عام من العدوان.. عام من التواطؤ الأممي
بقلم / فيصل مدهش
الساعة الثانية تقريباً من فجر الـ26 من مارس العام الماضي أستيقظ أبناء الشعب اليمني على دوي انفجارات وأصوات الطيران في الأجواء اليمنية، والكل بدأ يسأل: ما هذه الانفجارات ومن يقصف المطارات والمصالح اليمنية من يقصفنا نحن أبناء الشعب اليمني، كل واحد بدأ يشاهد شاشات التلفزة ويستمع أجهزة الراديو ليتفاجأ أن هناك تحالفاً بقيادة المملكة العربية السعودية يضم أكثر من 12 دولة قررت القيام بعمل عدواني حربي ضد الشعب اليمني كل الشعب ، وتم الإعلان عنه من العاصمة الأمريكية واشنطن على لسان السفير السعودي آنداك عادل الجبير وزير الخارجية السعودي حالياً . الكل يتساءل: ألسنا دولة مستقلة ذات سيادة ، هل هناك مبررات ومسوغات قانونية تسمح لدول أخرى الاعتداء علينا وقتلنا وتدمير كل مقومات الحياة لنا كشعب يمني ، ألسنا أعضاء في منظمة الأمم المتحدة، هل من أهداف ومبادئ الأمم المتحدة السماح لدولة أخرى أو عدة دول شن عدوان غاشم بربري وهمجي وعدواني على دولة أخرى مستقلة وذات سيادة وعضو مؤسس في عصبة الأمم.
كل هذه التساؤلات وغيرها لازالت تتردد عاماً كاملاً من عدوان سعودي أمريكي استهدف المطارات والموانئ استهدف المنشآت الصحية والتعليمية ، استهدف دور العبادة ومدارس العلم ، استهدف محطات الكهرباء وأنابيب النفط والغاز ، استهدف الأطفال والنساء ، استهدف الأسواق والملاعب والحدائق وملاهي الأطفال ، استهدف البنية التحتية بشكل عام ، استهدف المصانع والمنشآت الاقتصادية الحكومية والخاصة ، قصف الأسواق العامة والأعراس والمناسبات ، أرتكب أبشع المجازر في صعدة وصنعاء والحديدة وعمران وذمار وتعز وإب وحجة والجوف ومارب والبيضاء والمحويت وريمة والضالع ولحج وأبين وعدن .
خلال عام من العدوان السعودي الأمريكي وارتكابه لأبشع الجرائم الإنسانية بحق كل فئات وشرائح المجتمع الدولي لم نسمع من الأمم المتحدة وأمينها العام أي موقف يدين العدوان أو حتى يدين المجازر إلا في المجزرة الأخيرة التي نتجت عن استهداف طيران العدوان لسوق الخميس بمديرية مستبأ محافظة حجة والتي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيداً وعشرات الجرحى ، وهذه المجزرة ليست سوى مجزرة من مئات المجازر التي حدثت في معظم المناطق اليمنية والتي استهدفت الأعراس في تعز وذمار وأكثر من مجزرة ارتكبت بحق الصيادين وعشرات المجازر التي قضت على أسر بكامل أفرادها أطفالها ونسائها، لم نسمع ولم نر خلال هذه الفترة من ارتكاب المجازر أي دور بارز للأمم المتحدة سوى بعض الإعراب عن القلق ، ورغم صدور تقرير عن خبراء تابعين لها يوثق ارتكاب السعودية جرائم حرب وجرائم إنسانية إلاّ أن ذلك التقرير تم إدخاله ضمن سلة المهملات الخاصة بالسيد بان كي مون ، وحتى المنظمات الحقوقية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة لم ير الشعب اليمني منهم أي دور جدي لإيقاف العدوان والمجازر التي ترتكب بحقه كل ساعة وكل يوم.
الشعب اليمني وصل إلى قناعة تامة بأن الأمم المتحدة ومجالسها سواء مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وكل المنظمات التابعة لها لا تعمل بحيادية وفق الأهداف والمبادئ التي أنشأت من أجلها وإنما وفق أهواء ومصالح الدول الكبرى حتى الحصار المفروض على اليمن جواً وبراً وبحراً لم تفعل شيئاً من أجل رفع ولو جزء من المعاناة الإنسانية عن الشعب بل أصبح الشعب يرى في الأمم المتحدة جزءاً لا يتجزأ من العدوان وشريكاً أساسياً ورئيسياً فيه بطريقه مباشرة، كما أن الجميع بات لديهم من القناعة واليقين أن المال السعودي والرغبة الأمريكية أشترت كل المبادئ والقيم الإنسانية ليس من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بل حتى من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى وان العدوان على اليمن وما أرتكب بحقه من جرائم حرب وجرائم إنسانية كشف وعرى تلك الدول وتلك المنظمات وتوصل الشعب اليمني إلى حقيقة أن صموده وتضحياته في مواجهة العدوان ومرتزقتهم سواء في الحدود أو في الداخل هي من ترسم وتحدد إيقاف العدوان عليه