الخبر وما وراء الخبر

ماذا تعني الوحدةُ الإسلاميَّة؟

5

بقلم// زكريَّا بركات

تعني أن يساعد الشيعيُّ من إيران السنِّيَّ في فلسطين للدفاع عن نفسه وتحرير وطنه..
تعني أن يدعو مراجع الشيعة في إيران والعراق إلى نصرة الشعب الفلسطيني الذي غالبيته العظمى من أهل السنَّة..
تعني أن تصدع فصائل المقاومة العراقية الشيعية بتصريحات نارية دعماً لحماس السنيَّة..
تعني أن يندمج الشيعة والسنَّة في غزَّة (فلسطين) في عمليات جهادية مشتركة ضدَّ المحتـ الصهيوني ـلِّ..
تعني أن يقصف الشيعيُّ من جنوب لبنان ثكنات العدوِّ دعماً لعمليَّات المجاهد السنِّي في جنوب فلسطين..
تعني أن يخرج الزيديُّ اليمني في مظاهرات حاشدة تأييداً لقضية الشعب الفلسطيني السني..
تعني أن يتَّصل وزير خارجية إيران الشيعيُّ بنظيره القطري السنِّي ليبحثا سبُلَ دعمِ فلسطين..
هذا هو معنى الوحدة الإسلامية.. أن توحِّدنا القضية، ولا نغرق في التفاصيل على حساب مصلحة أمَّتنا..

لذلك يحرص أعداءُ الأمَّة على إيقاع الفتنة بين الفرق الإسلاميَّة، ويكرِّسون لغةَ الكراهيَّة بين أبناء الطوائف المختلفة لتضيع القضية وينعم العدوُّ بالسلام في ظلِّ اقتتال أبناء الأمَّة فيما بينهم..

ومن المؤسف أنَّ حمقى المسلمين لا يفهمون ذلك، ويعملون ـ من حيث يشعرون أو لا يشعرون ـ على إشاعة اللغة السلبية والعناوين المفرِّقة، ولا يحسنون التمييز بين الحوار البنَّاء المعتمد على اللغة العلميَّة والأدلَّة الرصينة، وبين التراشُق بالاتِّهامات والجدل العقيم المعتمد على الإساءة والسباب واللعن الذي يحاول الذباب الإلكتروني التابع لأعداء الأمَّة إشاعته عبر منصَّات التواصُل، وينهمك فيه ـ بحماس دينيٍّ ساذج ـ المغفَّلون والحمقى من الجهلة وأنصاف المتعلِّمين من أبناء الأُمَّة الإسلامية.

إذا فكَّر المسلمون في قضاياهم الكبرى، سيجدونها أساساً مهمًّا جدًّا يحتِّم عليهم التفاهم والتقارب والعمل المشترك.. وبذلك تتحقَّق الوحدة الإسلامية، وفي ضوئها يلزم أن تدار الحوارات في نقاط الخلاف باللغة التي تؤدي إلى التفاهم وليس إلى سوء الفهم، وبالأسلوب المقرِّب وليس المنفِّر، وبالنحو الذي لا يضرُّ بالعمل المشترك..

والحمدُ لله ربِّ العالمين.