفينزويلا والتشيلي.

وأوضح المنظمون للحملة أنه تم إعداد بنك تغريدات بمحتوى جديد كلياً وإنشاء موقع خاص به بحيث يكون مخصص بشكل دائم لعواصف التغريدات التي تدخل في إطار حملة “أمريكا تقتل الشعب اليمني” وهو متوفر على الرابط التالي sites.google.com/USAKillsYemeniPeople.

وتركزت المادة المعدة للتغريد باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية أولا على الدور الأمريكي وحقيقة أنه من يقف وراء العدوان من مقالات الصحف الأجنبية التي تتحدث عن الدور السياسي والاستخباراتي والإداري للحرب، ومقالات المنظمات الإنسانية التي توثق الأسلحة الأمريكية المستخدمة في مختلف المدن اليمنية، وصور وإثباتات ووثائق ميدانية من ناشطين يمنيين وأجانب والجهات الرسمية عن السلاح الأمريكي.

كما تركزت على وثائق واستدلالات وإحصائيات مختلفة من المركز القانوني للحقوق والتنمية ووزارة الصحة العامة والسكان و وزارة حقوق الإنسان .

الناشطون الأجانب:

وقف إلى جانب اليمن وضد العدوان عليها عدد من الخبراء والناشطين الأوروبيين اللذين استنكروا جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، كما طالبوا المجتمع الدولي بإنهاء تدخل قُوى العدوان، وإيجاد حل عاجل للأزمة اليمنية. وخلال عام من العدوان، تم توثيق 56 واقعة، استهداف العدوان فيها المدنيين والأحياء السكنية بقنابل عنقودية محرمة دولياً.

ووفقا للناشطين، فقد تعرض الوضع الداخلي في اليمن للتصفية والانتهاك، وكانت النتائج عكسية، وهذا يتعارض كلياً مع مفهوم السيادة وينتهكها. وأكد الخبراء والناشطون الأوروبيون أن استخدام القوة من أجل حل أزمة داخلية يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان في اليمن، وبالتالي يجب على المجتمع الدولي إيقاف هذا التدخل وإيجاد حل للأزمة اليمنية.

دور المنظات الحقوقية :

في 10 مايو 2015 رفعت دعوى أمام المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية ضد قيادات وملوك ورؤساء دول تحالف العدوان على اليمن، حيث قامت كل من رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة، وهي منظّمة حقوقيّة غير حكوميّة في اليمن ،وائتلاف منظّمات المجتمع المدني اليمنية غير الحكوميّة «شركاء»، وتحالف مدني ضم ٣٣ منظمة ونقابة عامة وجمعيات غير حكومية يمنيّة في مختلف الأنشطة المدنية اليمنية برفع دعوى للمفوضيّة السامية لحقوق الإنسان ضدّ قيادات وملوك ورؤساء دول وحكومات دول التحالف العربي، كما شملت الدعوى شركة صناعة طائرات إف ١٦ الأمريكيّة وشركات مصانع السلاح المستخدم في جرائم العدوان ضد الشعب اليمنيّ.

منظمة اليونسف: أطلقت العدوان على اليمن مأساة

يعتقد أن الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لم تقم بدورها في العدوان وفق أدبياتها باسثناء بيانات وتصريحات هزيلة لاترقى إلى حجم ما يرتكبه العدوان صدرت مؤخرا، منها ما صدر فى 13يناير 2016، حيث قالت منظمة اليونسف للأمومة والطفولة فرع اليمن أن هناك حقائق مؤكدة صادرة عن الأمم المتحدة تتحدث عن أن 747 طفلا قتلوا في حين أصيب 1,108 آخرين منذ مارس من العام الماضي وهذا ليس سوى جزء من المأساة.    .

وكشفت المنظمة الدولية أن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن نصف النازحين الذي بلغ عددهم 2,3 مليون شخص.

وفي مارس 14, 2016 طالبت منظمة أروى، وهي منظمة يمنية، بفتح تحقيق دولي من خلال لجنة دولية محايدة  في جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن منذ ما يقارب العام.

وأوضحت المنظمة في ندوه عقدتها في مجلس حقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة في جنيف دور السعودية في إجهاض العملية السياسية في اليمن خلال الفترة التي سبقة العدوان.

كما استعرضت المنظمة أبرز الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمها العدوان في اليمن، وأبرزها (سي بي يو) و(إم تو سقس)، و(ستوروس) وقنابل وأسلحة غير معروفة، موضحة عدد الجرائم بالأرقام وتاتي هذه الندوة التي تقام في إطار الدورة الـ 31 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.

