آيات الله والتاريخ يتجليان بزمن المسيرة القرآنية
بقلم// فاطمه المستكاء
استوقفتني آيات من الذكر الحكيم في وقت ذكرى استشهاد الإمام زيد استوقفتني الآيات التي ذكرت في سورة البقرة آيتين ((206))و((207))
آيات عظيمة سمعت والدي يتلوها فقلت أبتاه لو أنك تعيد الآيتين فأعادها فسمعت عجباً وأيقنت أن كتاب الله به خبر ماقبلنا ونبأ ما بعدنا والله لم أجد آيات واضحة وضوحاً جلياً كهذه الآيات .
أولاً كنا في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وكنا قد عرفنا قصته منذ ولادته الى إن استشهد عليه السلام
وخلال القصة عرفت أن الإمام علي بن الحسين فتح كتاب الله ليعرف عن هذا المولود فوجد أول مافتحه آية :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالعِباد}
وبعد أن فتح عدة مرات عرف أن هذا المولود هو زيد المصلوب بالكناسة الذي أخبر عنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .
ومن ثم عرفنا أن الإمام زيد في موقفه أمام هشام من بين ما قال له :((اتقِ الله ياهشام ))
وهشام أخذتهُ العزةُ بالإثم فقال: أمثلُك يأمر مثلي بالتقوى
فرد عليه الإمام زيد رداً مزلزلاً .
نعم إن آيات الله تجلت في هذا الإنسان وكتبت عنه وما سيكون الموقف العظيم الذي سيقوله وماذا سيكون ردة فعل هذا الطاغية هشام وماهو جزاءهُ وحكمهُ وماهو جزاء الإمام زيد ومكانتهُ آيات تتجلى أمامنا تتكلم عن حادثة أتت بعد رسول الله بمئات الأعوام وترتبت بهذه الصيغة العظيمة بعظمة القرآن فلنتفكر في كل آية نقرأها ونتدبرها فالرسول صلوات الله عليه وعلى آله ، والإمام علي قد تدبروها وعلموا مابها من آيات فقد قال الإمام علي سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لو سألتموني عن كل فتنة متى ستكون ومن قائدها وناعقها وماسيحدث لأخبرتكم.
ولم يكن كلام الإمام علي. إلّا من فهمهِ عليه السلام وتعلمه لكتاب الله تفقهه ومما علمه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .
إذن فلنقرأ الآيات الباهرات التي تتكلم عن موقف الإمام زيد وموقف هشام وجزاء هشام وجزاء الإمام زيد .
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ204
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ205
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ206
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ.207}.
فسبحان القائل والحمد لله على نعمة القرآن والأعلام والأنبياء.
ونود منذ اليوم أن نتدبر آيات الله بتمعن وتفهم وسنجد فيه الهدى بإذن الله تعالى.