الخبر وما وراء الخبر

ولمن انتصر بعد ظلمه .. ونهر دماء النصر

15

بقلم// أمة الملك قوارة

أبشع الجرائم ترتكب على وجه الأرض حقلها غزة وفلسطين ومنفذها العدو الصهيوني، فمالذي يجعل الكيان الغاصب يتمادى في سابقية ليس لها مثيل واستباحة للأرض الفلسطينية؟ وذلك ليس ردا على عملية طوفان الأقصى وحسب بل أن هناك ضوء أخضر انطلق من أماكن مختلفة ليشرعن للصهيونية المتطرفة ما تعمله الآن ! وما بين راعية الانتهاكات أمريكا ورعيان التطبيع من حكومات العرب العميلة والمحايدة والمنادية بالحفاظ على المدنيين الإسرائيليين والفاتحة مطارتها لتقديم المساعدات لربيبتهم اسرائيل ! انطلقت أنياب الصهاينة، كما أن كبح مظاهرات الشعوب العربية ومواقفهم مع شعب فلسطين كان له الأثر في أطلاق العنان للكيان الغاصب في حرب الإبادة وإطلاق شعار التهجير لأصحاب الأرض ! والسؤال هنا من ندين ومن نستنكر؟! هل الحكومات العميلة أم الشعوب الساكتة على تمادي العمالة في حكوماتها ومن يمثلها ! ولقد استيقظت غزة مطالبة بحقها ومتخذة قرار المقاومة فهل تعي الشعوب ماذا يعني ذلك ؟! وبينما الصهيونية تغرق في تهديداتها وجرائمها، فلسطين تقاوم وعلى الشعوب أن تقاوم ليتضح موقفها أكثر ولكي لا تكون تحت قيادة عميلة عليها أن تتعلم العنفوان من غزة الصمود وتثور كالطوفان محققة عزتها ومتخذة قرارها ولكي يعرف العدو أن مصالحه زائلة مع بعض القطعان ! وكيانه زائل لا محالة ..

لقد أثبتت عملية طوفان الأقصى مدى ضعف وهشاشة العدو الغاصب واستحالة المواجهة من قبلهم ! وإنما من وراء مدرعاتهم ومعادنهم يرتكبون الجرائم ويتمادون فإذا ما أقبل الحق فروا مدبرين ، وهنا فلتستمر المقاومة فلقد عرفنا كلنا طبيعة العدو ولا ضير من تدفق الدماء ولا ضير من ارتفاع أعداد الشهداء ولا ضير من تناثر الأشلاء في سبيل الكرامة ، فلن يأتي النصر ولن يبنى المجد ولن تتحقق الحرية إلا بعد أن يكون لها ثمن غالي من الدماء والتضحيات، ولقد استفاقت غزة وهي تعرف ثمن استفاقتها الأبية، وهنا على الحكومات العميلة ألا تسترسل في التتباكى على فلسطين أو على المدنيين من الطرفين كما يتغنون ! فتلك التمثيلة أصبحت رخيصة جدآ وإن لم يكن هناك فعل فلتوفر على نفسها الثرثرة وتوالي الكلمات المفروغ منها ، وأما عمن كشفت عملية الطوفان قبحهم وأصبحوا ينادون باسم الحفاظ على إسرائيل وتوقف العملية والمقاومة ! فلينتظروا ! سيأتي الله بصبح النصر فقرار المقاومة واستمرار عملية طوفان الأقصى كان أعظم قرار اتخذته فلسطين حتى الآن وهو القرار ذاته الذي أشعل نار الحمية وأشعل نار القضية المركزية في نفوس كل العرب والمسلمين وأشعل روح الإنسانية في نفوس أحرار العالم، وإما عن محور المقاومة فلقد أصبح رهن الإشارة للمقاومة الأم في فلسطين ولن تكسر المقاومة بقدر ما ستكون بداية لنهاية حتمية للكيان الغاصب ..

إن كل المؤشرات والأحداث تقول إنه ليس من المستبعد أن تصحوا كل الشعوب العربية والإسلاميةمكونة طوفان واحد ولحُمة واحدة مبيدة لضلال حكوماتها ومتجهة نحو قضيتهم المركزية نحو فلسطين التي اتخذت قرار الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها وهذا ما يجب أن تخافه الأنظمة، وتسارع في تصحيح مسارها فلأحداث في تطور مستمر لحكمة أرادها الله وسيعجز عنها كل المنبطحين تحت رداء العمالة والذلة والانحياز ! وصحوة الشعوب آتية لا محالة، وهنا على العدو الصهيوني والأمريكي أن يعيان أنه مع تدفق مزيد من الدماء الفلسطينية دفاعا عن أرضهم كلما التحمت الشعوب العربية على قضيتها واتحد أكثر محور المقاومة الذي أصبح قوة يعرف الجميع مدى تأثيرها ! فلتستمر فلسطين في طريق التحرير والحرية ومعها كل الأحرار في أهب الاستعداد للمشاركة على أوسع نطاق لا ستكمال معركة التحرر فموعد اللقاء على أرض فلسطين وموعد خوض المعركة الكبرى أصبح قاب قوسين أو أدنى، فكل المؤشرات تقول ذلك، فلا مجال لأن يسكت الأحرار ممن تجري القضية في دمائهم وهم يعون ماذي يعني وعد الله؟ و سنة الانتصار للمؤمنين مؤكدة لا تبديل لها، وإنما التمادي الكبير الذي غاص فيه الكيان إنما ذلك يحدد مأله وفترة بقائه الوجيزة على أرض فلسطين، وهناك مفاجآت ربما لن يدركها العدو إلا حين حدوثها وعن شعب فلسطين استبشروا واستمراو فما بعد الصبر والمقاومة إلا النصر المبين، وقد وقع في أنفسنا ما وقع في أنفسكم من اجتراء المطبعين وتماديهم وهنا سنذكرهم بقوله تعالى:{ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}

من سورة المائدة- آية (52)