الخبر وما وراء الخبر

عناوين مهمة في إطار الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. قراءة لخطاب الذكرى

11

بقلم / محمد القعمي

ما تحدث به السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه ضمن عناوين وإطارات تعريفية في لمحة مشرقة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العطرة، هي إضاءة تتجلى في خطاب الذكرى لتغطي مساحته، وتنير على واقع الأمة بنور من سناه، لتتوهج من خلاله البصائر، ويرتفع الوعي لدى أبناء أمتنا في ما تحتاجه في هذا العصر على ضوء إيمانها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبها له، وما نزال في سياق متابعة النص لبيان عناوين أخرى مهمة جدًا في إطار الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي جو الخطاب الذي قال فيه:
كما بيَّن الله تعالى ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: من الآية157].

ومن خلال الآية الكريمة اتجه إلى بيان مفهوم الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف ينبغي أن نفهمه وننظر إليه، وكيف نرتقي به، وموضحا ذلك في علاقتنا به في إطار هذه العناوين، والتي تنضوي كلها تحت العنوان الأول الذي بدأ به كفقرة من الفقرات التي تضمنتها الآية الكريمة قائلاً:
إن الإيمان برسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” هو العنوان الأول، وينبغي أن يرتقي إيماننا به إلى المستوى المطلوب، الذي ثمرته الاهتداء، والتأسي والاقتداء، وأن يكون إيماناً صادقاً، واعياً، مبنياً على معرفةٍ به، وتعظيم منزلته عند الله، وثقةٍ تامةٍ به، وأن نحبه ونتولاه بالمستوى الذي ينبغي بالاعتبار الإيماني، كما قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: من الآية6].
إن إيمان الإقرار وحده لا يكفي لتحقيق ذلك؛ ولذلك يخاطب الله المنتمين للإيمان في القرآن بأن يؤمنوا الإيمان المطلوب بالمستوى اللازم برسوله “صلوات الله عليه وعلى آله”، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحديد: الآية28]، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}[النساء: من الآية136].

فقد ميز حفظه الله في العنوان الأول الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف ينبغي أن يكون ليوضح المفهوم الصحيح له من خلال ما فصله مستشهداً بالقرآن الكريم وينتقل إلى العنوان الثاني فيقول:
أمَّا العنوان الثاني فهو قوله تعالى: {وَعَزَّرُوهُ}، بما يعنيه ذلك من تعظيمٍ للنبي “صلى الله عليه وعلى آله”، واحترام مكانته ومقامه، ومنزلته العالية جداً، وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته في كماله، وإيمانه، ومؤهلاته، ودرجته عند الله، إلى غير ذلك من الاعتبارات التي بينها القرآن الكريم، ورسم من خلالها كيفية علاقة المؤمنين برسول الله، والتزام الآداب المعبرة عن التعظيم، وهذا مهمٌ جداً في تعظيم ما جاء به من عند الله، واحترام توجيهاته، والتأثر به، والاقتداء والتأسي به، والاعتزاز بمنهجه، وتقديس تعليماته.) وبذلك يتجلى في هذا العنوان المقصود بقوله تعالى: {وَعَزَّرُوهُ}، من خلال بيانه الواضح لما يعنيه من تعظيم واحترام وتوقير إلى غير ذلك وأهميته في تعظيم ما جاء به من عند الله ثم يتجه إلى العنوان الثالث قائلاً:
أمَّا العنوان الثالث فهو قوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ}، وهو يتحقق بنصر قضيته، التي من أجلها جاهد وصبر وضحى، ولأجلها عانى، وهي رسالة الله وهديه ودينه الحق، وبكل الوسائل المشروعة، وعلى كل المستويات، نصروه فجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم، وبالتصدي لكل محاولات الأعداء، الرامية إلى طمس معالم رسالته، أو تزييف منهجه وتعاليمه والافتراء عليه، نصروه بحمل راية الحق، والوقوف في وجه الطاغوت والاستكبار، نصروه في مواجهة من يعادونه، ويعادون رسالته ودعوته، ويحاربونها بكل الوسائل والأساليب، نصروه وكان لهم موقفٌ واضح من المسيئين إليه، المعادين له، نصروه وهو أعظم مجاهدٍ في سبيل الله تعالى، وناصرٍ للحق والمستضعفين، وأعظم من صبر وضحى وثبت في أصعب الظروف، وفي مواجهة أكبر التحديات).

وفي هذا العنوان نلحظ أن معنى النصر واسع وشامل وغير مقصور على جانب من الجوانب، قوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ}، وهو يتحقق:
1- بنصر قضيته.

2- نصروه فجاهدوا في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم.
3- بالتصدي لكل محاولات الأعداء، الرامية إلى طمس معالم رسالته، أو تزييف منهجه وتعاليمه والافتراء عليه.
4- نصروه بحمل راية الحق، والوقوف في وجه الطاغوت والاستكبار.
5- نصروه وكان لهم موقفٌ واضح من المسيئين إليه، المعادين له.
وإلى آخر ما يتحقق به النصر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى آخر ما ورد في النص السابق من خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله