الخبر وما وراء الخبر

يــوم مـــن الـــدهــــر

131

بقلم / عـبدالله علي صبري


بعد مرور عام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن فإن 26 مارس 2016م يختلف عن ذلك اليوم الأسود في العام 2015م ، حين باشر تحالف العدوان غاراته على صنعاء في مهمة كان يراد لها أن تكون خاطفة وحاسمة ومذلة للشعب اليمني ، الذي فوجئ بغارات وهجمات صاروخية غير مسبوقة في تاريخ بلادنا.

أراد العدوان أن يكسر إرادة اليمنيين بالتوحش في الإجرام الذي وصل حد الإبادة الجماعية في عدد من المجازر البشعة، التي استهدف بعضها أسراً بأكملها، وخلفت معظمها آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وعلى الأخص النساء والأطفال.
غير أن الصورة اليوم تختلف جذرياً ، فالاحتشادية الجماهيرية الضخمة التي شهدتها العاصمة صنعاء عصر أمس السبت، بمشاركة كل القوى السياسية والوطنية المناهضة للعدوان، أعلنت وبصريح العبارة أن اليمن انتصرت بصمود وثبات شعبها الذي سطر ملحمة تاريخية، ليعلن يوم أمس عن تحول كبير في موازنات المنطقة، عنوانه أن اليمن بات رقماً إقليمياً لا يمكن تجاوزه ، وحتى إن سعى أعداؤه إلى إغراقه بالدم وبالفوضى وبالفتنة ، فإن شعباً هكذا صموده ، هكذا حضوره.. وهذه تضحياته، وهذه انتصاراته، لا يمكن إلا أن يكون في القمة دوراً ومسؤولية.

لقد انتصرت إرادة اليمنيين، وانكسرت عاصفة العدوان ..هذا هو العنوان العريض للوحة الزاهية التي رسمها اليمانيون يوم أمس في يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
هنا البركان اليماني هب من مضاجعه ، منتصراً لمظلوميته وكرامته ، ومعلناً عن الحرية والاستقلال والخروج من دائرة الوصاية الخارجية، التي قبعنا تحت رحمتها عقوداً طويلة بسبب الانهزامية السياسية التي طبعت أداء نظم الحكم السابقة في الشمال والجنوب على حد سواء .
يوم من الدهر أعلن فيه اليمانيون أنهم ماضون على طريق الحرية والكرامة والوحدة والأمن والاستقرار، وبناء دولة قوية ومقتدرة تحفظ حقوق الوطن والمواطنين ، وتستعيد المجد الحضاري الذي عرف به اليمانيون عبر التاريخ .
يوم من الدهر التحم فيه الشعب بالسيد القائد وبأحلام وطنية مشروعة ضحى الآلاف من أبناء الشعب وبذلوا دماءهم رخيصة لأجل الوصول إليها.. وما زال الآلاف منتظرون على درب النصر والشهادة، ولم يبدلوا تبديلا.

يوم من الدهر فيه العزة للشعب اليمني وللأحرار في الداخل والخارج، ممن ساندوا شعبنا وقالوا كلمة حق ضد العدوان، لكنه يوم أسود فيه الذل والمهان لآل سعود ومرتزقتهم والمتحالفين معهم ومن دعمهم ودفع بهم إلى الجحيم اليمني.

يوم أسود لمن راهن على انكسار شعبنا، ورام تمزيقه وتطويعه، فقد رأوا بأم عينهم كيف خابت حساباتهم، واندحرت فلولهم الغازية، وتبخرت أوهامهم، وارتد عدوانهم عليهم هزيمة وخسرانا، وغدت مبرراتهم مجرد لغو من الكلام، يناقض ويضرب بعضه بعضا، في حالة تدل على زهايمر حاد، لعله يتبدد، حين يتعقل آل سعود ويفهمون رسالة الأمس قبل فوات الأوان.