وفي يونيو2015 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن الغارات التي تشنها قوات التحالف بقيادة السعودية  من خلال زياره ميدانية اجرت تحقيقات في 8 غارات تسببت بمقتل 141 مدنياً على الأقل وجرح أكثر من 101 آخرين معظمهم من النساء والأطفال.

وفي 28 يوليو/ تموز 2015 قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن غارة التحالف الذي تقوده السعودية، التي أودت بحياة 65 قتيلا من المدنيين في مخا بجنوب غرب اليمن، يمكن اعتبارها “جريمة حرب”.

وذكرت المنظمة أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلف أكثر من 26000 ألف شهيد وجريح منذ بدايته في 26 مارس 2015م بحسب تقارير لمنظمات حقوقية مستقلة.

وفي 28 نوفمبر 2015 أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش ، في تقرير جديد أصدرته، أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن  شن غارات جوية في اليمن أدت إلى مقتل 309 مدنيين على الأقل وإصابة 414 آخرين على الأقل.

وقالت المنظمة إن نحو 2500 مدني قتلوا في ضربات “التحالف” منذ مارس الماضي.

وكانت واشنطن باعت  قنابل بقيمة 1,29 مليار دولار للرياض.

وفي موقف استثنائي لكيان أوروبي ضد ما يتعرض له اليمن، دعا البرلمان الأوروبي 25 فبراير 2016 الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى السعودية والتوقف عن بيع الأسلحة إلى بلاد تُتهم باستهداف المدنيين في اليمن.

ودعا البرلمان بريطانيا وفرنسا وحكومات دول الاتحاد الأوروبي وصوت نواب البرلمان الأوروبي بأغلبية 449 صوتا لصالح فرض حظر أوروبي على تصدير السلاح إلى السعودية.

ودعا بيان صادر عن البرلمان الأوروبي إلى “وقف الضربات الجوية التي تستهدف المدنيين وكذا  وقف القتال على الأرض بما يسمح بإيصال مواد الإغاثة الضرورية لإنقاذ حياة الشعب اليمني”.

وقد قتل نحو 6000 شخص في اليمن منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية فيها في شهرمارس من العام الماضي، بحسب احصاءات الأمم المتحدة.

وقد قالت الأمم المتحدة مطلع هذا العام إنها تلقت تقارير عن استعمال القنابل العنقودية في المناطق التي بها مدنيون في العاصمة اليمنية صنعاء بالاضافة الى استهداف المدارس ومراكز المكفوفين ، واصفة ذلك بأنه “قد يشكل جريمة حرب”.

البرلمان الهولندي يوافق على قرار وقف تصدير الأسلحة للسعوية

وفي إطار الادانات  في16 مارس2016 وافق البرلمان الهولندي  على مشروع قانون يُلزم الحكومة بوقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، بسبب استمرار انتهاك الأخيرة للقانون الإنساني في اليمن.

وفي 22 مارس 2016 دعت منظمة العفو الدولية بريطانيا و أمريكا إلى وقف تسليح السعودية إثر العدوان الذي خلف أكثر من 26000 ألف شهيد وجريح منذ بدايته في 26 مارس 2015م بحسب تقارير لمنظمات حقوقية مستقلة واستخدم فيه 5 أنواع من الذخائر العنقودية على الأقل، 3 منها تحملها قنابل تُرمى جوا و2 في صواريخ تطلق من الأرض.

وفي 25 مارس 2016 بدأ البرلمان البريطاني التحقيق في استخدام السعودية الاسلحة البريطانية لقتل المدنيين في اليمن.

وتتوالى الادانات اذ بدأت لجان الرقابة على تصدير الأسلحة (CAEC) في البرلمان البريطاني تحقيقاتها، في استخدام الأسلحة المصنعة في المملكة المتحدة في اليمن، والاستماع من ممثلي المنظمات الغير الحكومية.

وكان قد أطلق أعضاء البرلمان البريطاني في العاشر من مارس تحقيقاً؛ فيما إذا كان يتم استخدام أسلحة بريطانية الصنع من قبل القوات السعودية في حملة عسكرية مدانة بانتهاكات إنسانية ضد المدنيين في اليمن، بعد تزايد الانتقادات على نطاق واسع بارتكابها جرائم بحق المدنيين اليمنيين.

وهذه الادانات من المنظمات والتقارير أتت بعد الوسائل الحضارية التي اتخدها الشعب اليمني  لكسر حاجز الصمت العالمي بعد ان كان العدو السعودي والامريكي دفع الاموال والضغط المريكي الا ان حجم الجرائم لم تستطع تغطيتها ولأن صدى اصوات اليمنيين بدات في الوصول إلى الراي العام العالمي وبدت محرجة من التغاضي عن الجرائم وارغمت على الاعتراف بحدوثها .