نيوزويك”: الجيش الأمريكي يواجه أزمة تجنيد حادة
كشفت مجلّة “نيوزويك” الأمريكية، عن أزمة تجنيد يعاني منها الجيش الأمريكي، مُشيرةً إلى أنّ الجيش ينكمش حالياً إلى أصغر حجمٍ له منذ الحرب العالمية الثانية، ومؤكّدةً أنّه يكافح للعثور على المجندين.
وأوردت المجلّة تصريحاتٍ لمسؤولين في الجيش، أوضحوا فيها أنّ الخدمة العسكرية قامت بتجنيد ما يقرب من 55 ألف مجنّد في السنة المالية 2023، والتي انتهت السبت، لافتةً إلى أنّ العدد هو أقل من الهدف المعلن لوزارة الدفاع “البنتاغون” وهو 65 ألف.
وأشارت “نيوزويك” في تقريرها، إلى أنّ عدد المجندين الجدد للخدمة، يسمح بالوفاء بالقوام الإجمالي المطلوب لعديد القوات الأمريكية، والبالغ 452 ألف جندي في الخدمة الفعلية، لكنّ التناقص الواضح والكبير، في أعداد المُقبلين على التجنيد، يطرح مشكلةً عميقة يعيشها الجيش، خصوصاً وأنّها تتفاقم بين سنةٍ وأخرى.
كما عزّزت المجلّة تقريرها بما ذكرته المجموعة الإخبارية الأمريكية المستقلة “ميليتري تايمز”، والتي أوضحت أنّ هذا هو أصغر جيش أميركي منذ عام 1940، حيث كان هناك ما يزيد قليلاً عن 269 ألف جندي عام 1940، ولكنّ هذا العدد تضخم إلى ما يقرب من 1.5 مليون في عام 1941.
وذكَّرت “نيوزويك” بحديث كلٍ مِن وزيرة الجيش الأمريكي، كريستين إي وورموث، ورئيس الأركان، راندي جورج، بأنّ الخدمة العسكرية “فشلت في تحقيق هدف التجنيد بنقصٍ يُقدّر بحوالي 15 ألف جندي في العام الماضي”.
وأوضحت وورموث، الثلاثاء، أنّه سيتم تشكيل قوة مهنية جديدة من المجندين، بدلاً من “استخدام الجنود الذين تم تكليفهم بالمهام بشكلٍ عشوائي”، مُتطرقةً إلى كون خريجي المدارس الثانوية يشكلون ما بين 15% إلى 20% فقط، من سوق العمل الأمريكي، وأنّ الجيش الأمريكي يحصل على نحو نصف مجنديه من هذه المجموعة المتقلصة أصلاً.
وفي ذات السياق، كان وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، مارك إسبر، قد أشار في مقالٍ نشره في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، إلى أنّ القوة الأمريكية المكوّنة بالكامل من المتطوعين في الجيش الأمريكي “تموت ببطء”، لافتاً إلى تعريض المستقبل الأمريكي للخطر في حال لم يجر اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة.
وفي كشفٍ عن عمق الأزمة التي يعيشها الجيش الأمريكي في مسألة التجنيد، تحدّثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في مقالٍ نشرته، أواخر حزيران/يونيو الماضي، عن أزمة حادّة يعيشها التجنيد العسكري، مشيرةً إلى أنّه “حتى المحاربين القدامى لا يريدون أن ينضم أولادهم إلى الجيش”.