الخبر وما وراء الخبر

طوفان الأقصى..ملحمة عز وافتخار

5

بقلم// وفاء الكبسي كتبت:

عملية “طوفان الأقصى” ملحمة من ملاحم التاريخ التليد بدأت الملحمة فجر السابع من أكتوبر شارك فيها كافة الألوية الفلسطينية تحت راية واحدة وهي تحرير أرض فلسطين من الاحتلال الصهيوني أسفرت عن مقتل 400 صهيوني وأسر المئات من الجيش الصهيوني، وسيطرت على عدة مواقع عسكرية إسرائلية كاملة، هذه الأرقام لأول مرة تُذكر في تاريخ المقاومة الفلسطينية منذ عام 1948م، هذه الأرقام هي أرقام عز وفخار ستسجل بماء الذهب؛ لأنها تقربنا لهدف تحرير فلسطين الأبية مهما تعاظمت قوافل الشهداء.

بدأت المقاومة معركتها المباركة بعد تخطيط محكم، مدركة مواطن ضعف الاحتلال الإسرائيلي وحساسياته، المتمثلة في الخسائر البشرية والاقتصادية والمعنوية، فرسمت ملامح النصر من جديد وصححت البوصلة من جديد بالدماء والأشلاء وحطمت كافة نظريات الضعف والاستكانة وإعادة الاعتبار للمقاتل العربي الفلسطيني الذي صنع نظريات العز والفخر عندما مرّغ أنف الجيش الصهيوني الذي يمتلك أعتى الأسلحة العسكرية والدعم الأمريكي وأفقدوه توازنه، فهذه العملية جاءت ردًا قويًا على كل ممارسات وجرائم الاحتلال البشعة طيلة سنوات الاحتلال على الأرض والإنسان والمقدسات، وذلك من خلال طريقة الرد وبداية القصف واستهداف تل أبيب والمستوطنات التي مثّلت ضربة قوية على كافة المستويات للإحتلال وداعميه الدوليين.

عملية “طوفان الأقصى” ليست مجرد عملية عسكرية كسابقتها، بل هي معركة غير مسبوقة على الإطلاق في التاريخ، فالمقاومة هي التي تبادر وتختار المكان والزمان، وتتوغل في مناطق الاحتلال، وتأسر جنودا وقادة، وتغتنم أسلحة وآليات للعدو، وكل ذلك يشاهده العالم صوتًا وصورة، ويبدو الكيان الإسرائيلي في حالة صدمة وذهول وشلل وانعزال عن الواقع.

على العالم كله ألا يتناسى مذابح العدوّ وقصفه للمدنيين والمناطق السكنية، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنى التحتية، وعليه ألا يتناسى أيضًا مئات الآلاف من الذين هُجّروا من ديارهم وسُلبت منهم أراضيهم، عليهم أن يتذكروا هذه الجرائم وعليهم أن يعترفوا بحق الشعب الفلسيطني المشروع في مواجهة الاحتلال، وألا يعتبروا هذه العملية اعتداء وتصعيدًا، فهذه المعركة يجب أن تصنع فرقًا في تاريخ الجهاد والنضال العربي ، وفرقًا كبيرًا في تفكير المواطن العربي والحاكم العربي والعسكري العربي، وفي تفكير الصهيونية الأمريكية؛ لأنها حرب تجلت فيها الحقيقة أمام العالم أن الشعب الفلسطيني شعب حضاري ومتجذر بفلسطين ومحارب وتاريخه تاريخ انتصارات وقهر ودحر للغزاة.

الله أكبر في أولها وأخرها.. اليوم انهمرت دموع الفرح والثقة من عيون كل مواطن حر مسلم، فاليوم يوم تعزيز الأمل بالنصر نصر الله جلّت قدرته وكلماته، قال تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} ،
فخروج الشعب اليمني تأييدًا ونصرةً للشعب الفلسطني ومقاومته الباسلة ليس بالغريب فهو من طلائع الداعمين للقضية الفلسطينية برغم العدوان والحصار وهي رسالة بأننا حاضرون للمواجهة وتقديم العون بكل ما أوتينا من قوة وقد أكد على ذلك خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله، كما خرجت العديد من الشعوب الإسلامية إلى الشوارع نصرةً وتأييدًا لأبطال فلسطين وغضبًا على حكامهم المطبعين، وإعلان بأن اليوم هو يوم سقوط التطبيع والمطبعين .