رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين لـ ” 26 سبتمبر “: حدوث هزة فوق المتوسطة لا سمح الله ستكون عواقبها وخيمة
أستبعد رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار، المهندس محمد حسين مطهر الحوثي، حدوث زلزال في اليمن خلال المرحلة الراهنة كما يشاع في اوساط الناس،
مؤكدا أنه لا توجد مؤشرات على ذلك وفقا لمعطيات الزلازل التي تسجلها محطة المركز حيث نمر بفترة هدوء، نسبي ولا نرصد هزات ارضية داخل الاراضي اليمنية الا نادرا وبمقادير خفيفة.
وقال إن:” معظم القرى والتجمعات السكنية في الارياف تقع أسفل المنحدرات الجبلية ومهددة بكتل صخرية مفككة وآيلة للسقوط وفي حالة حدوث هزة أرضية فوق المتوسطة لا سمح الله سيكون حجم الكارثة مضاعف.
وطالب رئيس المركز الحكومة والسلطات المحلية في مختلف المحافظات تنفيذ المعالجات اللازمة للكتل الصخرية المهددة لحياة المواطنين.. وذكر أن معايير بناء المنازل المقاومة للزلازل لا تحظى بالاهتمام الرسمي والشعبي للتخفيف من المخاطر الزلزالية والحد من أضرارها.
ذمار – حوار / محمد العلوي
ما مصدر النشاط الزلزالي في اليمن؟
ان الانفتاح المستمر في قيعان البحر الأحمر والبحر المتوسط والخليج العربي وخليج عدن، جميعها أماكن ومصدر حدوث الهزات الارضية في الوطن العربي.
ومن الثابت أن مثل تلك الهزات وعلى الأرجح لا تكون مصحوبة بأمواج التسونامي العاتية لأسباب عديدة، لأن معظم ان لم يكن كل زلازل المنطقة العربية إما أنها ضعيفة أو متوسطة القوة، فضلاً على أن البحرين الأحمر والمتوسط والخليج العربي عبارة عن مسطحات مائية صغيرة المساحة ومقفلة أو شبه مقفلة من الأطراف وضحلة، مقارنة بالمحيطات والبحار الأخرى، ومثل هذه المواصفات لا تسمح بتكون أو بحركة أمواج التسونامي، إذا ما افترضنا أن زلزالا بالغ القوة باغت المنطقة العربية.
لا توجد مؤشرات
هل هناك مؤشرات على حدوث زلزال في اليمن؟
لا توجد مؤشرات على حدوث زلزال في اليمن في الوقت الراهن من
خلال تسجيل زلازل سابقة before shock إذا كنت تقصد ذلك.
ولكن لا يوجد مكان في هذا العالم آمن من الزلازل التي تحدث فجأة نتيجة تراكم الاجهادات ووصولها الى مقدار يفوق تحمل الصخور فتتصدع وتتحرر الطاقة من باطن الأرض على شكل موجات زلزالية.
محطة ورقية
هل لديكم طرق أو وسائل بديلة تمكنكم متابعة الانشطة الزلزالية في اليمن؟
توجد لدى المركز محطة رصد زلزالي ورقية وحيدة قمنا بتشغيلها منفردة نظرا لعدم اعتماد نفقات تشغيل للمركز من قبل الحكومة لمراقبة النشاط الزلزالي في اليمن والمناطق المجاورة.
في الوقت الراهن أصبح من الضروري إعادة تشغيل شبكات المركز الزلزالية والبركانية ليتمكن من القيام بدوره الوطني والإنساني في مراقبة النشاط الزلزالي وتخفيف المخاطر الزلزالية، خصوصا والصفيحة العربية التي اليمن جزء منها في حالة تحرك مستمر و تتعرض لزلزال نتيجة حركتها واصطدامها بالصفيحة الاناضولية في الشمال الشرقي ونتج عن ذلك زلزال تركيا وسوريا وما حدث مؤخرا من زلازل في المغرب ناتج عن صدام الصفيحة الافريقية بالصفيحة الأوراسية وتأثيرها على صدعي البحر الأحمر وخليج عدن والاخدود الافريقي العظيم اللذين يمثلان مصدر النشاط الزلزالي في اليمن.
