لـ يضع النكفُ أوزاره
بقلم// كوثر العزي
من المؤلم أن يفقد الرجل غيرته على أرضه وعرضه، فتصبح الأرض والعرض محطة أنظار الكلاب المسعورة ، باتت رهينة الواقع المرير ، تتشبث بالسكوت والرضا التام بالوضع المخزي التي وصلت إليه نفسيته والتي تمكنت الحرب الناعمة منه و قد بلغت ذروتها في حياته ، كم هو مخزي أن يقتحم قوات العدو البيوت اليمنية دون مرآعاة حرمات المنازل ، ونرى من يرفعون شعارات “بالروح بالدم نفديك ياوطن” اليوم بالسكوت قد أشبعوا الموقف ، وأيدوا لذلك فعل قوات الغزو ، وعجبُ لأي رجل يحمل الجنسية اليمنية ، لم تثور فيه الحمية والشهامة بطرد الجرذان المتسللة من ربوع اليمن ، فإلى متى وإلى أين ؟
فالإمارات اليوم قد بلغت ذرعا بنزع الشرف اليمني وانتهاك حرمات أهله ، لم تكتفِ بالسجون السرية في محافظة مأرب ، ولا الثكنات العسكرية في الجنوب وبعض الجزر ، لا بل طالت أيديها وسوّلت لها نفسها بالقضاء على العفة اليمنية والطهارة.
جنوب اليمن بات مسرح يُوجع الناظرين إليه ،يُقام عليه أبشع وأقذر أفلام الحروب الهمجية ، فنحن نواجه غازي متجرد من الإنسانية، تخلى عن الضمير مقابل دولار أمريكي، غرق في شهوات الدنيا وطمع في ثروات اليمن وموقعها الإستراتيجي ، فمن نواجهه يستخدم شتى الأساليب ،لجعل اليمن تحتضن قيعان الأرض لا تستطيع النهوض.
ما حدث في حضرموت من قبل جرذان الإمارات، بالدخول إلى البيوت ، دون مرآعاة حرمات البيت ، متناسين حقوق الديار ، وأسس الإسلام ، تحولوا من بشر إلى وحوش خبيثة ، تفشل في المعارك ، فيصبوا جم غضبهم على المواطنين العزل ، فجريمة حضرموت لم تكن الأولى في الملف الإجرامي للتحالف، وإن لم ننكف ونثور لن تكون الأخيرة ، فحضرموت تنادي وتستنجد بأن العدو قد عاث فيها وأكثر الفساد ، فأين اليمانيين ليصبوا على من عبث فيها سوط عذاب؟!
فـ ما أن يضع النكف أوزاره ونهب هبةَ رجلٍ واحد نقتلع الجذور القذرة ، ونرميها بعيداً عن أرضنا وديارنا ، فعرضنا وأرضنا لايمكن أن نساوم عليه، فالقتل أشرف للإنسان بأن يقبع في عواصف الخضوع والهيمنة ، إما فوقها أعزاء كرماء أو تحتها شهداء نجباء .
الوضع في الجنوب أصبح مزري جداً وأشباه الرجال ثائرون إما على الراتب أو ثورة أنا جائع ، كفاكم تكلب على بطونكم ، أن تشبعوا كرامةً خيرٌ من إشباع بطونكم ذلا.
أيها التحالف كفاك استفزازًا، فالقيادة لا تهمل وإنما تمهل، إن رضختم وقبلتم السلام بشروطه فـ أهلاً ، وإما فدروس القصف في عمق منشآتكم سنرجعها وبشكل أكبر لعلكم بعد ذلك تعقلون.