زخم الثورة ترجم في أحياء المولد
بقلم// أم وهيب المتوكل
عندما نستحضر التاريخ نجد أنه على مراحل تاريخية متعاقبة كان اليمنيون هم الأنصار والمستجيبون لدعوة الأنبياء، فالكل يعلم موقف ملكة اليمن بلقيس التي قالت: ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) وكذلك خلد الله موقف الرجل اليمني العظيم لقمان الحكيم في القرآن الكريم ، كما أن التاريخ تحدث عن موقف قبيلة جرهم اليمانية التي ناصرت رسول الله اسماعيل عليه السلام، وكذلك موقف الأوس والخزرج القبيلتين اليمنيتين اللتين وضعهما تبع اليماني في المدينة لينصروا نبي آخر الزمان خاتم الأنبياء ، هكذا هم الأنصار السابقون قبل غيرهم لنصرة الإسلام ورسول الإسلام – صلوات الله عليه وعلى آله- ففي الوقت الذي نصر أجداد اليمنيين النبي الأكرم ، تعامل القرشيون والقبائل النجدية مع رسول الله بصلف وعناد وخبث وصد ، فاستحق اليمانيون لقب الأنصار ، واستمر اليمانيون في مواقفهم العظيمة فكانوا وما زالوا قادة الفتوحات الإسلامية.
وهكذا توارث الشعب اليمني ، هذا الموروث الذي حظي أهل يثرب الأوس والخزرج الذين اختارهم الله لحمل هذا الرسالة بدلًا من قريش ومكة التي عصت وأبت وتمردت ، كما هو حالها اليوم تزداد انغماساً في وحل الضلال والتطبيع مع عدو الله ورسوله والامة الإسلامية باكملها، فيما الشعب اليمني يزداد تقرباً إلى الله ورسوله يوماً بعد يوم ويرى في ذلك ،الشرف الممزوج بالنصر والعزة والكرامة والفتح المبين.
ولهذا نجد اليمانيون منذ الازل ،هم من كان لهم الشرف بالاحتفال بقدوم سيد البشرية وخاتم الانبياء ، وكان من أولويات فرحتهم تزيين المدينة وتلحين الاناشيد ، معبرين بذلك عن فرحتهم وشوقهم ولفتهم وشغفهم وتعطشهم لرسول رب العالمين.
حقيقة أنه تلاشى وكاد أن يدفن في ظل النظام السابق ، الذي مكن أمريكا ودوافع تدخلاتها في اليمن ، و التي كان من أهم اهدافها هو التركيز على الإنسان اليمني فيما يمثله من قيم وأخلاق ومبادئ وتمسك بهويتة الإيمانية؛ التي نال شرف هذا الوسام الإيمان يمان والحكمة يمانية على لسان نبيهم محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ففي ظل تلك الوضعية المتردية والسيئة ، والتي أوشك الشعب فيها أن يخسر حريته واستقلاله وكرامته ومستقبله، وكان كل شي فيها يتجه نحو تحقيق وتنفيذ السياسات الأمريكية التي تساعد أمريكا على السيطرة التامة على هذا البلد ، وبمعونة من أعوانها الإقليميين والمحليين ، تحرك الشعب اليمني ، تحرك تحركاً فاعلاً ، وتحركاً يعبَّر عن هويته الإيمانية، عن إحساسه بألم المعاناة التي كانت سائدة آنذاك تحرك بثورتة الشعبية ثورة 21من سبتمبر المباركة التي أصبحت هي الآن محطةً انطلق من خلالها الشعب اليمني الخروج من الماضي المظلم والسيء والكارثي، الذي كان قد وصل إليه الوضع في البلد ، وأيضاً لبناء المستقبل على أساس من المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب ، ولتحقيق الأهداف والطموحات والآمال وفي مقدمتها: الحرية والأستقلال.
هكذا يجني الشعب اليمني من ثورتة المباركة الحرية والأستقلال الحرية التي تترجمها ساحات واحياء وشوارع ونوادي وملاهي وجامعات وكليات ومدارس ومكاتب ومنازل وكل شبر على أرض الشعب اليمني، رغم ما يقوم به التحالف الأمريكي السعودي من عدوان وقتل واحتلال وحصار ونهب للثروات ومعانات تندى لها الجبين،أمام كل هذه الجرائم يفرض علينا إيماننا أن نتحمل المسؤولية ندافع عن أنفسنا ونقاتل في سبيل الله دفاعا عن شعبنا وأمتنا الإسلامية ، قال تعالى ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) أو ليس السعودية والإمارات ومن تحالف معهم عملاء لليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل، اصبحت علاقتهم وعمالتهم ظاهرة شاهرة وجاهلية اخرى ، بينما نلتمس ونشاهد ونصتبصر الشعب اليمني وهو يرى بانه لا مخرج ولا نجاة من الجاهلية الاخرى التي تحدث بها خاتم الانبياء ،إلا بالعودة الصادقة إلى القرآن الكريم والتمسك بسيد البشرية -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- ليخرجهم من ظلمات الجاهلية التي اصتنعتها إمريكا وإسرائيل واذنابهم من المنافقين واشباه الرجال حفالة العرب ، إلى النور نور الإسلام نور الرسالة الإلهية الرسالة المحمدية.
لقد أعزنا الله كشعب يمني بالإسلام ورسول الإسلام والله هو من حدد هويتنا الإيمانية على لسان نبية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ونحن من نصرنا الأنبياء وأعلام الهدى من أهل بيت الأنبياء على مراحل التاريخ ،ولن نقبل بعملاء اليهود والنصارى من حكام آل سعود وآل نهيان أن يجرفوا هويتنا ويحرفوننا عن رسول الله ويعبدونا لهم ولأسيادهم الأمريكان واليهود.
الفضل والمنه لله، على نعمة الهداية ونعمة ، الثورة التي لولى الله ونجاحها ما وجدنا يمن الإيمان والحكمة ،تظهر وتتفاخر وتتسابق في إحياء المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله افضل الصلاة والسلام،
وهي في كل عام، تتوسع وتتكاثر وتتبشر وتعمل بتوجيهات الله عز وجل
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
ثورتنا مستمرة حتى تحرير كل الأمة الإسلامية من هيمنة الطاغوت ، والعاقبة للمتقين .