ماذا عن محطات الرصد في بعض المناطق؟
بعد تدمير المركز الوحيد لرصد ودراسة الزلازل والبراكين في اليمن بواسطة طيران تحالف العدوان في مايو 2015، لا يزال لدينا بعض الشبكات لرصد الزلازل والبراكين والإنذار المبكر من موجات التسونامي وهي بحاجة الى صيانة وإعادة تأهيل.
بيانات محفوظة
هل فعلا أن المركز فقد بياناته الزلزالية؟
المركز تأسس في عام 1990م، و ما زالت البيانات الزلزالية محفوظة منذ العام 1993ـ 2014م، حيث توقف رصد الزلازل عبر شبكات المركز عقب عملية التدمير بغارات الطيران في مايو 2015م ، لكن لا يزال المركز يقوم بمهامه منذ العام ٢٠١٨ بتوثيق ورصد الزلازل من الاراضي اليمنية والبحر الأحمر وخليج عدن وعلى مستوى اقليمي ودولي عبر إحدى محطاته الزلزالية الورقية الذي تم تشغيلها في المبنى القديم للمركز بصورة متواضعة جراء عدم وجود القدرة المالية والنفقات التشغيلية اللازمة لإعادة تشغيل وصيانة كامل شبكات الرصد الزلزالي والبركاني ومحطاتها الفرعية المنتشرة في معظم محافظات الجمهورية.
كم الاحتياج؟
نحتاج لنفقات تشغيل ولو في حدها الأدنى، ونطالب الأخوة في وزارتي المالية والنفط الاهتمام بهذا الجانب حتى نتمكن من اداء المهام في هذا الظرف التي تعاني المنطقة من الزلازل والتصدعات المستمرة.
غياب الاهتمامم
ما مدى تطبيق المعايير في بناء المنازل لمواجهة الحد الادنى من الزلازل؟
حقيقة لا يتم تطبيق معايير البناء المقاوم للزلازل في اليمن ولا يوجد اهتمام رسمي أو شعبي بهذا الأمر رغم اهميته البالغة في تخفيف المخاطر الزلزالية والحد من أضرارها.
تفتقد بلادنا الاهتمام بالأخذ بتدابير السلامة واقتناء وتطوير وسائل وتقنيات الانذار المبكر من مخاطر الزلازل والبراكين وموجات التسونامي وعدم الاكتراث بالإنفاق على الابحاث والدراسات العلمية في مجال الزلازل والكوارث الطبيعية التي تصب في الاسهام الفعال بتخفيف المخاطر الزلزالية والكوارث الطبيعية والحد من أضرارها على المواطنين والمباني والممتلكات العامة والخاصة وصولا للحصول على تنمية مستدامة دون كوارث او منغصات.
تخفيف مخاطر
هل يتم إشراك المركز في وضع خطط التنمية والتخطيط العمراني؟
لا.. ويجب على الدولة سرعة اعادة تشغيل وتأهيل وتحديث المركز في ذمار وشبكاته الزلزالية والبركانية ورفده بالموازنات والنفقات التشغيلية والمعدات والاجهزة اللازمة ليقوم بدوره الوطني والانساني وصولا للحصول على الكود الزلزالي لليمن ووضع دستور البناء المقاوم للزلازل وتحديد وعمل خرائط التنطيق الزلزالي والمخاطر الزلزالية للوحدات الإدارية واشراك المركز في وضع خطط التنمية والتخطيط العمراني بغرض تخفيف مخاطر الكوارث الطبيعية والحد من اضرارها على المواطنين والمباني والمنشآت الهامة باعتبار ذلك مسألة امن قومي.
قرى مهددة
أين تكمن مخاطر الزلازل في اليمن؟
المعروف أن غالبية أبناء الشعب اليمني يعيشون في المناطق الريفية ومعظم القرى والتجمعات السكنية تقع أسفل منحدرات جبلية ما يجعلها مهددة بالكتل الصخرية المفككة والآيلة للسقوط، وفي حالة حدوث هزة أرضية فوق المتوسطة سيكون حجم الكارثة وخيم ومضاعف لا سمح الله، كما انه لا يوجد مكان على سطح الارض بمأمن من الزلازل كما اسلفت
الانفتاح المستمر
ماذا عن الهزة الزلزالية التي حدثت خلال الأيام الماضية؟
تحدث الهزات الارضية بصورة متكررة في خليج عدن رصدتها محطة المركز وكان اخرها بقوة 4,9 درجة على مقياس ريختر، ثم في فالق المحيط الهندي بقوة 4,7 درجة الإثنين الموافق 18 سبتمبر الجاري.
شعور أهالي مديرية الوازعية غرب محافظة تعز الايام الماضية بحدوث هزة خفيفة بقوة 3,6 درجة على مقياس ريختر، المعروف أن مصدر النشاط الزلزالي في محافظات الجمهورية الواقعة في الجزء الجنوبي والشرقي وكذلك محافظة تعز هو ناتج عن الانفتاح المستمر لخليج عدن بدرجة أساسية والذي تأثر مؤخرا بالإجهادات الواقعة تحت تأثيرها الصفيحة الافريقية والاحزمة الزلزالية المتأثرة بها في القرن الأفريقي، ومثلث عفار وبحر العرب نتيجة التصادم الأخير الذي تسبب في حدوث زلزال المغرب.
وقد يستمر النشاط الزلزالي في بعض الدول المطلة على تلك الاحزمة الزلزالية ومنها اليمن ونسأل من الله السلامة لأبناء الشعب اليمني خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامة.
حياة الناس
برأيك.. هل هناك آلية للحد من المخاطر المحتملة؟
نطالب الحكومة الرشيدة والسلطات المحلية في كافة المحافظات بوضع المعالجات اللازمة للكتل الصخرية المهددة لحياة الناس في التجمعات القروية وممتلكاتهم وللأراضي والمدرجات الزراعية والطرق والحواجز المائية.
كيف يمكن التقليل من الخسائر عند حدوث ذلك لا سمح الله؟
من الممكن أن يحول استثمار دولار واحد في حالة التأهب للكوارث دون حدوث ما قيمته سبعة دولارات من الخسائر الاقتصادية المتعلقة بالكوارث عند حصولها، إذ يمثل عائدا كبيرا للاستثمار بل ويساعد على دوران عجلة التنمية المستدامة دون كوارث.
قبل الكارثة
كيف يمكن التنبؤ بالكوارث المحتملة دون ابسط الإمكانيات؟
طبعا الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية عقبة رئيسية في طريق التنمية المستدامة، وإصدار التنبؤات والإنذارات الدقيقة بشكل يسهل فهمه وتوعية الناس بكيفية التأهب لهذه الأخطار قبل أن تصبح كوارث.
يمكن حماية الأرواح والممتلكات بالاهتمام والتركيز على الاخذ بسبل التخفيف من مخاطر الكوارث.
العظة والعبرة
ما الذي يجب في الوقت الراهن؟
يجب أن نأخذ العبرة مما حدث في زلزال المغرب وهو خير شاهد الذي ضرب معظم المناطق الريفية، حيث والمثل العربي الشهير يقول “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
حفظ الله أبناء الشعب اليمني من الكوارث، يكفيه الحرب والحصار الذي يعاني منها منذ إعلان تحالف العدوان الحرب على بلادنا في 26 مارس 2015، وما تبعها من أزمة إنسانية مثلت الأسوأ في العالم.